جريدة الأخبار – الأربعاء 10 سبتمبر
2014 الحوار الاقتصادي وبدايات الطريق
عقد هذا الأسبوع مؤتمر اقتصادي "مصر ... طريق المستقبل" دعت له مؤسسة أخبار اليوم تحت رعاية السيد رئيس الجمهورية وشارك فيه ودعي له جمع من الخبرات الوطنية . المؤتمر في حد ذاته هو بشرة خير ... هو أحد البدايات الجادة علي الطريق الصحيح وإذا أردنا مستقبلا مشرقا لمصر فعلينا أن نعمل بجدية – مثل ما تم هذا الأسبوع – لتعبئة عقول وخبرات وقلوب الوطن لتحديد طريق المستقبل ولتدقيق خريطة الطريق ... مستقبل مصر مشرق بإذن الله – وأنا أحد المتفائلين لمصر ومستقبلها . وسيزداد المستقبل إشراقا بتعبئة العقول الوطنية الممارسة والمخلصة والجادة لرسم خريطة الطريق لبناء وتقدم الوطن ... المؤتمر الاقتصادي لأخبار اليوم هو بداية جادة لحوار جاد بين أبناء المجتمع لوضع خريطة الطريق الاقتصادي الذي طال انتظاره ... ولعل ما جري من حوار وتفاعل جاد يشير إلي أهمية ما قامت به أخبار اليوم من أخذ زمام المبادرة لوضع ما في قلوب وعقول المصريين في خريطة طريق اقتصادي للوطن يتم تنفيذها . شارك في المؤتمر أكثر من ألف مسئول وخبير اقتصادي من خيرة أبناء مصر ... ووضع علي أجندة العمل الوطني معظم قضاياه في أحدي أوائل البدايات المجتمعية الجادة في عصر الرئيس عبد الفتاح السيسي التي تسعي إلي رسم خريطة طريق اقتصادي للوطن ... وأشعر بالسعادة والفخر بمن أعد ومن شارك ، وبمن تحدث ومن ناقش ومن اتفق ومن أختلف ... فالعقول والخبرات الوطنية ستبني مصر ... محاور وجلسات المؤتمر تعكس محاور خريطة الطريق الاقتصادي لمصر سواء إصلاحا أم بناءا . وشملت هذه المحاور معوقات الاستثمار وسياسات الإصلاح ، السياسات المالية والنقدية والضريبية وتأثيرها علي الاستثمار والعدالة الاجتماعية في منظومة النمو الاقتصادي وما تتضمنه أيضا من عدالة اقتصادية وسوق عمل وتكافؤ فرص وتوزيع الدخل ومشاكل الفقراء والدمج والمشروعات الصغيرة والمتناهية الصغر ودور المجتمع المدني ومن جهة أخري محور الطاقة ومشاكلها وتحديات والدور في التنمية ومحاور السياحة والتنمية العمرانية والنقل واللوجستيات والتجارة الداخلية والصناعة والاتصالات والزراعة وغيرها ... المؤتمر أتاح الفرصة لسماع صوت الوطنية المصرية المسئولة وساهم في وضع أجندة بدايات الطريق ... كل مشارك وكل صوت هو ثروة وطنية تضيف لخريطة الطريق هدفا ودقة ، وتوجه وتجديد ... وأهم نتائج المؤتمر في نظري هي أولا بدء مبادرة جادة لصياغة خريطة اقتصادية لوطن ، وثانيا بدء التواصل بين عقول الوطن وخبراته من جهة وقيادته وحكومته من جهة أخري لرسم وصياغة عهد جديد وعصر جديد بخريطة جديدة ، وثالثا طرح وتفجير عشرات التحديات الواجب مواجهتها بالعلم والمعرفة والخبرة والإخلاص بجدية وبسرعة ، ورابعا التعجيل بالصياغة النهائية لخريطة الطريق الاقتصادية وطرحها واعتمادها لبدء الإسراع بتنفيذها ، وخامسا بشرة خير لوضع طموحات المصريين علي الطريق العملي والعلمي والتنفيذي ، وسادسا التوازن بين الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي ، وسابعا المصارحة لقضايا مصر الحقيقية والكاملة والمواجهة لحلها ، وثامنا عودة الروح للمشاركة الفاعلة للقوي الوطنية في القطاع الخاص والمجتمع المدني ، وتاسعا الانتقال من القرارات والمشروعات الفردية والجزئية للمؤسسات والوزارات إلي السياسات والبرامج والمشروعات لخريطة الطريق لوطن بأكمله لا تعتمد فقط علي فكر وزير أو مسئول ، وعاشرا بدء السباق مع الزمن ... مؤتمر أخبار اليوم هو قفزة إلي بدايات الطريق تتطلب قفزات مماثلة من كل المؤسسات الوطنية ، ومن كل العقول والخبرات الوطنية ومن كل القيادات الوطنية ... فهل يمكن أن تكون مصر من أفضل ثلاثين دولة اقتصادية وصناعية في ثلاثين عاما ؟ ومن أفضل عشرة دول سياحية في عشرة أعوام ؟ ومن أفضل عشر دول في التعليم في عشرين عاما ... بدايات الطريق تتطلب من كل مصري أن يحدد الهدف من كل طريق ... ومصر ستتقدم بكل المصريين ... بإذن الله .