جريدة الأخبار – الأربعاء 19 مايو
2002 تلميذ ومدرس على الانترنت (3)
ثروة مصر الحقيقية هم عقول ابنائنا ؛وسيتوقف المستقبل السياسى والاقتصادى والاجتماعى والامن القومى لهذا الوطن الغالى على هذة العقول ومابها من علم واخلاق ؛ وثقافة وتراث ؛ ومحبة وسلام . لدينا 17 مليون تلميذ هم أملنا الحقيقى فى نقله نوعية وكمية للقرن الحادى والعشرين ... فماذا أ عدت مصر لتحقيق هذا التحول ؟
للأمانة والانصاف ؛ هناك فكر وجهد وعرق رجال قادوا ويقودون مواجهة التحدى الكبير ... التعليم واهميته – كانت ولا تزال – على أهم أولويات مصر رئيسا وحكومة ومجتمعنا . فوضعت سياسات وإستراتيجيات تطوير التعليم وإنطلق التنفيذ فى محاور متعددة يواجهها من جهة الزيادة المستمرة فى السكان ومن جهة أخرى تراكم مشاكل الماضى حين اهمل التعليم وتشابكاته وحين ندرت الموارد . وإذا كان التعليم (1) أستاذ (2) تلميذ (3) منهج (4) مدرسة (5) تنظيم وإدارة ونظم (6) سياسات واستراتيجيات ( وخطط وموارد ) ؛ (7) اسرة (8) اعلام (9) مجتمع (10)عالم متغير . فاننا بكل أمانة نسجل – على وجه المثال – التطوير المشهود فى عدد المدارس ؛ فهل تعلم انه قد بنيت فى أحد عشر عاما 11500 مدرسة سعتها ضعف سعة ما أتيح لمصر من قبل فى 109 سنوات .
اسمحوا لى ان أحدد أهم التحديات للتعليم فى ... المدرس والتلميذ ؛ نحن نريد أن يكون تلاميذ مصر ضمن أفضل تلاميذ 25 دولة ... ولهذا معايير دولية متعارف عليها أحدها يقيم ويرتب دول العالم حسب مستوى التلاميذ فى الرياضيات والعلوم وأخرى تعرضنا لها فى مقال سابق على معامل التنمية البشرية ... المتخصصون يعلمون أن أهم الوسائل المتاحة الجديدة لتحقيق طفرة نوعية هى الانترنت هذا التحول يماثل تحولات الدول من الكتاتيب الى المدارس والجامعات منذ اوائل القرن الماضى ... هو عصر جديد ودنيا جديدة .
الحمد لله لدينا وزير عصرى ومعاصر فكرا وعملا د . حسين كامل بهاء الدين ولدينا رئيس وزراء د. عاطف عبيد يؤمن بأن صحة المصريين وتعليم أبنائهم أهم القضايا على الاطلاق .. وكلاهما ساهم ويساهم فى قيادات توظيف التقنيات لتقدم التعليم والمعرفة وبناء عصر المعلومات ... أريد استثمار ما تم ويتم بخطوات تنفيذية سريعة اضافية وذلك لـ : (1) بناء مدرسة على الانترنت .. ويمكن استثمار جهود عشرات الشركات المصرية من الناشرين والمؤلفين والمصممين والمخرجين ومصممى البرامج لبناء مدرسة كاملة على الانترنت تقرها الوزارة وتشمل كل المناهج وتشرح أحدث الأساليب بالصوت والصورة والمعرفة وبالعرض المشوق تعليما عصريا يشمل المادة والاسئلة والاجابات والامتحانات ...الخ . (2) تعليم المدرسين ( الجدد ) فى كل كليات التربية والمعلمين على الأساليب الجديدة للتعليم ( فى عصر الانترنت ) مع الأساليب التقليدية بحيث يتمكن مدرسو اللغة العربية والرياضيات والتاريخ والجغرافيا من اتقان استخدام الإنترنت فى التعليم سواء ذلك فى الفصل أو فى التعليم عن بعد ... أو فى الإبداع المستمر . (3) استكمال بناء معامل الانترنت فى كل المدارس وفتحها للتلاميذ بعد مواعيد الدراسة بكل قرية وكل مدينة بحيث يتاح لكل التلاميذ الفرصة المتكافئة للدخول على الانترنت .. للدراسة والتعلم والمراجعة والفهم الهادىء لكل مكون تعليمى وعمل الواجبات واستشارة المدرسين بل والتعرف على كل ما يهم التلميذ سواء تعليميا أو تربية او انشطة خارج منهج التعليم .
لقد شاهدت عن قرب اهتمام رئيس الوزراء ووزير التعليم ووزير الاتصالات وقيادات وزارة التعليم فى مصر النبلاء صراعهم مع الزمن لتحقيق هذا الهدف ... ولكن قضية إنطلاقة التعليم بالانترنت قضية مجتمع وليست قضية وزارة أو حكومة فقط . لكل منا دور ... كيف يكون تلاميذ مصر ... اليوم قادة وروادت فى التنافس العالمى مع عام 2025 ... وللحديث بقية .