جريدة الأخبار – الأربعاء 24 أكتوبر
2004 التنافسيه فى عصر المعلومات (2)
التنافسية تعني وعياً ورشداً وإدراكاً وممارسة لدورنا كمجتمع ومؤسسات وأفراد في العالم الجديد والمتجدد .. في الأسبوع الماضي أشرت الى أن مؤشر التنافسية لمصر لهذا العام - حسب التقرير الأخير للملتقى الاقتصادي العالمي - هو 66 مقارنة بالمركز الـ 60 في العام الذي سبقه . وقد اشرت ايضاً الى الدول التي تجري وتتسابق وتقفز . بتحليل بسيط يمكن لكل منا البحث فيه ان دولة تتقدم تضع التنافسية مع باقي العالم في أولويات عملها ليس كفكر - أو شعار - فقط ولكن كممارسة ونظم ونتائج . والتنافسية هي لفريق يعمل - لا يتجزأ - ويتكون من حكومة وقطاع الأعمال والمجتمع المدني وأساس كل منهم هو في انسان يعلم ويمارس في إطار القواعد التي يتفق عليها المجتمع . ولا توجد دولة تتنافس لا تهتم بالإنسان كركيزة للتقدم والتنافسية وكهدف لها تعليما وعلماً وممارسة وانفتاحاً بل لا توجد دول تتنافس فى المقدمة وبها معدلات أمية عالية تحرم جزءاً من المجتمع من المشاركة في أولمبياد التنافسية . الامم تتقدم بقدرات وطاقات ابنائه المتعلمين من الجنسين دون تفرقة . الأمية والجهل تمثل طاقات غير مستغلة وعبئا على من يسعى ويعمل لينافس عالمياً . التنافسية تعني علماً ينتج وفكراً يبدع وتقنية تسرع وإدارة تنبغ ، لتحويل الموارد الى منتج متميز أو خدمة متفوقة . هذا لا يتحقق بحكومة او بشركة او بفرد او بقلم ولكن يتحقق بهم جميعاً ... فليست المطالب بالتمني . التنافسية في عصر المعلومات أشد ضراوه من التنافسية في العصر الصناعي . فالمفروض ان مجتمع المعلومات يعني السرعة والتنافس مع الزمن ، ويعني توافر المعلومات لجميع مؤسسات وأفراد المجتمع دون احتكار او حرمان لأي من فئاته في أي وقت . ويرتبط بذلك مباشرة قدرة ورشد افراد المجتمع على اتخاذ قرار – بناء على هذه المعلومات – وإدارة شئون انفسهم ومؤسساتهم ومجتمعاتهم بالسرعة الملائمة ووفق القواعد المتفق عليها والقانون المنظم لهذه القواعد والعلاقات فهل يمكن ان يتحقق التقدم دون معلومات وهل يمكن ان يتحقق ذلك دون نشر لهذه المعلومات وهل يمكن أن يتم قراءة لهذه المعلومات دون علم بقواعد القراءة . وهل كل من يقرأ يستوعب ما يقرأه ويدرك ابعاد القرار وكيفية اتخاذه وتنفيذه وهل يمكن أن يتم أداء الأعمال دون نظم للعمل تترجم قواعد العمل ومدخلات العمل الى انتاج يقاس وخدمات تقيم ؟ وهل يمكن أن يتحقق هذا دون تكنولوجيا تسرع بأداء الأعمال وترفع من الانتاجية الإدارية والصناعية بل والعملية والبحثية أيضاً ؟ وهل يمكن أن يتم ذلك دون موارد بشرية ومالية ؟ وهل يمكن أن يتحقق العمل لكل المجتمع وبنظام يحكمه القواعد والقانون والأخلاق دون شفافية ودون حساب وعقاب ودون عدل حقيقي - يراعي الله -ويبعد عن التشهير والهدم والظلم بتحريف للمعلومات او تغييبها ؟ وهل يمكن ان يتم تحقيق التنافسية دون سياسات ونظم دافعة لها وفريق ومجتمع مترجم ومنفذ لكل تفاصيلها ... ؟ إذا أردنا أن نتقدم في سباق التنافسية العالمية فعلينا أن نعد
أنفسنا بقواعد هذه الأولمبياد ... بالمعلومات ولعصر المعلومات ... وحماك الله يامصر ... وللحديث بقية