جريدة الأخبار – الأربعاء 26 أغسطس  2009
محاور التنمية 2050 (5) : الرؤية والطريق

هل يمكن أن نبنى مصر جديدة تكون مع عام 2030 دولة هى الأكثر تنافسية مع دول العالم اقتصاديا واجتماعيا . هل يمكن أن تكون المدن المصرية والقرى المصرية من أكثر الأماكن جاذبية للمعيشة مثل الدول التى تجذب الشباب فى أوروبا وأمريكا ؟ ... إذا كان هذا حلما هل يمكن أن يتحول الى هدف ؟ وإذا كان هناك من لا يعى ولا يرى كيف تكون مصر أوروبا الشرق فهل كان هناك من يتصور ما حدث ويحدث فى ماليزيا وسنغافورا , والصين والهند . وكوريا وتايلاند ... ما حدث هناك وفى كل دول العالم ، برز من له حلم ورؤية وتحولت هذه الرؤية الى خطة عمل وبرنامج رأه شعب وتبناه المجتمع وقام بتنفيذه ... مشروع التقدم هو مشروع شعب وهو مشروع قومى ... ذكرت فى مقالات سابقة أن عدد سكان مصر سيصل الى 110 مليون مع عام 2028 والى ما يقرب من 158 مليون فى عام 2050 بزيادة قدرها 80 مليون نسمه عما هو حاليا ... أين سيتم استيـــعاب الزيادة السكانية الجديدة وكيف سنرفع من مستوى الحياة للمجتمع ككل ... استراتيجيـــة التنمية العمرانية المتعارف عليها ترتكز على ثلاثة محاور ، اولا : اعادة تخطيط المدن الكبرى وما يسمى بالمراكز الحضرية الهامة وذلك لاستغلال ما هو متاح أو ما يمكن توفيره من مساحات لاستيعاب البعض من الزيادة السكانية ومحاولة التخفيف من الكثافة السكانية المرتفعة التى تعانى منها بعض الأماكن والعمل على معالجة الاختناقات فى المرافق والمنافع العامة والنقل والمواصلات والانهيار البيئى والسيطرة على العشوائيات ومحاولة مواجهه تضخمها ، وثانيا : تنمية وتعمير بعض المناطق التى لم تنل قدرا كافيا من العناية مثل الساحل الشمالى لمصر (وهل يمكن ان يكون مثل النموذج الناجح لجنوب كاليفورنيا وأن يكون به دلتا جديدة ) ومنطقة قناة السويس (وهل يمكن ان تكون بورسعيد مثل سنغافوره وخليج السويس مثل منطقة الاسكندر التى تقوم بها ماليزيا الأن) وجزيرة سيناء (وهل يمكن أن تتحول الى سويسرا الشرق) ومنطقة الوادى الجديد (بكل آفاق التنمية فيه ) ... وهل يمكن استغلال الامكانات الاقتصادية وفتح فرص عمل جديدة والنهوض بمستوى المعيشة للمواطنين عما هو عليه حاليا – وهو غير مقبول فى معظم هذه المناطق – الى ما يليق – كحد أدنى – والى ما هو منشود ومستهدف ليعيش المصرى مثل افضل من يعيش فى دول العالم ، وثالثا : انشاء مجموعة من المدن الجديدة والقرى الجديدة تكون مراكز تنمية ومراكز عمرانية جديدة تستقطب النمو من الوادى الضيق ... الى رحاب مصر الكبيرة ... وتستقطب 80 مليون نسمه هم حجم الزيادة فى سكان مصر يحتاجون الى 80 مدينة بكل منها نصف مليون واربعة الاف قرية بكل منها عشرة الآف نسمه ... الرؤية لعام 2050 يجب أن ترتبط ارتباطا مباشرا بعدد السكان من جهة وبالهدف الاقتصادى الذى ننشده لهم وبهم من جهة أخرى ... ويرجع هذا الى فرص العمل والانشطة الاقتصادية الواجب انشاؤها فى كل مكان ... وأرى ضرورة أن نطرح للمناقشة رؤية وإطار المشروع القومى لانماء وتعمير مصر والذى يمكن أن نرى ملامحه جغرافيــا فيما يلى ، اولا : تنمية وتعمير سيناء . ثانيا : بورسعيد (الكبرى) ، ثالثا : خليج السويس ، رابعا : الدلتا العصرية ، خامسا : القاهرة ، سادسا : الاسكندرية ، سابعا : الساحل الشمالى ، ثامنـا : شمال الصعيد تاسعا : جنوب الصعيد ، عاشرا : الوادى الجديد . تســـاؤلات تطرح نفسها بدقة تشمل ما يلى : (1) أين سيسكن 158 مليون نسمه فى عـام 2050 ؟ هذا سيحدد برنامج عمل دقيق هو نقطة البداية التخطيطية للمستقبل ، (2) كيف سيعيش هؤلاء السكان ؟ ، وما هو الدخل المستهدف للسكان ولفئات قوة العمل فى كل منطقـة (الاهداف الاقتصادية) ؟ (3) وما هى الانشطة الاقتصادية فى كل منطقة ؟ (4) ما هى افضل رؤية وخريطة للتنمية لكل منطقة ؟ (5) كيف سنوفر المياة لكل هؤلاء ؟ وفى كل مكان ؟ ، (6) ما هى الموارد اللازمة للإنماء والتعمير ؟ ، (7) ما هو برنامج العمل المطلوب للتنفيذ ؟ (8) ما هى السياسات والاستراتيجيات المحفزة للتنفيذ ؟ وما هو دور المجتمع ، العالم والمفكر ، العامل والفلاح ، مجتمع الاعمال والحكومة ، المشرع والاعلامى ، القضاء والأمن والقوات المسلحة ؟ (9) ما هو برنامج المتابعة المطلوب ؟ (10) كيف نحقق تعظيم مشاركة المصريين فى بناء مصر المستقبل ؟ كيف نحقق التجديد والتكامل والتطوير فى الرؤى والبرامج والمشروعات ... من أجل مصر المستقبل ... وللحديث بقية
Alakhbar@hisham-elsherif.com