جريدة الأخبار – الأربعاء 11 يوليو
2012 الف منحة علمية لشباب الثورة
هل من الممكن أن نحول الثورة الي بناء وتقدم ونهضة للوطن ؟ ... هل من الممكن أن نتخيل أو نحلم أو نعمل علي أن نحول طاقة شباب الوطن الي قيادة عالمية وعلمية في مجال ادارة الاعمال والهندسة والقانون والفيزياء والطب والعلوم الاجتماعية والفنون والتعليم ؟ ... هل من الممكن أن نري خطورة ما يحدث في مصر الآن من انهيار شامل وأن نحوله الي طاقة تعليم وعلم ؟ ... عن عمد أتجنب الحديث عن الأنقسام السياسي الحاد والذي يهدد بزلزال جديد يهدم ما بقي من وطن ومؤسسات وأعمدة ومقومات الدولة المصرية من رئاسة (وقيادة لوطن بكل فئاته واطيافه) ، ومؤسسة تشريع من مجلسي شعب وشوري وحكومة وجيش وقضاء وصحافة وقطاع أعمال حر ومجتمع مدني ومؤسسات علم وتعليم ... مصر التي عشت من أجلها وأحلم بها وعملت من أجل اجيالها وادخالها لعصر المعلومات والمعرفة ليست مصر التي أراها ونراها جميعا ... مصر تخسر يوميا بصورة مباشرة مليار جنية ومليارات من الفرص الضائعة ... أضاع حكم مبارك فرص ذهبية لانطلاقة مصر للتعليم والتقدم هبط ترتيبها لتكون الـ 129 من 134 دولة علي مستوي العالم في جودة التعليم قبل الجامعي ... كل قفزة في ترتيب مصر علي مستوي العالم في التعليم تعني مباشرة زيادة في الدخل القومي من خلال زيادة دخل الفرد ... وهذه مبادئ بسيطة لأي ممارس للسياسة والتنمية والاسراع بالتنمية ... التعليم يعني زيادة دخل الفرد وزيادة الدخل القومي ... كل الف دولار تزيد في دخل الفرد تعني 85 مليار دولار اضافة لدخل مصر ... وإذا تصورنا هدف أن نزيد دخل كل مصري بخمسة الآف دولار فيعني ذلك ما يقرب من نصف تريليون دولار سنويا وإذا تصورنا زيادة دخل المصري بعشرة الاف دولار فإن دخل مصر ممكن أن يصل الي تريليون دولار سنويا ... فهل يمكن أن يتحقق هذا الهدف ... نعم ممكن بالعلم والعمل الجاد والشاق وأكرر نعم يمكن لنا تحقيق هذا الهدف بل أن لدينا خطة محددة لتحقيق هذا الهدف رفضها دعاة الهدم لعصر مضي ويهدمها دعاة الدمار في عصر الثورة ... من هم علي الساحة الآن لا يصلحوا لقيادة التقدم والنهضة ... ما نريده لعصر التقدم هو أولا تعليم متميز في حضانة وابتدائي واعدادي وثانوي يدخل مصر لكي تكون من أفضل عشرة دول في العالم خلال 15 عاما (والخطة والبرنامج التفصيلي لهذة الخطة لكل محافظات ومدن وقري مصر متاحا وتم اعداده) ، وثانيا اعداد قادة التقدم بارسال شباب للحصول علي ماجستير ودكتوراه في احسن جامعات العالم سنويا ... وهل يمكن أن نحتفل هذا العام بإرسال الف شاب الي احسن جامعات العالم في المجالات الهامة لتنمية مصر ... قرأت هذا الاسبوع تقرير عن أفضل جامعات العالم في مجالات ادارة الاعمال والهندسة والثانوية والتعليم والطب والعلوم الاجتماعية وعلي سبيل المثال أفضل جامعات العالم في الهندسة لهذا العام هي بالترتيب الـ MIT، ستانفورد وجامعة كاليفورنيا (بركلي) وجورجيا وهكذا ، وأفضل جامعات العالم في ادارة الاعمال هي هارفارد وستانفورد وجامعة بنسلفانيا و الـ MIT وكيلوج وشيكاغو وهكذا . واستوقفني مرتب خريج ماجستير ادارة الاعمال من أفضل عشرين جامعة امريكية وهو يتراوح من مائة الي مائة واربعين الف دولار سنويا ... أي أن كل الف شاب يضيف سنويا مائة مليون دولار علي الاقل للدخل القومي وكل عشرة الآف يضيف مليار دولار سنويا ... أي أننا يمكن بالعلم أن نحقق دخل اكثر من دخل قناة السويس أو البترول أو صناعات عديدة ... سبقنا في ذلك كوريا والهند وماليزيا وسنغافورة وتركيا والصين وكل العالم الذي كان ناميا وترتيبه بعد مصر منذ ربع قرن والآن يقفز تقدما ونهضة ورخاء ... واتساءل هل هناك وطني مسئول أمام الله والاجيال القادمة يسعي لوقف المهزلة السياسية التي نراها ويبدأ بتعبئة وطن وشباب الوطن للتقدم ... هل ممكن أن نهدي شباب الثورة المتعلم الف منحة هذا العام والفين العام القادم وعشرة الآف بعد خمسة اعوام للتعليم في احسن جامعات العالم ... كنت أتمني أن يكون القرار الأول لرئيس الجمهورية أو لمجلس الشعب أو للعهد الجديد أو لثورة 25 يناير الجميلة أن نبني قادة العلم وقادة التقدم ... النهضة تتحقق بالاخلاص والعلم والعمل الشاق وليست بالفوضي والإنقسام وهدم الدول المصرية .