جريدة الأخبار – الأربعاء 2 ابريل
2014 مصر ... بين العلم والتخلف
ما يحدث في الجامعات المصرية غير مقبول ... هو فوضي وتدمير وحريق وقتل . مصر التقدم هي مصر العلم والعمل ... ومصر التخلف هي في الهدم والتدمير ... أين ستكون مصر عام 2030 ؟ ... تواجه مصر الآن خمسة أسئلة حاكمة تمثل التحدي الأكبر حول التعليم والعلم والأمية وتأهيل المجتمع والأخلاق ... أولا التعليم : هل ستظل مصر في ذيل قائمة دول العالم في التعليم ؟ أم أنها ستكون في مقدمة دول العالم ؟ ... مصر الآن تحتل المرتبة 139 من 144 دولة علي مستوي العالم في جودة التعليم في التسعة أعوام الأخيرة ومن آخر عشرة دول في الثلاثين عاما الأخيرة ... فهل سنصبح من أفضل عشرة دول في التعليم أو من أفضل عشرين دولة في التعليم ؟ ... مصر الثورة العلمية تتطلب أحداث ثورة في التعليم تقفز بالمجتمع قفزة نوعية تنقله مما أصبح فيه إلي مرتبة الدول التي تتنافس علي القمة في جودة التعليم ... وثانيا العلم : هل سنظل في ذيل قائمة الدول في العالم في الإنتاج العلمي ؟ أم أننا سنضع الأساس لبدء انطلاقة علمية حقيقية ... ؟ الإنتاج العلمي في مصر يشير إلي أنه لدينا 88 عالم بحثي لكل مليون نسمة (حسب التقرير العالمي للتنمية البشرية) وللمقارنة أن عددهم في إسرائيل 1570 لكل مليون نسمه ، وأمريكا 4526 لكل مليون مواطن ، واليابان 5085 لكل مليون والمتوسط العالمي 1146 لكل مليون أي أن متوسط العالم 13 ضعف مصر واليابان 58 ضعف مصر وأمريكا 51 ضعف مصر ، وإسرائيل 18 ضعف مصر ... القاعدة البحثية في مصر (حسب تقرير التنمية البشرية) تنتج عدد 2 براءة اختراع لكل مليون (برائتين فقط) بينما متوسط العالم هو 62 لكل مليون (31 ضعف مصر) ، أمريكا تنتج 320براءة اختراع لكل مليون نسمة (151 ضعف ما ينتج في مصر لكل مليون) ، والسويد تنتج 317 براءة اختراع لكل مليون (158 ضعف ما ينتج في مصر) ، واليابان تنتج 852 براءة اختراع لكل مليون (426ضعف ما ينتج في مصر) ... هذا الإنتاج علمي يتطلب علماء ومؤسسات علمية ومؤسسات تعليمية ومدارس قمة ومناخ يشجع ويخدم العلم ... منظومة كاملة تسعى للتقدم وللتنافس العالمي ... تتطلب توجه مختلف جذريا عن المهاترات التي نراها ملء الساحة والصراعات والمظاهرات والاحتجاجات السياسية التي تملأ المجتمع ... وثالثا الأمية : هل ستظل الأمية في مصر بعد ثورة 30 يونيو علي معدلاتها المؤسفة أم أن أول مشروعات الثورة العلمية يهدف إلي القضاء علي الأمية ، لقد وصلت الأمية (حسب الإحصاء الرسمي لها) إلي 30% وذلك برفع سن من لا يقرأ ولا يكتب إلي من هو أكبر من 18 عاما بينما أن حقيقة الأمية تصل إلي 40% ... وكلا الرقمين مخزي ومؤسف بعد 60 عاما ثورة وجهاز محو أمية وحكومات تتشدق بمحو الأمية وخطب رئاسية وأخري نارية تتغني بمحو الأمية ... جريمة العصر هي أمية المجتمع ... فهل ستقضي مصر الثورة علي الأمية أم لا ؟ وهل سيستغرق هذا ثلاث أعوام أم خمس أعوام ؟ ... ورابعا التأهيل والتدريب : كيف سيتم تأهيل المجتمع ؟ بل انه كيف سيتم إعادة تأهيل لكل قوة العمل الحالية وأكرر لكل قوة العمل الحالية ؟ وأعني بالتأهيل التدريب المستمر ورفع الكفاءة الدوري والنوعي بمفهوم "التعلم طول العمر" أي ما الذي يكتسبه الطبيب والمهندس والمحاسب والمحامي والضابط والمعلم والإعلامي وغيرها من تدريب وتأهيل يجعلهم ينافسون العالم ... مصر الثورة العلمية هي أيضا منظومة جديدة لتدريب مجتمع وتأهيله لعصر التنافس والمشاركة... وخامسا التربية والأخلاق : كيف سنتعلم مكارم الأخلاق ؟ وكيف سنؤصل "الأخلاق" كركيزة لمصر الثورة ؟ ... وأتساءل هل ممكن أن تحقق الثورة أي من أهدافها دون الأخلاق ... مستقبل مصر الحقيقي هو في نقل الثورة من الانهيار والفوضى إلي التقدم والبناء ... وأساس تحقيق النقلة هو اختيار ... وأهم ركيزة لهذا "الاختيار" هو تعليم المجتمع والارتقاء به ... وحتمية نجاح الثورة يتطلب الإجابة علي الأسئلة الخمسة أين سنكون في التعليم ؟ والإنتاج العلمي ؟ والأمية ؟ والتأهيل ؟ ومكارم الأخلاق ؟ ... تقدم مصر هو ملك أبنائنا ، واجب علينا وحق لهم .