جريدة الأخبار – الأربعاء 18 يوليو
2004 تحية واجبه وتهنئه وامنيه
تحية واجبة للسيد الدكتور / عاطف عبيد رئيس مجلس الوزراء الأسبق على جهد وعطاء بذله في مسيرة العمل الوطني التنفيذي لمدة عشرين عاماً . بدأت حين عين وزيراً لشئون مجلس الوزراء والتنمية الادارية في وزارة السيد / كمال حسن على " رحمه الله " وشرفت بمعرفته عن قرب بعد أقل من ثلاثة أشهر من تعيينه ودعوته لي لتنفيذ وبناء أول مركز للمعلومات ودعم القرار خارج أمريكا ولأول مرة في العالم داخل الحكومة وفي مجلس الوزراء ... وكان الحلم انذاك هو توفير الدراسات اللازمة لمجلس الوزراء كي يأخذ مجلس الوزراء قرارات معتمدة على توصيف وتحليل دقيق للقضايا ، وتوفير المرجعية في القوانين والقرارات كي لا يأخذ مجلس الوزراء قرارات تتعارض مع قرارات سابقة وكان هذا يحدث باستمرار واضيف الى هذا هدف تجميع البيانات والمعلومات القومية ... ومن هدف محدود لتنفيذ برنامج للمعلومات ودعم القرار الى بناء المركز الأول من نوعه في الثمانينات ساهم إضافة الى اهدافه الأولية في : أولاً : صياغة القضايا القومية وحصر البيانات والمعلومات حول هذه القضايا مثل الديون والاصلاح الاقتصادي وادارة " العجز " في ميزان المدفوعات وإدارة " العجز " في الموازنة ، الانتاج الوطني والتصدير والاستيراد والاستهلاك والتعليم والطاقة ، والبيئة والإصلاح الاداري ، والتنمية الإدارية ، والبطالة والأجور ، الفقر ، والتعدي على الأرض الزراعية ، والفاقد وتصنيع المعدات الاستثمارية وتحرير القطاع العام . والخصخصة ، والتنمية المحلية . والمخزون السلعي والراكد في الحكومة والقطاع العام ، تصنيع المعدات الاستثمارية ... الى غيرها من القضايا الوطنية العامة والتي وفرت لها البيانات والمعلومات والعقول والملفات والسيناريوهات التنفيذية وكان خروج قضية من عدمه يعتمد على ما تراه القيادة التنفيذية في مجلس الوزراء والوزراء من امكانية التصدي لبعض هذه القضايا من عدمه انذاك . وكان من انصع ما تم على وجه المثال التصدي لقضية الديون المصرية ودعم مسيرة الاصلاح الاقتصادي الأول ، وثانياً : بناء البنية المؤسسية للمعلومات ودعم القرار لـ 1500 مركز في الوزارات والمحافظات والمدن والأحياء بل والقرى ، ثالثاً : اعداد وتنفيذ المشروعات الكبرى مثل التشريعات والقوانين المصرية والرقم القومي ومعلومات قطاع الأعمال المصري والرقم القومي للمنشأت وغيرها ، والتي تمثل ركائز لبنية المعلومات المصرية والتي تمت معظمها مع نهاية التسعينات ، ورابعاً : بناء البنية التقنية وإذا تصورنا مصر في أوائل الثمانينات وكان انذاك لا يمكن شراء حاسب الى بموافقة مركزية الى الغاء ذلك الى الغاء الجمارك عليها الى نشر لمئات الألوف من الحواسب الى ادخال الانترنت ونشرها أولاً على الجامعات ثم على القطاع الخاص ثم على الحكومة في التسعينات وغيرها .
أما التهنئة القلبية هي للأخ ورفيق رحلة خمسة عشر عاماً السيد الدكتور / أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء وقد عرفته في أوائل الثمانينات وحين عودتي من أمريكا ودعوته لمشروع في الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء مع الدكتور الفاضل / أسامه الدسوقي " رحمه الله " ثم بعد ذلك لمشروع مركز المعلومات ودعم القرار للاشراف على احدى المحاور المرتبطة بالبنية التقنية للمركز من حاسبات واتصالات ثم بعد ذلك حين دعوته ليكون المدير التنفيذي للمركز ثم اضافة لادارة مشروع الرقم القومي وإدارة مشروع المركز الإقليمي لتكنولوجيا المعلومات بما فيها انشاء كيانات تحتضن العقول في مصر بدلاً من هجرتها للخارج .. ثم عرفت الدكتور / أحمد نظيف وزيراً وعرفه المصريون .
تهنئة لوزارتنا الشابة ورئيس مجلس الوزراء هو اخ عزيز ورفيق عمر وتحية للسادة الوزراء في المجلس الجديد والمجلس القديم وتمنياتنا لأعضاء المجلس القديم بكل صحة وتوفيق وتقدير على ما قدموه في هذه الفترة وتمنياتي للمجلس الجديد باقتحام قضايا وأمال وأهداف وأحلام المصريين بواقعية وصدق ... وكلاهما تتطلب معلومات ... هذه الحكومة غير مطالبة بإدخال مصر عصر تكنولوجيا المعلومات ... فمصر قد دخلت بالفعل ... هذه الحكومة مطالبة بإدخال مصر عصر استخدام المعلومات . استخدام المعلومات للتصدي لقضية الفقر ... استخدام المعلومات للانطلاقة الاقتصادية ... استخدام المعلومات للعدالة الاجتماعية ... استخدام المعلومات للتصدير والانتاج ذي العائد ... لاستخدام المعلومات لعرض الحقائق والمشاركة الوطنية في اتخاذ القرار ... استخدام المعلومات للديموقراطية ... استخدام المعلومات للاسراع بالتقاضي وارساء دولة القانون . استخدام المعلومات لتحقيق نقلة نوعية في الخدمات الجماهيرية ... استخدام المعلومات لتنمية دور القطاع الخاص في قيادة التحول الى السوق الحر ... استخدام المعلومات لتوفير احتياجات محدودي الدخل ومحاربة الاستغلال والاحتكار ... الخ . تهنئة من القلب ... وامنية جديدة لمصر .