جريدة الأخبار – الأربعاء 3 أغسطس  2003
المشاركة المجتمعيه فى التعليم : نحو مشروع قومى

مصر دوله لـــ 67 مليون بها 18 مليون في التعليم و بها 33 ألف مدرسه ولدينا حوالي 2 مليون منشاة مسجله في السجل التجاري منها ، أولا : 437 منشأة رأسمالها اكبر من 50 مليون جنيه ... وثانيا : 699 منشأة رأسمالها اكبر من 20 مليون واقل من 50 مليون جنيه , وثالثا: 724 منشأة رأسمالها اكبر من 10 مليون واقل من 20 مليون جنيه , ورابعا: 1307 منشأة رأسمالها اكبر من 5 مليون جنيه وحتى 10 مليون جنيه . خامسا : 4000 منشأة من مليون وحتى 5 مليون جنيه وبإجمالي عدد المنشات 7167 منشأة أكثر من مليون جنيه بمصر أيضا 14 ألف جمعية أهلية والسؤال المطروح هل يمكن للمصريين المشاركة في صنع تعليم أفضل لأبنائهم ؟ وبفرضية أن: (1) أن التعليم أولوية للمجتمع. (2) وان هناك حاجه للمشاركة المجتمعية لتطوير التعليم. (3) وان هناك رغبه أكيده للحكومة المصرية للمجتمع في تطوير التعليم. (4) وان إدارة التطوير هي احدي تحديات إحداث التغير الملموس علي ارض الواقع. (5) وان لقطاع الأعمال والمجتمع المدني دور اجتماعي هام يجب أن يكون مؤسسي ومشارك في أولويات المجتمع. (6) وان هناك احتياج لتدعيم وتطوير الإدارة التعليمية علي مستوي كل مدرسة أن تبني مدرسة أو تستكمل , وانه يمكن تشكيل مؤسسات لإدارة المنشآت التعليمية – ليس بغرض الربح تساعد في ترجمه هذا الدور بإيجابية وموضوعية في إطار نموذج محدد من الحكومة ومعاير أساسية لهذه المشاركة " فلا نريد مســاس بأمن مصــر الاجتماعي " وقد يــري ترجمة التوجــه الذي تبنــاه الدكتور حسين كامل بهاء الدين بشأن المشاركة المجتمعية في مشروع كبير لمؤسسات مصر بالكامل – دون إلزام – وكل حسب قدرته أو مــن خلال نظــام محفــز لهــذا " ضرائبياٌ علي وجه المثال " وفي إطار عملي وموضوعي يأخذ في اعتباراته النموذج المنشود في التعليم المتقدم والمتطور ويواجه تحديات المصريين ومنها تفشي الدروس الخصوصية وزيادة الأعباء علي الدولة ومواجهة الأفكار والتيارات التي تحاول التغلغل في التعليم وضعف الإدارة المدرسية ونمطيتها والمحسوبية والوساطة وغيرها .

والدعوة هنا للمؤسسات القادرة أن تتبني كل منها مدرسة أو أكثر بدور إشرافي ومساعد للتطوير الجذري خاصة للمدارس الأكثر حاجه وفي المناطق الأكثر احتياجا ... والدعوة أيضا للجمعيات الأهلية الجادة ولأصحاب وقادة التجارب الناجحة وهناك تجارب علي ارض مصر متميزة في هذا الشأن . ومنها تجارب لمؤسسات أهليه ونريد أن تتحول هذه التجارب إلي توجه عام للمشاركة للارتقاء بالتعليم في مصر وأن اعلم التشجيع المستمر للسيد الدكتور / عاطف عبيد والسيد الدكتور / حسين كامل بهاء الدين لكل هذه المبادرات ... وقد يكون محفز ا للمجتمع ككل قطاع الأعمال والمجتمع المدني بل والحكومي أن تتحول هذه المبادرات إلي توجه لمجتمع يتعلم وينافس بمبادرة ومشاركة مجتمعية لكل المؤسسات العاملة في مصر .

وأنا لا اخفي تحيزي الشديد لتعميم التجريب, فنحن لدينا تجارب ناجحة كثيرة ولكن نريد تحويلها إلي اتجاه لمجتمع متواصل فالتجريب فقط لا يكفي وقد ثبت أن المجتمع هو نيل للخير والتقدم حين يريد ... والحمد لله الإرادة موجودة والمخلصين موجودين فعلينا تعبئتهم بدلا من محاولة إلقاء الهموم الكبيرة علي فرد بعينه أو علي الحكومة فقط .. بحركة وتحرك وتحريك المجتمع ككل يحدث التقدم وليس بالتجارب الناجحة الجزئية فقط ... ومن التلاحم والتواصل يتولد الإحساس بالانتماء والإحساس بالمسؤليه بل يزداد والنجاح يصنع النجاح , من التفاعل تبرز الحاجة للتطوير المستمر ... ومن التعليم يبدءا بناء مجتمع المعرفة ومجتمع المعلومات وأساسه الإنسان وهو الابن والابنة .. فما أعظم أن نصقل الأبناء بالتعليم والتدريب وإعدادهم للعصر الجديد وما أعظم المشاركة في هذا عمليا ... أليس كل ما نقوم به – أو معظمه علي الأقل – من اجلهم , أدعو لتبني 33 ألف مدرسه بنظام المشاركة ممن يصنعون التقدم وزيادة الدخل القومي المصري من قطاع الأعمال لزيادة الدخل القومي للأصول البشرية والعقلية لمصر ونظيرهم من قادة المجتمع المدني ... أبناء مصر فهم صناع تقدمها لمستقبل ننشده ولصياغة عصر المعرفة .