جريدة الأخبار – الأربعاء 3 يونيو
2001 أطفالنا وعصر المعلومات
أطفال وشباب مصر هم نصف المجتمع المصري حاليا وهم كل المجتمع المصري مستقبلا . الخير والسعادة لابنائنا هو ما يحرص عليه كل أب وأم في مصر عصر المعلومات أساسه الكمبيوتر والانترنت واصبح التعليم والتدريب لمتطلبات هذا العصر ضرورة حياة وعمل وتقدم كل الابناء.
زمان ( في العشرين سنة الماضية) كان تعليم وتدريب الشباب علي الحاسبات بأعداد كبيرة ظواهر فردية او مشروعات تجريبية. أذكر أنه في عام 1983 أعد مشروع مشترك مكثف لتدريب كل المقيدين بجامعة القاهرة بالتعاون مع معهد ماستسوتس للتكنولوجيا وباستخدام مركز البحوث والتنمية التكنولوجية بجامعة القاهرة وكان هذا المشروع ظاهرة في كونه يركز علي تدريب المدربيين وعلي الاعداد والتاهيل العملي علي تقنيات المعلومات لعدد كبير من الشباب وأشرف عليه من جامعة القاهرة الأستاذ الجليل / أحمد عزيز كمال والدكتور / محمد حشيش ، وأدير آنذاك بشباب من معيدي قسم الهندسة الطبية بجامعة القاهرة تلا ذلك مشروعات بدات برؤية قومية كبيرة في عام 1985 وتبناها وشجعها د . عاطف عبيد وكانت تأمل لتدريب 25 الف خريج وموظف بالحكومة وطرح ذلك في مناقصات عالمية من مركز المعلومات ودعم القرار . ولم يتقدم احد بالكفاءة المطلوبة . ثم بدات مسيرة البناء في عام 1986 وكان أول البناة عقول وسواعد مصرية هم د/ جمال محمد علي أ/ رضوان سعيد د/ شريف كامل الي أن أنشئ معهد تكنولوجيا المعلومات وإدارة دكتور / نبيل سعيد والعالم الجليل دكتور / نبيل النادي واخوة وزملاء اخرون.
وكان احد مشروعاته تدريب الشباب بالمحافظات ووصل عدد من تدريب فيها عام 2000 الي ثلاثمائة الف في العام من 42 مركزا في مصر . وفي أواخر التسعينات تم مشروع طموح الرؤي انطلق تحت رعاية السيدة الفاضلة حرم رئيس الجمهورية بنوادي القرن الحادي والعشرين للبناء والتشغيل الذاتي لعشرات المراكز بصعيد مصر ومدن وادي النيل ساهمت في بنائها عقول وسواعد مصرية منهم هبه رمزي ، وأنس بهجت .
هذه المرحلة استغرقت 15 عاما وخرجت عقول وسواعد من مصر بعقول أبناء مصر علي مستويات عدة منها المصمم المتميز والمستخدم الجيد والشباب والاطفال نري ما الذي سنستغرقه من زمن كي نصل بالتعليم والتدريب لكل ابنائنا؟ التحدي الدقيق- إضافة لتحدياتنا الأخرى- هو انه مطلوب تعليم وتدريب 30 مليونا علي الحاسبات والانترنت .
تدريب الأطفال والشباب في كل مصر قراها ومدنها وتعليمهم لغات العصر هو حق من حقوق الانسان في عصر المعلومات لا يمكن ان نسمح بتخلف اهم جزء من المجتمع – وهم أبناؤها أعز ما لدينا- أو أن نعرض جزءا منه عن جهل او عمدا للانقسام الرقمي Digital Divide والذي سيحدث انشطارا بين من يعلم ومن لا يعلم لا يمكن ان نضيف لتحديات الامية والتعليم أمية الحاسبات والانترنت انقسامات بين جزء من المجتمع وجزء اخر او بين المجتمع والعالم .. تداعياتها خطيرة لان المعلومات ستكون كالماء والهواء وليس فقط مثل الكهرباء في عصر المعلومات.
يمكن للمصريين – فراعنة البناء وجنود العبور بفكر التقدم وبعزيمة الرجال وبامكانات يمكن توفيرها تحقيق ذلك من خلال استكمال ادخال وبناء مراكز للتدريب والتعليم علي الحاسبات والانتلانت بال 33 الف مدرسة الموجودة بمصر والحمد لله هذا بدا بالفعل بهدف إعداد جيل جديد يتعامل مع عصر المعلومات تحصيلا وتعلما وتدريبا واهم من ذلك هو غرس مهارات تعلم كيف نتعلم والتدريب الذاتي لفتح افاق تحصيل المعرفة باستمرار ال 18 مليونا من ابنائنا.
مطلوب ايضا 4000 مركز للتدريب في 4000 قرية في الـ 18 شهرا القادمة لإدخال وغرس المعلومات في جذور المجتمع المصري بمعني ان المطلوب هو 200 الي 350 مركزا شهريا ، ومطلوب أيضا برامج تدريب ومدربون ونظم عمل لكل هذه المراكز ما تحقق بالعمل الجاد يؤكد أن هذه الأهداف ممكن وواجب تحقيقها.
وأي تقصير في هذا هو جريمة ترتكب في حق ابنائنا.
وقل اعملوا فسيري الله عملكم ورسوله والمومنون . صدق الله العظيم.