جريدة الأخبار – الأربعاء 22 ابريل  2001
تحديات التحديث (1)

تحديات التحديث لبناء مجتمع المعلومات هى تحديات مستمرة ومتلاحقة وترتبط بعناصر أساسية هى: (1) الإنسان. (2) البنية الإدارية والتنظيمية "النظم". (3) البنية الأساسية "التكنولوجيا". (4) البنية المعلوماتية "البيانات". (5) البنية المؤسسية "الشركات". (6) المناخ العام "السياسات والاستراتيجيات والقوانين والقرارات".

وأهم التحديات وأخطرها على الإطلاق هو إعداد مواطن عصر المعلومات تعليماً وتدريباً، فكراً ومهارة، رؤى وتنفيذاً، أملاً وعملاً، انفتاحاً وديناميكية. مواطن عصر المعلومات هو مشارك ورائد فى مجتمع تفيض فيه المعلومات ويسهل حصوله عليها ويعرف فيها بعدالة وحرية كيف يحول آماله وأحلامه – إن أراد – إلى حقيقة. التحديث هنا يعنى أن يتحول الفرد من العصر الصناعى إلى عصر المعلومات. ولكن كيف يتحقق هذا التحول؟.

من الممارسة العملية للدول التى سبقتنا وللتجارب المصرية بل والعربية الرائدة يمكن تلخيص اعداد الإنسان لمجتمع المعلومات فيما يلى:
1- التعليم ويستهدف ذلك ما يقرب من 18 مليون تلميذ ويشمل ذلك تعليم التلاميذ على استخدام الحاسبات والإنترنت وسبل الاتصالات والبحث فى المكتبات الالكترونية أو الوطنية. كما يشمل ذلك تحديث التعليم منهجياته فى كل مادة من المواد التى يجب أن يدرسها التلميذ فى كل مرحلة بحيث يتعلم ما يجب أن يتعلمه إعداداً للعصر الجديد. وفى هذا يجب أن نضع معايير نتفق عليها كمجتمع وقد يكون منها أن يكون تلاميذ مصر من أفضل 35 دولة من تلاميذ العالم فى الرياضيات والعلوم "ملحوظة لا توجد دولة عربية بها تلاميذ الآن فى أفضل 50 دولة فى العلوم والرياضيات" وأن يكون تلاميذنا من أفضل 20 دولة فى العالم معرفة بالتراث واللغات، وقد بدأت المسيرة بالفعل وتم تعبئة الجهود للإسراع فى تنفيذ هذا البرنامج الطموح مع وزارة التعليم والسيد وزير التعليم.
2- التعليم العالى ويستهدف أكثر من 1.5 مليون وبالمثل يجب أن يشمل ذلك التغلب الكامل على أمية استخدام الحاسبات والإنترنت فى فترة 24 شهراً بمعنى أن يكون لكل طالب وسيلة للدخول على الإنترنت وأن يستخدمها باحتراف كبير وثانياً أن يتم تطوير المناهج التعليمية فى الجامعات والكليات المصرية وتحدث بحيث تواكب ما يحدث فى العالم وأن ننشئ أول جامعة الكترونية مصرية وعربية على الإنترنت تعليماً ومعاصرة ومنهجاً وفى هذا مشروع قومى حتمى واجب الإسراع به وأيضاً قد بدأ تنفيذ هذه المبادرة مع وزارة التعليم العالى والسيد وزير التعليم العالى والبحث العلمى.
3- إعداد المدرسين للمدارس وإعداد المعلمين للجامعات لقيادة التحول والتدريب لعصر المعلومات ورغم أن هناك مبادرات لهذا نذكر منها معهد تدريب المعلمين بالتعاون بين مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار وجامعة القاهرة لاعطاء دبلوم الحاسبات فى البحوث التربوية يخرج حوالى 350 فى الدفعة ولكننا نريد تحويل عشرات الألوف إلى التعليم الحديث لعصر المعلومات ... وقد يكون هذا أكبر التحديات.
4- تدريب قوة العمل وتستهدف أكثر من 17 مليوناً على آليات المعلومات ... نريد مهندساً وفنياً يستخدم آليات العصر ... نريد محامياً وقاضياً يستخدم قواعد المعلومات القانونية ... نريد صحفياً وإعلامياً يستخدم الإنترنت والحاسبات ... نريد موظفاً بل نريد عاملاً يطوع آليات العصر الجديد.
5- إعداد الأطفال ويشمل ذلك النشء تحت سن التعليم حيث تبين أن التعليم المبكر يكسب مهارات ترسخ مع مراحل العمر.
6- الأمية وهذا تحد لكل العصور ترى هل يمكن استخدام التقنية للتغلب على الأمية؟ هناك تجارب فى الهند بل هناك تجارب فردية مصرية تدعى هذا.
7- ذوي الاحتياجات الخاصة ... ثبت من مبادرات عدة أن ادخال التقنيات للمحرومين من البصر ولغيرهم من ذوى الاحتياجات الخاصة أنها تعطى بوابة الأمل لشريحة من المجتمع مهمة ومحرومة وغير مشاركة.
8- تدريب الأسرة "الأب والأم" على استخدام تقنيات المعلومات مهم أيضاً لأنهم المسئولون عن التنمية البشرية لأبنائهم وهى جيل المستقبل بدون ذلك نتحدث لغتين لغة الأمس ولغة الغد وتفقد قاعدة الحوار فى الحاضر.
9- تدريب القيادات فى الحكومة والقطاع الخاص والمجتمع المدنى.
10- تدريب القيادات المساعدة ومساعدى المديرين.


ويبقى الحديث عن التحديث ... والإنسان ... وعصر المعلومات مفتوحاً ومستمراً ومتواصلاً ... وللحديث بقية.