جريدة الأخبار – الأربعاء 28 مارس  2004
مجتمع المعرفة العربى والاصلاح (2)

يتابع العرب حوارات ولقاءات ومؤتمرات (قضايا الاصلاح العربى) والتى كان لقاء مكتبة الاسكندرية احدها ومؤتمر القمة بتونس اخرها. وسيظل السؤال الاهم والأخطر هو عن الهدف من الأصلاح . واعتقد ان الهدف الرئيسى من الاصلاح هو التنمية وبكل دقة تنمية المواطن العربى كى يعيش (حياة افضل) فما هى رؤيتنا لهذه التمنية لامة العرب فى عام 2025,2020,2015,2010 ؟ واكرر الاصلاح هو الوسيلة وليست الغاية فى حد ذاتها. وترى ماذا يعنى ذلك فى عصر تحول حولنا الى عصر المعرفة.. وعصر اصبحت وحدة الزمن الثانية وليس اليوم او الشهر,عصر يتنافس الانسان والشركات والمؤسسات والمجتمعات فيه مع الزمن ... عصر من يعرف ... ومن يرى ... ومن يسرع..ومن ينجز..متوسط دخل 300مليون المواطن العربى فى المتوسط 2300 دولار منهم 15الى 25% من العرب يعيشون تحت حد الفقر (أقل من دولار يوميا) واسمحوا لى ان اطرح مايلى من اهداف لمجتمعنا العربى للحوار ، أولاً: اضافة 50مليون فرصة عمل سنويا حتى عام 2010(20مليون لاستيعاب ما يجد الى سوق العمل من 2004 الى 2010) 0 ثانياً: مضاعفة الدخل الفعلى للمواطن العربى ليصل الى خمسة الاف دولار تتحقق معظمها من انتاج وخدمات (وليس من بيع بخس لثرواته الطبيعية) ولكن بالعمل على توظيف العلم والعقل والسواعد فى بناء صناعات متميزة ذات قيمــة مضافة كبيرة . ويظل السؤال الهام متى يمكن ان نضاعف هذا الدخل وكيف؟ . ثالثاً: التنافسية والمشاركة والتكامل الاقتصادى,فنحن فى عالم سبقنا فيه من استثمر الثورة الصناعية لأكثر من مائة عام، ومن دخل عصر المعلومات لأكثر من ربع قرن بل من قفز- تنمويا- بخطط تنموية متواصلة مثل ماليزيا والصين وسنغافورا وتونس ودبى ... فأين نحن من سباق من يجرى ويقفز؟ بل أين نحن العرب من المشاركة فى عصر ازدادت فيه الفجوات الاقتصادية والمعرفية والخدمية . رابعاً: تحقيق غايات الألفية وهى ما اتفق عليه العرب والعالم- ويشمل 191 دولة حتى عام 2015- على مواجهتهم ويشمل ذلك: (1) القضاء على الفقر المدقع والجوع ، (2) تحقيق تعميم والزامية التعليم الابتدائى ، (3) تعزيز المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة خاصة بالنسبة لكل مراحل التعليم مع عام 2015، (4) تخفيض معدل وفيات الاطفال دون سن الخمسة سنوات بمقدار الثلثين ، (5) تخفيض معدل الوفيات بين الاطفال الرضع بمعدل 75% ، (6) وقف انتشار فيروس نقص المناعة البشرية (الايدز) والملاريا وغيرهما ، (7) تطبيق سياسات وبرامج البيئة المستديمة وتحسين معيشة 60 مليون من سكان الاحياء الفقيرة فى الدول العربية ، (8) اقامة شراكة عالمية من أجل التنمية . خامساً: يواجه العرب تحدياُ أخر أن هذه الاهداف التنموية يجب ان الا تتجزأ عن العصر الجديد الذى دخله بسرعة الدول الغربية وبعض دول الشرق الاوسط وهو (عصر المعرفة) وهذا ليس شعارا ولكنه اهداف واستراتيجيات وسياسات . سادساً: عصر المعرفة هو تعليم وبحث علمى وابداع واختراعات وثقافة وتدريب ومهارات تعظيم القيمة المضافة للموارد التقليدية ولصناعات وخدمات العصر الصناعى الممكنة وليست التقليدية منها ... فكيف يمكن توظيف الكامن من قاعدة المعرفة العربية لتقدم المواطن العربى اقتصاديا واجتماعيا؟ ... وللحديث بقية