جريدة الأخبار – الأربعاء 27 يوليو
2011 إنقاذ الوطن ... والانقلاب علي الثورة (10)
ما حدث ويحدث في مصر الآن هو انقلاب علي الثورة مع سبق الإصرار والترصد ... مصر علي شفي الانهيار الكامل ... ... وما حدث أخيرا خلال هذا الشهر في الشارع المصري هو محاولات للتصدي لهذا الانقلاب ... عاشت مصر وعاش العالم أجمل أيام التاريخ المعاصر في يناير وفبراير من عام 2011 ... وتشدق قادة العالم بشعب وشباب مصر وثورتها الرائعة ... ولكن تلي ذلك انقلاب سياسي وتنظيمي وهيكلي وإعلامي محكم الأركان ... انقلاب هدفه الدقيق هو الاستيلاء علي السلطة من خلال أولا : هدم كل ما في الوطن بما فيه الفاسد والمتميز ، وثانيا : من خلال إشاعة الفوضى والانهيار وعدم الاستقرار من أجل ألا يكون غير بديل واحد هو الأوحد والأقوى علي الساحة ... ما حدث منذ فبراير للآن بما فيها أحداث الأسبوع الماضي بميدان العباسية هو جريمة نتيجة لجرائم متعددة متتالية سيعاقب عليها التاريخ ... منها جرائم اشد ضراوة وقوة من عصر مبارك وعصر الثورة وعصر الملكية بل وعصور الاستعمار ... من هم أصحاب الأيادي الخفية الذين قاموا بتحويل أجمل الثورات من أن تكون ثورة بناء وتقدم ورخاء ونهضة إلي النموذج اللبناني وفي طريقة الي النموذج العراقي ؟ ... ما حدث علي أرض مصر هو محاولة لسيطرة تيار علي الحكم وإرساء لدكتاتورية جديدة مغلفة في عنوانين ديمقراطية "أشد ضراوة وذكاء من النموذج الإيراني" وأعنف دموية مما يحدث في الشــارع العراقي ... من هـو وراء ذلك ؟ ومن هم قادته ؟ ومعاونيه ؟ ، وثالثا : يتساءل المصريون عن الحقائق والمعلومات ... وبعد 200 يوم ثورة وأكبر معدل تغييرات لحكومات في المائة عام الماضية ... لم يخرج علي الشعب مسئول أمين علي الوطن يعطي ثورة الشعب وشعب الثورة الحقائق فيما حدث ويحدث ؟ أخفاء الحقائق والمعلومات عن الشعب هي جريمة كبري ، وعدم السعي إلـي معرفتها هي مؤامرة وخيانة... يتساءل المصريون عن من قتل أبناءهم ، وأخرج المجرمين من سجونهم ، وهدم جهاز أمنهم وأوقع – ويوقع – بين الشعب والشرطة والجيش ... يتساءل المصريون عن خسائرهم الاقتصادية وتوقف وهروب الاستثمار ، وضياع فرص العمل وزيادة البطالة والعودة إلي الاقتراض والزيادة في حجم الفقر وبروز فئات المنتفعين بالثورة وتعميق الانقسام بين الوطن والانحناء والخوف من الأقوى صوتا والأعنف سلاحا ... يتساءل المصريون عن اختفاء هيبة الدولة والحكومة وسياسات التفرقة والتمييز التي تعدت مغازلة تيار بعينه إلي مساندته وزيارته المتكررة للمباركة والتمسح السياسي دون أتباع نفس السياسة مع الأحزاب والتيارات الأخرى الليبرالية والوطنية ... يتساءل المصريون هل أصبحت الوزارة المصرية مثل الوزارة اللبنانية تأخذ أوامرها وتعليماتها وبقائها من حزب الله ؟ ... يتساءل المصريون عن من يدفع بعض الفئات لتعدي الخطوط الحمراء مع الجيش الذي حمي الثورة وحمي الوطن ؟ ... يتساءل المصريون عن التحويلات الخارجية للجماعات والجمعيات والأفراد منذ أول يناير وإلي الآن سواء من خلال البنوك أو من خلال أشخاص بعينهم حضروا لمصر بشيكات وتحويلات وأموال من الخارج تحت شعار دعم الثورة ودعم الديمقراطية ؟ ... يتساءل المصريون عن الفلول ؟ من هم ؟ وهل هم فزاعة أم حقيقة ؟ ومن الذي يمولهم ؟... يتساءل المصريون عن انهيار الخدمات ما هو حال الخدمات العامة للمواطن وخاصة النقل والصحة والتعليم ... وهل هناك أي خطط سريعة لإحداث ثورة تطوير بكل منهم ؟ ما هو واقع الحال ؟ وما الذي ستقوم به الحكومة ؟ هل التسيير ؟ هل متابعة المزيد من الانهيار ؟ هل تساهم في تحويل الثورة إلي ثورة في النقل وثورة في جودة وتكافؤ العلاج وثورة في تقدم التعليم ؟ ... يتساءل المصريون ما هو الموقف الواضح تجاه الدعم وكيف ومن سيقوم بتمويله ؟ وعن الفقر وحجمه وكيف نواجه الزيادة فيه ؟ ... يتساءل المصريون عن ثورتهم وحمايتها وتحويلها لثورة التقدم والرخاء ... ما يحدث هو ابتزاز فوضوي باسم الثورة والثوريين يساهم في الابتعاد عن أعظم ثورة شعب وتعميق الانقسام بين أبناءه ونشر الفوضى وإخفاء المعلومات والحقائق ... ما يحدث هو جريمة كبري لهدم مصر والقضاء علي ما فيها لمساندة الانقلاب علي الثورة ... بقميص ثورة وبإدعاء "لمعاوية" جديد من ميدان الشهداء ... "التحرير سابقا" ... اليقظة لشعب مصر وجيش مصر .