جريدة الأخبار – الأربعاء 27 ابريل
2003 المراة وتحديات الحاضر ... وآفاق المستقبل
بلغ عدد السكان فى مصر 1/1/2002 (داخل الجمهورية) 65.985 مليون نسمة منهم 32.220 مليون نسمة من الإناث 48.8% ... وبلغ عدد الإناث تحت 15 سنة 12 مليون نسمة أكثر من 37% ومن 15-40عاما 13.4 مليون نسمة بنسبة 41.5 % ومن 40-65 سنة 5.8 مليون نسمة بنسبة 18.1% وأكثر من 65 سنة 1.63 مليون نسمة بنسبة 3.3% هذا التوزيع يوضح الهرم السكاني للمرأة.
وإذا كانت المرأة هي نصف المجتمع إحصائيا فهي كل المجتمع تنمويا فهي مشاركة فى العمل لها نفس الحقوق والواجبات وكذا هي رائدة فى إعداد وتنمية الأسرة والأجيال القادمة. وإذا كانت تمثل عدديا نصف المجتمع فهي تمثل – كأم ورائدة – كل المجتمع حاضره ومستقبله بل عموده الفقري فهي قائدة التنمية البشرية الحقيقية بها ينهض المجتمع.
والمرأة تواجهه تحديات المجتمع الاقتصادية والاجتماعية والتي نعيشها جميعا وما يرتبط بتوجه المجتمع نتيجة لرؤيته وإستراتيجيته وبرامجه ومشروعاته ومؤسساته إنتاجا وخدمات ولعل أهم ما يواجهها هو قدرة هذا المجتمع على الإنتاج وزيادة القيمة المضافة له مقارنة باستهلاك قاعدته من سكان، فمن ناحية يزداد معدل السكان فى مصر بما يزيد على 2% ومن ناحية أخري يزداد الضغط على موارد الدولة لتلبية احتياجات الوطن والمواطنين وتشمل التحديات المعاصرة ديون مصر والدين الداخلي والعجز فى الموازنة والعجز فى ميزان المدفوعات وتشجيع الاستثمار الخارجي والمحلي وخلق فرص عمل وغيرها . وكذا تواجه التحديات الاجتماعية تشمل التعليم والصحة وخدمات النقل والخدمات الاجتماعية وغيرها . ومن جهة أخري تشمل التحديات الخاصة بالمرأة تراكمات تاريخية، بدأ مواجهه العديد منها مثل: (1) تعظيم دور المرأة فى قطاع الإعمال. (2) تعليم الفتيات. (3) محو الأمية. (4) تغيير النمط الثقافي للمرأة. (5) المساهمة فى خفض معدل زيادة الإسكان. (6) التركيب الهيكلي لمشاركة المرأة فى التنمية. (7) مشاركة المرأة فى بناء المجتمع المعرفة ومجتمع المعلومات. (8) الدور الاقتصادي للمرأة خاصة التي تعول فى الريف والحضر. (9)المساواه بين الجنسين فى الحقوق والواجبات. (10) زيادة المشاركة السياسية للمرأة.
واقع المرأة فى المجتمع يتغير ولتحديده يجب أن تتوافر معلومات تنير الواقع بل وتوجه طريق قيادتها للمستقبل فهي تمثل 17% من صاحبات الأعمال، ووصلت نسبة العاملات من الإناث فى الحكومة إلى 45% وكانت 30% عام 1992 وبحكومة مصر وزيرتان وعضو بالمحكمة الدستورية العليا ورئيس للنيابة الإدارية وتشغل 51 مقعدا فى مجلس الشورى و11 مقعدا فى مجلس الشعب وهي نسبة ضعيفة فى كلا المجلسين وانخفضت فى عام 1995 إلى نصف ما كانت عليه عام 1987. وتزيد نسبة الأسر التي تعولها نساء من 15% من جملة الأسر ( حوالي 2 مليون أسرة ) ومنهم 1.5 مليون أسرة تعولها امرأة فى الريف. ومن اكبر التحديات لبناء مجتمع المعرفة هو أمية المرأة وتعليم الفتيات وفى عام 1997 بلغت نسبة الأمية بين الإناث 59.3% وبلغت بين الرجال 35.2% . وقد ارتفع متوسط عمر المرأة من 52 سنة عام 1981 إلى 67 سنه الآن وانخفض معدل الخصوبة من 5.3 مواليد فى عام 1980 إلى 3.5 فى عام 2000 بسبب ارتفاع سن الزواج إلى 20.8 سنه وبسبب استخدام وسائل تنظيم الأسرة التي ارتفعت من 24% إلى 56%.
وارى من العدل والإنصاف تقدير الجهد المتواصل للنهوض بالمرأة ودورها فى المجتمع وهنا يجب تسجيل جهد الحكومات المتعاقبة وما تم نحو إنشاء المجلس القومي للمرأة والمجلس القومي للطفولة والأمومة وجهد وعطاء وإخلاص السيدة الفاضلة / سوزان مبارك ، طريقنا للتنمية والتقدم يرتبط جوهريا ببناء مجتمع المعرفة ... ويتطلب ذلك قيادة وريادة للمرأة ... فلنعد كل فتاة وكل امرأة للقيادة فهي نصف المجتمع ... ولإعداد الأسرة والأجيال القادمة فهم المجتمع كله ... لعصر جديد فما هو علاقة قضايا المرأة بالمعلومات ومجتمع المعلومات ومجتمع المعرفة؟ ... للحديث بقية