جريدة الأخبار – الأربعاء 29 فبراير
2004 مجتمع المعرفة العربى (1)
مجتمع المعرفة هو : (1) انسان ذو طموح وآمال وأهداف. (2) وهو تنمية اقتصادية واجتماعية لتحقيق هذه الأهداف. (3) وهو حكم وحكومات ونظم سياسية تعمل على تحقيق تقدم الإنسان ورقيه وخلق المناخ الدافع له والسياسات المختلفة للتقدم والعدالة التي تحميه وتدافع عنه وترعى الفقراء والمحرومين منهم لادماجهم في مسيرة التقدم . (4) وهو قطاع أعمال يعمل وينافس في مناخ دافع وعادل لهم وللشرفاء منهم وسوق حر شفاف يجذب أفضل عقولهم بل يجذب الاستثمارات الخارجية له. (5) مجتمع مدني يساند ويعمل كقوة مؤثرة في المجتمع يساند الحكومة وقطاع الاعمال. (6) منارات لتعليم وبحث علمي ومعرفة هي منهج ومعلم وباحث ولغة وتراث وأخلاق. (7) معلومات وبيانات ومحتوى منتج وتنشر وتستخدم لاتخاذ قرار وادارة وخدمة ولانارة طريق التقدم. (8) نظم عمل وأداء تستخدم في كل مؤسسة ومصنع وبنك ومدرسة ومديرية تستخدم داخلياً للأداء والإدارة وخارجياً للخدمة للمواطن دون وساطة أو محسوبية ودون احتياج لمعرفة للحصول على الحق أو لرشوة لتقنين الباطل. (9) بنية أساسية تكنولوجية من اتصالات وحواسب وانترنت. (10) مبادرات وخطط وبرامج تنقل المجتمع بخصوصيته مما نحن فيه الى ما يجب أن نصل إليه ، وصناعته وخدماته الحالية والتقليدية تنافســــاً وانتاجاً مع ما يضاف لها من صناعات عصر المعلومات .
وقد حضرت أخيراً – بعد فترة عزوف – عدة اجتماعات عربية جادة النوايا تدعو كل منها الى مجتمع المعرفة العربي ، وإلى فكر جديد ورؤية جديدة لاصلاح ما هو قائم والتوجه به الى المجتمع الجديد والمنشود . وهذا ليس من علوم المستقبليات ولكن نتيجة لما هو مطلوب من احتياجات وما لدينا من امكانات ، وما هو مفروض على جيلنا من واجبات .
مجتمع المعرفة العربي هو فرصتنا الباقية كي نكون جزءاً من عالم يجري ويتغير بدلاً من أن يكون تابعاً ومسيراً .. هو واجب تجاه ابنائنا وفرض لاعادة مسيرة العرب الى عصر المشاركة والقيادة والريادة بعد فترات من الصراعات والانقسامات والاختلافات غير ذات جدوي ومعنى وفكر - مجتمع المعرفة العربي - هو دعوة لبداية عصر تنوير وتنمية وانتاج وتنافس ونهضة اساسها كل عربي في اطار الاحترام والتعاون والسيادة والقدرة والعقل .
نحن أمة عربية تعدادها 300 مليون عربي تنتج بـ 700 مليون دولار سنوياً لدينا 200 مليون (مائتي مليون) تحت سن الثلاثين ... ماذا سيكون حالهم اقتصادياً واجتماعياً ... انسانياً وصحياً ... علماً وتعليماً ... ثقافة ومعرفة ... انتاجاً وصناعة ... خدمة وأداء ... ابداعاً وتنافساً ... ادارة وريادة ... قيادة وسياسة ... لغة وتعددية ... سلاماً ورقياً ... سماحة ورحمة ... مودة وقدوة ... هذه عناصر لمجتمع - وليست قائمة بأماني - علينا نحن رواد الجيل الحالي وقياداته العامة والمؤثرة مسئولية صياغة اطاره الفاعل والمنشود .
وبداية علينا دعوة كل العقول المخلصة وما أكثرهم لوضع خريطة لمجتمع المعرفة العربي الجديدة ، بالعلم والمعرفة وبالمعلومات والبيانات ... وبانسان هو القائد والمواطن ... هم القيادات والتنفيذيون العلماء والباحثون " الممارسون والمهمشون" ، والأباء والأجداد والمرأة والفتاة والرجل والشاب والحكوميون وأصحاب الأعمال ، والفنيون والاجتماعيون ، المدنيون والعسكريون ، المقيمون والمهاجرون .. مجتمع المعرفة العربي ليست حاسب وتليفون بل هو مجتمع جديد ... في مفترق طريق ... أن يكون أو لا يكون ؟ ... بحدود او بلا حدود ؟ ... وللحديث بقية