جريدة الأخبار – الأربعاء 18 ابريل  2004
مجتمع المعرفة العربى والاصلاح (5)

حديثنا عن الإصلاح والمجتمع العربي في عصر المعرفة يتلاشى في اطار أحداث المنطقة وتأثيرها على فلسطين والعراق والعرب. وهو بذلك اما ان يكون حديثا أجوف (لا فائدة ولا عائد منه) واما ان يكــون اساســا لتحــول فى عصر يتحــول- بسرعات غير مسبوقة - سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وانسانيا وتنظيميا.افتراضات من يتبنى المدرسة الاولى (مدرسة الاحباط) انه لا فائدة وجدوى من الحديث على الاصلاح لانه مما يرونه لن يحدث اصلاح حقيقى فأولاً: التباين كبير بين مايقراونه ويسمعونه وبين ماهو منفذ . ويختلف هؤلاء فى نظرتهم.مابين ناقد لكل شئ ولكل مسئول ومابين مشكك فى صدق النوايا للبعض , أو المشكك للمناخ والنظام والسياسات والاقلام والبشر والدوافع . وثانياً: يشكك البعض ايضا فى فرضية وجود مجتمع عربى ذاته فما شاهدوه هو دول وعشائر تتطاحن عبر عشرات بل مئات السنين حتى امل جامعة الدول العربية تهاوى من جامعة للعرب الى ساحة لمناورات وصراعات بعض الحكومات تؤكد للشارع العربى ابتعاد حلم الوحدة واهداف التعاون والتكامل . وثالثاً: ان عصر المعرفة يفترض مرورا بعصر للمعلومات والذى يشمل احتراما للعقل والعلم والمعلم والباحث والمبدع وان تكون هناك سياسات وحكومات دافعة للشفافية والمعلومات ومقدرة للعقول , ومايرونه يوميا هو حكومات مشغولة بهمومها وهموم المواطنين اليومية من مأكل ومشرب وفرصة وعمل البعض فى الحكومات الاخرى مشغول بالترزق والتسلط او بالحفاظ عل الكراسى و المصالح والفئة الثالثة منهم لا تعى فمرت فرص التقدم سجالا من دول امة العرب واصبحت (ارض الفرص الضائعة) للسلام والتنمية الاقتصادية , رابعاً: ان حديث الاصلاح ومجتمع المعرفة العربى يتناسى ما يجرى حولنا من تحولات دولية فى علاقات القوى الامريكية العربية والاورو عربية بل فى تحجيم امة العرب والاسلام وتحولها من ارض للسلام وتواصل للحضارات الى شبهات منابع للارهاب. والمدرسة الثانية من العرب تنتمى الى مدرسة الامل والعمل والتى تفترض-بل وتتمسك-بالحياة والعدالة والحق والامل والمسئولية والرغبة فى ان ننتقل من واقع العرب الى مستقبل افضل مقتنعون بالاهمية القصوى لهذا التحول فهم مستوعبون للواقع والتاريخ وبالامكانات والقدرات وما نواجهه من تحديات,ويعلمون ايضا حقيقة التحولات عبر التاريخ , (1) لامم عظمى تهاوت اهمالا ، (2) وامم كافحت وتقدمت عملا وانجازا.فحياة الامم هى التقدم والتنمية والمواجهة المستمرة للتحديات المتجددة فى اطار الامكانات المحدودة. يؤمن من ينتمى لهذه المدرسة انه بالعلم والعمل , وبالرؤية والهدف, وبالاستراتيجية ووضوح الطريق يمكن الانتقال من واقع نعرفه الى هدف نريده فى حدود الامكانات المتاحة وبالسرعة الملائمة وبانه يمكن ان يتم ذلك فى كل قطر عربى , وان توظيف ناتج كل عقل عربى الى انتاج ينافس والى خدمات تتميز واهمية الاستفادة بتقنيات العصر لخلق قيم مضافة فى كل شركة ولكل مؤسسة حكومية , تؤمن ايضا بان المعلومات ونشرها وتداولها مهم للبعد السياسى وللجوانب الاقتصادية وللخدمات الاجتماعية ولتحقيق ونشر العدالة لوحدة الرؤى فى قراءة الواقع وفى تحديد اهداف المستقبل فبدون معلومات لن يحدث الاصلاح ولن يتقدم المجتمع ولن توظف المعرفة والبشر والعقول لادارة الفرص المستقبلية وليس فقط لادارة الازمات ... حياتنا هى فرصة لتقدم الاجيال القادمة , ترى هل يمكن ان ننظر لابنائنا دون توظيف للمعرفة لتقدمهم ... ولمستقبل افضل؟ ... وللحديث بقية


  535
ارسل بالبريد الالكتروني
طباعة
المقالات من الأحدث إلى الأقدم المقالات من الأقدم إلى الأحدث
جريدة الأخبار – الأربعاء 18 ابريل  2004
مجتمع المعرفة العربى والاصلاح (5)
حديثنا عن الإصلاح والمجتمع العربي في عصر المعرفة يتلاشى في اطار أحداث المنطقة وتأثيرها على فلسطين والعراق والعرب. وهو بذلك اما ان ...
جريدة الأخبار – الأربعاء 11 ابريل  2004
مجتمع المعرفة العربى والاصلاح (4)
المجتمع العربى يتطلب اصلاحا شاملا..والاصلاح اساسه معرفة للوصول الى مجتمع المعرفة العربى ... فمن اين نبدأ ؟ وكيف نعبئ العقول من ابن ...
جريدة الأخبار – الأربعاء 4 ابريل  2004
مجتمع المعرفة العربى والاصلاح (3)
الاصلاح متواصل عبر الزمن..والاجيال..والمكان..ممارسة الاصلاح هو تنمية والحديث عن الاصلاح دون ممارسة ودون فعل هو التخلف. وقد اشرت فى ...
 صفحة:  <<السابقة 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 التالية>>
بحث جميع المقالات
2015
2014
2013
2012
2011
2010
2009
2008
2007
2006
2005
2004
2003
2002
2001
 
الموقع الرسمي للدكتور هشام الشريف
جميع الحقوق محفوظة ©