جريدة الأخبار – الأربعاء 30 ديسمبر
2008 60 عاما فلسطين
قلوب العرب تدمى مع مشهد المذابح اليومية التى تقوم بها اسرائيل على المدنيين فى قطاع غزة ويثير الغضب والالم ، والحزن والاسى على ما وصل له حال أهل فلسطين بعد ما يقرب من مائة عام من وعد بلفور الشهير وستين عاما من حرب 1948 والتى غرست دولة اسرائيل على أرض فلسطين العربية ... ما نراه من مشاهد على شاشات الفضائيات يثير العديد من التساؤلات منها اولا : الى متى يستمر قتل الانسان للانسان بهذه البشاعة وهذه القسوة مع ما تدعيه البشرية من تحضر ؟ . وثانيا : هل هناك قيمة حقيقية للانسان الفلسطينى أم أن اسرائيل والعالم المتفرج من خلفها وصل الى درجة من العنصرية واللامبالاه وبما نشاهده كل ثانية من مذابح ودماء ؟ . وثالثا : هل هناك مجال وأى بصيص أمل للعقل والعقــلاء ، والحكمه والحكماء للخروج من هذه المحنه الانسانية الدامية والمظلمة ؟ . ورابعا : ما هى القضية الحقيقية ؟ هل هى قضية أرض أم هى قضيـــة انسان وشعب فلسطين ؟ . خامسا : من هو المستفيد مما يحدث من مذابح ؟ هل هى اسرائيل كدولة أم كشعب ؟ هل هم من وراء اسرائيل ؟ هل هم عملاء اسرائيل من ابناء فلسطين ؟ هل هم لوردات الحروب وتجار السلاح ؟ هل هم بعض قادة الفصائل الفلسطينية الذين يتكسبوا بالقضية ومن دماء اهلهم ووطنهم المحتل ؟ سادسا : من هو المناضل الحقيقى فى هذا الصراع ؟ هل هو الانسان الفلسطينى أم هم من باع الارض فى 1948 ؟ أم هو من باع اهله من 1948 الى الآن ؟ أم هم اصحاب الملايين والبلايين من قادة حركات التحرير الفلسطينية منذ هزيمة 1967 الى الآن والذين تاجروا وبعضهم لازال يتاجر بالقضية وبما اكتسبه عبر مراحل – النضال الوهمى - منذ عام 1948 ؟ أم هم الانتهازيون الجدد من قادة الفصائل المستجدة – بما فيهم حماس - والتى تستغل الدين شعارا وتناضل بفلسفه الدروع البشرية ؟ أم هم من ينقل أرض القتال مع العدو الاسرائيلى الى شاشات الفضائيات ووسائل الاعلام سواء الحره أم المأجوره أو المتحالفه ؟ . سابعا : من الذى يقود الشعب الفلسطينى هل هى الحكومة الشرعيه (الحكيمه) ؟ أم هو محمود عباس ؟ أم هو المناضل الفكرى خالد مشعل واخيه هنيه ؟ أم هم مجموعة قادة الفصائل والجبهات ؟ أم هم القيادات الديموقراطية المنتخبه على رفات الضحايا وبأموال الهبات وتحت وطأه الجوع والجهل والخوف ؟ . ثامنا : اين الحكماء والنبلاء ، والنخبه والعقلاء من ابناء الشعب الفلسطينى ؟ وأين دورهم الحقيقى فى النضال وغرس السلام ؟ والتنمية والبناء ؟ وهل سيبرز مجموعة منهم لنراها بدلا ممن نراه من ارخص مشاهد الابتزاز السياسى ؟ ومن يروج لمبادرات الانتفاضه واطفال الحجارة وتصدير العنف ومحاولة ان يتجاوز ذلك الى ارض الاشقاء وارض الكنانة وقلب العروبة الدامى والمجروح (مصر) بما وصلت له القضية على ايدى بعض ابنائها عبر ستين عاما كانت الاب والأم ، والمدافع والمساند ، والمحب والمتسامح ، والمقاتل والمناضل ، والداعى الى السلام العادل وعودة الارض . وتاسعا : ما هو دور امة العرب والدول العربية ؟ هل هو النضال الاعلامى ؟ أم بارسال المساعدات الانسانية عند كل محنة ؟ أم بتمويل قادة فصائل (الابتزاز) الفلسطينى ؟ أم بمساندة القوى الفلسطينية العاقلة والحكيمة (نسبيا) ؟ أم أن دور الامة العربية هو ايجاد حل سياسى سلمى ؟ أم هو حل عسكـرى مشترك (ثبت قصوره وعجزه وقصورهم وعجزهم التاريخى) ؟ . عاشرا : ما هو دور الدين فى الصراع الاسرائيلى الفلسطينى ؟ هل هو صراع دينى أم هو صراع عنصرى ؟ هل هو صراع على ارض فلسطين ؟ أم هو على أرض عربية ؟ هل هو صراع على القدس ؟ أم هو على أرض 1967 ؟ أم هو صــراع على حلم أرض الله الموعــــود من النيل الى الفرات ؟ أم هو صراع للحضارات ؟ أم هو صــــراع بترول ومصادر مائية ؟ أم هو صراع على مصادر الثروة ؟ ... القلب ينزف والعين تبكى ولكن العقل يفكر أين الطريق ؟ ... لنا ولهم ... ولتقف مصر وفلسطين والأمة العربية حدادا على الشهيد الرائد ياسر عيسوى الضابط بالقوات المسلحة والتى اخلصت 60 عاما فى النضال والقتال والدفاع والمساندة لقضية فلسطين ... وللحديث بقية