جريدة الأخبار – الأربعاء 7 ابريل  2002
مكتبة الاسكندرية ... هرم القرن الحادى والعشرين

المصريون... بناة الاهرامات ... هذه صفة المصرى على هذه الارض ... وعبر كل العصور, وقد عشنا على ضفاف النيل عصور ازدهار ... وعشنا ايضا عصور الظلام ... وسيسجل التاريخ ... كما سجل لنا بالامس ان مصر اعادت بناء مكتبة الاسكندرية فى عصر مبارك واستغرق المشروع اكثر من اثني عشر عاما ... منذ ايام شرفت بزيارة مكتبة الاسكندرية وهذه ليست المرة الأولى لى ... وكل مرة يزيد اعجابى بها ولكن هذه المرة رايتها على قدم وساق حيث تجرى الاستعدادات لافتتاحها.

وقابلنى د. اسماعيل سراج الدين بابتسامته المعتادة ودعانى للقاء زملاء من المكتبة ونخبة من قيادات الفكر والاعلام بالمكتبة احتفالا بتوقيع بروتوكول لربط المكتبة بالعالم من خلال شبكات الانترنت وقد اجاز ولخص اهداف المكتبة فيما اشارت له السيدة الفاضلة سوزان مبارك رئيسة مجلس الامناء فيما يلى:
1. نافذة مصر على العالم.
2. نافذة العالم على مصر.
3. مكتبة لعصر المعلومات.
4. مركز عالمى للحوار.
واحسست فى خلال الساعة التى مكثتها اننى فى هرم مصر الجديد... فقد تحول حلم الثمانينات الى مشروع فتحية لمن حلم وحول الحلم الى مشروع وطرح المشروع فى مسابقة عالمية شارك فيها مصريون،وادار تنفيذها مصريون : عقول وسواعد وشركات ومكاتب استشارية.

الحمد لله تحول حلم الثمانينات الى حقيقة، من مشروع الى تصميم الى تنفيذ واصبح هناك صرح متميز، وقد بدأت المرحلة الثانية والصعبة وهى هرم المعرفة البناء الجديد، مكتبة الاسكندرية ليست بمكان فقط بل هى منارة للعلم و الثقافة و الفكر والفنون والتراث والابداع .. هى المرجعية...وهى التميز .. هى نافذة وبوابة العلوم والفكر والثقافات والفنون والتقنيات.

وكى يعود للعالم منارتة ... ولمصر إشعاعها يجب الا نقبل بديلا ان يكون الهدف هو هرم المعرفة .. وهرم القرن الحادى و العشرين. لدينا فرصة جديدة يمكن تحقيق نقله نوعية بها لمصر و للمصريين وبناء مؤسسات المعرفة ليس بالامر السهل فهو اصعب من بناء مدن جديدة باكملها.

لقد كان اختيار متميز لعالم عطاء فى الاقتصاد و التراث و العلوم الثقافة د. اسماعيل سراج الدين و نائب رئيس البنك الدولى واشهد له كمصرى بالاخلاص والعطاء و التفانى فى كل عمل يقوم به ورايته. رغم ظروف صعبة. يعمل بكل جهد ومثابرة وابتسامة .. قلوبنا وسواعدنا معه.

بناء الهرم الجديد يتطلب ما يلى: (1) ربط كل مكتبات العالم وقواعد المعرفة الرقمية من خلال الانترنت بمكتبة الاسكندرية. (2) ربط مكتبة الاسكندرية وقواعد المعرفة و المعلومات و المكتبات الوطنية و القومية بالعالم. (3) وضع خطة لبناء وادراة اكبر واعظم مؤسسة للمعرفة مرجعية على مستوى العالم. (4) نقل المعرفة من الكتاب والورقة الى الصوت والصورة و البث المباشر والتفاعلى لكل الفكر من اهل الفكر و العلم .. مصدرا واستخداما.

مكتبة الاسكندرية ... الهرم الجديد ... هى كتاب يقرأ ويسمع ويرى وحوار حى يشارك فيه المواطن فى مجتمع المعلومات و المعرفة العالمى الجديد فى اى وقت ... هى نافذه لكل مفكر وكل طالب علم هى موقع يملكه كل مصرى وكل عربى بل كل مواطن ينتمى الى عصر المعرفة العالمى ... يؤمن بالمعرفة وتوظيف عقل الانسان لخير الانسان ... تحية لبناة الهرم الجديد.