جريدة الأخبار – الأربعاء 28 ابريل  2002
الصين ... والقرن الحادى والعشرين

حضرت اللقاء السنوى للمفوضية العالمية للمعلومات (GIIC) والذى اختير له الصين مكانا لعقده لهذا العام,وقد استوقفنى خلال يومى إنعقاد اللقاء مايحدث فى الصين وما يحدث فى العالم وبالطبع إقارنه بما يحدث فى مصر والعالم العربى.

وهذه هى زيارتى الخامسة للصين و كانت اولهما فى أواخر الثمانينيات وكان اعجابى بها حينذاك دوافعه التراث والحضارة والصداقة التى تجمعنا تاريخيا وشعبيا ولكن فى زيارتى هذه رأيت التقدم والمعاصرة والتكنولوجيا بشكل أدعى إن مارأيتة خلال الأسبوع الماضى يمثل إعجازا عمليا لعزيمة الدول والشعوب والحكومات والبشر.

وأيا كان ايدلوجية التطبيق فان الصينين أسعد حالا من التقدم الذى حدث ويحدث لهم فهل تعلم أن:
? بالصين أكثر من 250 مليون موبيل( فى خلال 5 سنوات).
? بالصين بنية معلومات من أفضل ما هو بالعالم النامى .
? الصين تنتج 36% من أجهزة تليفونات العالم.
? الصين تنتج 51% من اجهزة التكييف بالعالم.
? الصين تنتج 21% من ثلاجات العالم.
? الصين تنتج 49% من موتوسيكلات العالم.
? آسيا تنتج 50% من نسيج العالم.
? آسيا تنتج 45% من الصناعة الألكترونية فى العالم


ما حدث فى الصين ليس معجزة مستحيلة و لكنها تطبيق لمعادلة التقدم + الرؤية + الاستراتيجية + الأهداف المحددة + إدارة التقدم + جذب الاستثمارت + القياس والمحاسبة + الإنفتاح المتوازن + بنية المعلومات.

فى أواخر الثمانينيات كان أقطاب المعلومات فى الصين ينظرون إلى مصر على انها ظاهرة ومعجزة العالم النامى فى المعلومات و دعم القرار والأن ينظرون لأنفسهم(وهم على حق) بأنهم ظاهرة ومعجزة القرن الحادى والعشرين.

أرى الصين.. قطبا للعالم الجديد سيحقق التحويلات التى سبقتهم فيها دول أصغر منها عددا وأكثر ثروة مثل الولايات المتحدة أو الدول الاوروبية أو دول أسيوية مثل اليابان أو ماليزيا أو سنغافورة.

رأيت فى الصين إعلانا لمحطة الصين للتجارة الالكترونية وهى تشمل تجمعا يتم بقيادة شركة خاصة لأكبر بنوك العالم وأكبر تجار( للشركات التجارية فى العام) وأكبر شركات التكنولجيا وأكبر شركات التأمين وغيرها... وإذا كانت سنغافورة وهونج كونج و تايوان عنوانا للتبادل التجارى فى النصف الثانى من القرن العشرين فان محطة التجارة الإلكترونية هى ملتقى التجارة للقرن الجديد.

رأيت فى الصين أيضا تطبيقا لتحقيق الربط و الترابط بين المعلومات والصناعة , المعلومات والزراعة , المعلومات , التجارة , المعلومات , التخطيط , البحث العلمى, المعلومات , التنمية المحلية والمعلومات وكل ما هو مرتبط بتقدم وتنمية الإنسان , فهم هناك لايدعون لعصر المعلومات وينسون العصر الصناعى بل ينظرون الى عصر المعلومات كتطور تدريجى وإرتقاء لقواعد الصناعة الصينية فى كل المجالات إنتاجا و تنافسا وعائداً..

تجربة الصين تمثل لنا فى مصر نموذجا عمليا لما يجب أن نستوعبه ونعيه ولعل أهم هذه الدروس هو التعلم أن الزمن لة قيمة وأن الاسراع بالتنمية يمكن ان يتحقق بالفكر والإدارة والتنفيذ الجيد والتركيز على الأولويات والمعلومات