جريدة الأخبار – الأربعاء 17 مارس
2002 توظيف التكنولوجيا لتنمية الانسان
يعلق الناس امالا كبيرة علي ان تكنولوجيا المعلومات والأتصالات ستساهم في تحسين الصحة وتطوير التعليم والتدريب والمعرفة وتزيد من انتاجية الأنسان في رحلة عمرة وتزيد من الحريات الأجتماعية والديموقيراطية وتزيد من فرصة في تحقيق طموحاته المتجددة فاذا كان الهدف من التنمية البشرية هو المساهمة في رفع قدارات الأنسان علي إختيارات افضل " اكثر ملاءمة" لاحتياجاته المتجددة فانه ثبت ان تكنولوجيا المعلومات والأتصالات يمكنها اذا احسن تطبيقها – الاسراع بتحقيق هذه التنمية ولعل الواقع العالمي وفق تقرير التنمية البشرية عام 2001 يشير الي تحديات كبيرة خاصة في العالم النامي والذي يعيش فيه 4.6 بليون نسمة منهم :
- بليون نسمة لايصل لهم مياه نظيفة.
- 2.4 بليون نسمة ليس لديهم صرف صحي.
- 854 مليون نسمة لايقرأون .
- 325 مليون طفل وطفلة لم يلتحقوا بالمدارس (متسربين).
- 1.2 بليون يعيشون علي اقل من دولار في اليوم.
- اغني 1% من سكان العالم يحصلون علي دخل مماثل لأفقر 57% من السكان .
- 2.8 بليون يعيشون علي اقل من 2 دولار في اليوم.
- 24 مليون مصابون بالايدز.
هناك الكثيرين من المفكرين والمختصين بل الدول تعتقد بأنه :
1. الانقسام الرقمي ( digtal divide )يمكن تجنبه علي الرغم من التباين في الدخل والانقسام الاقتصادي (economic divide) والتباين في الدخل فقد ثبت التأثير القوي للتكنولوجيا في التنمية البشرية وتقليل فجوات الفقر والسؤال هنا هل ضروري ان تزداد فجوة المعرفة نتيجة الفجوات الأقتصادية بين الدول الغنية والدول الفقيرة او بين الغني والفقير ؟ الأجابة لا .. بل لا علي الاطلاق .. لدينا القدرة الموضوعية والعملية لتحقيق عدالة المعرفة والعدالة المعلوماتية والتي هي اساس للعدالة الأجتماعية بل للتنمية الاقتصادية .. بل ان البعض يري انه يمكن التغلب علي الفجوة الرقمية بتكلفة متواضعة نسبيا مقارنة بالعائد منها.
2. إن أليات السوق ليست كافية في الدول النامية لنشر التكنولوجيا وللتغلب علي الفقر لذا فأن دور الحكومات أساسي في تشجيع ونشر إستخدامات التكنولوجيا للقطاعات الأكثر حرمانا.
3. إنه يمكن للدول النامية الأسراع بالتنمية الأقتصادية والأجتماعية فيها باستخدام تكنولوجيا المعلومات والأتصالات وإذا كانت الالة البخارية والكهرباء كانت ركيزة العصر الصناعي فان تطورات في مجال المعلومات والجينات ستصنع عصر المعرفة.
4. ان العالم يترابط حاليا نتيجة للتكنولوجيا وهذا الترابط يصنع عالما جديدا او ما يصطلح عليه "بالعولمة" وهذه بالتالي تصنع تكنولوجيا جديدة لتحقيق مزيد من الترابط.
5. ضرورة الاهتمام الكبير بالسياسات الحكومية الأقتصاد المعرفة خاصة من الدول النامية التي تريد ان تلحق او تسرع بهذه التنمية خاصة المشجعة للأبتكار لاستخدام التكنولوجيا ولنشر هذه التكنولوجيا ولتطوير وتنمية الانسان وللدخول والمشاركة في العولمة او الريادة لهذا العصر الجديد.
6. ضرورة توفر مبادارت واتفاقات وسياسات دولية تحقق العدالة بين الدول ولا تستغل الدول الغنية للدول الفقيرة بل تشجع التعاون لتقليل الفجوات التكنولوجية والرقمية والتي تؤثر علي الفجوات الاقتصادية بين الدول بل ان الكثيرين يؤمنون ان العالم يحتاج سياسات وليس هبات كي تتحول التكنولوجيا ويحق إلى اداة للتنمية للأنسان في كل مكان.
التحدي الكبير هو كيف تصل التكنولوجيا بأقل تكلفة للأنسان في العالم النامي كي يوظفها لغد افضل ؟ التحدي الكبير يتطلب اولا : فكرا كبيرا ( والحمد لله لدينا .. وتم صياغته وتدقيقه وتجريبه). ثانيا: عمل جادا وشاقا .. والحمد لله بكل انصاف .. قد بدأولكن المطلوب الاسراع به وتعميقه وان يقوم كل مشارك فيه بدوره … وللحديث بقية .