جريدة الأخبار – الأربعاء 10 سبتمبر
2008 الحس القومى ... وادارة الكوارث(3)
رحم الله ضحايا كارثة منطقة الدويقة ... نتابع فى كل مكان فى مصر حالة الحزن على ضحايا حادث منطقة الدويقة . واذا كان الاحساس بالحزن من هذة الكارثة الانسانية يضاف الى سجل الكوارث المتتالية التى تبتلى بها مصر اخيرا فإن العقل والمنطق بل والعدل يتطلب الاجابة على سؤال هام وهو كم من هذة الكوارث قضاءا وقدرا ؟ وكم منها كان يمكن تجنبه إذا قمنا بعمل ما يجب ان نقوم به مقدما ؟ ... تطالعنا وسائل الاعلام يوميا (1) بعناوين كثيرة مفجعه عن الضحايا والمصابين ، (2) وعن حجم الانهيار واسبابه ، (3) وعن منطقة الدويقة ، (4) وعن العشوائيات فى مصر ، (5) وعن الدور الغائب للمحليات وللحكومة فى التصدى الحاسم والانسانى لقضية العشوائية ومنع تكرارها ، (6) عن اسباب عدم تأمين من يسكن فيها ، (7) وعن التداعيات الاجتماعية والانسانية للعشوائيات ، (8) وعن تفاعل المصريين بحسهم القومى والانسانى مع الكارثة وعن صحوة المجتمع لمساندة الضحايا ، (9) وعن فجوة حكومية وغياب للمسئولين عن الحدث ، (10) عن تغيب لمن يدير الازمة الى أن يتدخل السيد الرئيس لتكليف القوات المسلحة مرة اخرى بالتدخل لادارتها ... وتطالعنا وسائل الاعلام ايضا عن الاجتماعات التى تتم لمتابعة اعمال الانقاذ ولمساعدة المتضررين ولاخلاء المناطق العشوائية المهددة بالخطر ولايجاد حل دائم للمناطق العشوائية بمنطقة منشية ناصر وفى مصر والتى تدخل السيد رئيس الجمهورية فى اجتماعات متتالية لادارة الازمة وللتذكرة وحل القضية جذريا... وقد يبدو للوهلة الاولى ان منطقة الدويقة اول واخر الكوارث التى تعيشها مصر حاليا وهنا تحديدا هناك قضيتين اولهم ادارة الازمة وثانيهم العشوائيات .اذكر أن ملف العشوائيات قمت بالاشراف على اعداده فى اوائل التسعينات وتم حصر كل العشوائيات بمصر ووضع اطار لخطة تنفيذية لمواجهه هذة العشوائيات وقامت المحليات ومراكز المعلومات ودعم القرار والسادة المحافظين ووزير الادارة المحلية آنذاك د/محمود شريف بالتعاون والمساعدة لوضع هذة الخريطة التفصيلية ... وتم ايضا عند ازمات السيول وضع خرائط لمجارى السيول وكيفية ازالة العشوائيات – الاشغالات من مسارات السيول – تم ايضا بعد الزلزال الشهير عام 1992اعداد ملفات اخرى من كل جهات الدولة وقطاعاتها من محليات الى وزارات مثل التعليم نتج عنها النقلة الكبيرة العددية فى بناء المدارس ... وسؤالى اين ملفات العشوائيات الآن بعد ما يزيد 15 عاما والذى كلفت به الحكومات المتعاقبة من الرئيس حسنى مبارك من عهد السيد الدكتور/كمال الجنزورى للآن للمواجهه الحاسمه للعشوائيات والمناطق العشوائية ... هناك حلول جزئية وهناك حلول جذرية ... هناك فلسفة لتجنب الازمات وهناك فلسفة اخرى للتحرك حين تحدث الازمات والكوارث هناك علم لادارة الازمات والاستعداد لها ولتجنبها وحسن ادارتها . وهناك فلسفة اخرى للتعامل العشوائى مع الازمات وخاصة ازمة العشوائيات ، جزء مما يحدث يجب تفسيره على انه قضاء وقدر ولكن جزء آخر هو اهمال عام وتسيب عام يغيب فيه الاحساس بقيمة الانسان حتى لو كان يعيش بمنطقة عشوائية مثل الدويقة ... وقد يتسائل البعض كيف ؟ والرد دقيق اولا : تحديث خريطة العشوائيات المصرية فورا (يتم ذلك فى خلال شهر) ، وثانيا : وضع خطة بأولويات للمناطق الغير آمنه بحيث يتم نقل وايجاد مساكن بديلة فى اماكن ملائمة، وثالثا : منع زيادة العشوائيات بوضع خطة متكاملة لبناء مدن جديدة تستوعب المهمشين من سكان العشوائيات ، ورابعا: الاستفادة من التجارب التى تمت على ارض مصر لتطوير العشوائيات بالمجتمع المدنى ، واسجل هنا ما تم فى زينهم ومنشية ناصر وعزبة الوالدة وحلوان وقادته جمعية الرعاية المتكاملة والسيدة الفاضلة سوزان مبارك ... وهذا نموذج للاحساس بالمسئولية والمشاركة الجادة فى اقتحامها وحلها ... فمن الذى تعلم من هذه التجارب لتعميمها ؟ ، وهناك نماذج نراها من حكومات ووزراء ومحافظين وقيادات حكومية لا تدرك مسئوليتها فى حل قضية العشوائيات وتجنب كوارثها المنطقية مثل تأمين فقراء المصريين فى المناطق ذات الخطر ... فمتى نستشعر الحس القومى للمصريين ونتجنب الكوارث ونحسن ادارة الازمات ... وللحديث بقية .