جريدة الأخبار – الأربعاء 14 يوليو
2010 الهداف ... والملعب
هل لكل هداف ملعب ؟ وهل لدينا ملعب لكل هداف ؟ ... تابعت كما تابع الملايين في العالم مباريات كأس العالم بجنوب أفريقيا 2010 وشعرت بالفخر والإعزاز بالانتماء إلي القارة الأفريقية السمراء التي كانت قادرة على تنظيم تلك البطولة العالمية بصورة مشرفة ... وكم تمنيت أن يكون منتخبنا الوطني من المشاركين في هذة البطولة بما لديه من لاعبين على مستوى عالي من المهارة ... فالمشاركة في حد ذاتها في قمة المسابقات الرياضية هو شرف لأجمل تنافس إنساني بين الدول والشعوب ... وكم تمنيت أن تقوم مصر باستضافة المونديال أو الدورة الألومبية ... فهذا ليس فقط شرف وتقدير للدولة والفرد ، ولكنه ميزة وفرصة لنهضة دولة وتقدم إنسان ... فالعائد الاقتصادي لهذة الدورة أقترب من ثلاثة بلايين دولار والعائد الاجتماعي والسياسي لها هو فرصة لشحذ الهمم والأمم ، ولغرس الانتماء والعطاء ... هي فرصة لتوحيد الشعوب وتعبئة الأمم حول قيم إنسانية أفضل ، وبرامج تنفيذية لبنية أساسية من طرق ومواصلات ، وقطارات ومطارات ، وفنادق وملاعب ، ومطاعم وخدمات ... هي فرصة عمل لإنسان ... وفرصة لدولة تقفز بها ما يسمى "بقفزة نوعية" ... هي فرصة " للاعب في ملعب " وفرصة " لإنسان في دولة " ... هي فرصة لكل هداف ... في كل ملعب سواء كان رياضي ... أم تنموي . فرحة جنوب افريقيا بما تحقق تشمل فرصتها أولا : بإختيارها لشـرف استضافة المونديال كأول دولة أفريقية فى التاريخ ، وثانيا : لما تحقق من تقدم وبناء وبنيه أساسية عالمية تمثل قفزة تقدم لدولة ، وثالثا : بالتنظيم الجيد ، ورابعا : لكرة القدم والرياضة ، وخامسا : لمفاهيم مانديلا التى دعى لها من الوحدة والديموقراطية والسلام والمحبة والتعاون ، وسادسا : لعبور لدولة قالت " لا للعنصرية" وكان شعارها الى نموذج للتنافس الانسانى الشريف ... جنوب افريقيا بهذا حققت أهداف فى السياسة وأهداف فى التنمية وأهداف فى التقدم وأهداف فى الانتماء وأهداف فى التعاون الدولى وأهداف فى الرياضة ... فى المونديال كان الملعب هو جنوب افريقيا سياسة واقتصاد ومشروعات ورياضة وغيرها ... وهناك ظاهرة معروفة أن الدول التي تستضيــف المونديال أو الألومبياد تتقدم وتقفز نوعيا ... فهل درسنا أسبابها ؟ فما هى أسباب القفزة النوعية ؟ هل هى فى تعبئة القدرات الكامنه ؟ هل هى فى تعبئة كل الهدافين داخل الوطن فى كل المجالات ؟ هل هى فى توفير ملعب وفرصة عمل لكل فرد ولاعب وهداف ؟ هل هو فى مفهوم الوطن الذى يشبه الملعب الكبير ؟ التقدم مثل الفوز بالمونديال هو فريق ومدرب وجهاز فنى ولاعبين وهدافين وملعب وفرق تتنافس ودورة لها بداية ولها نهاية وبرنامج زمنى وموارد ... والسؤال الذى يطرح نفسه كم هداف لدينا كمصريين فى السياسة والاقتصاد وفى التعليم والصحة وفى النقل والمواصلات وفى الصناعة والخدمات وفى السياحة والثقافة ... وفى الرياضة ؟. والسؤال الآخر هل كل هداف له ملعب ؟ وهل هناك ملعب لكل هداف ؟ ... هل لدينا - وهل حولنا - هدافين ؟ ... كل إنسان قادر أن يكون لاعبا ... وكل لاعب قادر أن يكون هداف ... علينا أن نصنع الهدافين ... وعلينا أن نعبئ شعب للنزول الى الملعب وليس للجلوس كمتفرجين ... وعلينا أن نلعب دائما بأفضل من لدينا وليس بما نراه على الساحة فى احيان كثيرة ... التقدم هو انسان ... وهو ايضا قيادة وريادة وهداف علينا توفير الفرصة لكل مصري أن يعطى اجمل ما لديه وأن يصنع هدفا ... فى مجال يخدم الوطن ... وللحديث بقية .