جريدة الأخبار – الأربعاء 4 مارس
2001 المعلومات واتخاذ القرار (3)
ولد علم نظم دعم اتخاذ القــرار فى منتصــف السبعينــات من تكامل لمدارس علمية عريقــة احداها هى التنظيــم واتخاذ القــرار لجامعة كارينجى مليون "CARNGIE MELLON" والثانية للحاسبات الآلية بمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا "MIT" وهما من أعرق جامعات العالــم وفى عام 1978 ألف بيتركي( PETER KEEN) وزميل له أول كتاب فى نظم دعم اتخاذ القرار والذى أحدث ضجة علمية وعملية فى مؤسسات الأعمال الأمريكية خاصة المالية من بنوك وبيوت مال فى وول ستريت "WALL ST"(شارع المال) وأصبح بيتركين أشهر المستشارين التطبيقيين فى العالم فى ذاك الوقت. ومنحت أول دكتوراه فى العالم فى المعلومات ودعم اتخاذ القرار عام 1983.
وحتى عام 1985 كانت الشركات تتنافس وتتباهى بأن لديها نظم لدعم القرار لمن يقود ويدير وهى ببساطة نظم معلومات تنير الطريق لمتخذ القرار وتوفر له البدائل المتاحة وتحدد له أفضل هذه البدائل، وبالطبع يجب أن تتوافر العناصر التالية: أولاً: متخذ القرار. ثانياً: مساعد لمتخذ القرار يقوم بإنارة الطريق وإعداد البدائل. ثالثاً: قاعدة بيانات. رابعاً: نظم تقنية "حاسبات وبرامج". خامساً: نماذج علمية وعملية تعكس الواقع.
وفى عام 1985 كان لمصر السبق أن تكون أول دولة فى العالم تتبنى فكرة إنشاء مركز للمعلومات ودعم القرار فى مجلس الوزراء. وبدأت رحلة العمل الجاد لكى تثمر على أرض الواقع 1500 مركز فى كل الوزارات والمحافظات والمدن وفى أكثر من ثلث القرى ... نفذ ذلك فى الفترة من 85 حتى 13 سبتمبر 1999 حين أعلن رئيس مصر مبادرة متميزة للتنمية التكنولوجية.
ترى ما هى المجالات التى تستخدم فيها مراكز دعم اتخاذ القرار؟ للإجابة على هذا السؤال للمواطن المصرى لا تكون بالشعارات أو بالكلام المعسول ولكن تكون باتخاذ قرار سليم يفيد المواطن المصرى ويشعر به ويتطور به حاله وحال أسرته.
حين استخدمت مراكز دعم القرار على مستوى مجلس الوزراء – وأنا شاهد عصر – تلاحم فيه القرار السياسى والاستراتيجى المتميز والهادئ لرئيس الجمهورية ، مع القرار التنفيذى المدروس لمجلس الوزراء فى ذلك الوقت برئاسة د. عاطف صدقى رئيس مجلس الوزراء الذى قاد مجموعته الاقتصادية ودينامو المجموعة فى ذلك الوقت د. عاطف عبيد، حيث قاموا بالإعداد لكل القرارات المصيرية التى اتخذتها مصر، وتم قيادة سفينة الإصلاح الاقتصادى وحل قضايا الديون وغيرها بعرق وجهد شديد وبصبر وهدوء نفسى واصرار على النجاح.
ان اتخاذ القرار السليم والقابل للتنفيذ على أرض الواقع بعيداً عن الشعارات يعتمد فى المقام الأول على توافر المعلومات ويتسم بالوضوح والصدق والعلانية والبعد عن تزييف الحقائق الذى يقنع به كل من الحاكم والمحكوم.
إننى أذكر بكل الاحترام والتقدير المعاناة التى كان يعانيها متخذ القرار من أجل تحقيق دقة البيان والمعلومات للقرار السليم وكيف أعلنت الحقائق على الشعب دون مواراة ... فتم حل مشكلة الديون ونجح العبور الاقتصادى الأول ... وثم بدأ البرنامج الطموح لتحرير سيطرة المال العام على الآليات الاقتصادية، وتم الإعداد للإصلاح التشريعى من خلال أكبر قاعدة للقوانين والتشريعات أعدها د. أبو الفتوح سلامة وهو أحد الرموز المصرية الصامتة وساهم معه فيها أكثر من مائة من العقول والسواعد ... وأعدت عشرات من قواعد البيانات القومية الكبرى التى كانت أساساً للمعلومات بل ولدعم اتخاذ القرار فى الكثير من المواقف التى تصدت لها حكومة د. عاطف صدقى.
المعلومات هى أساس اتخاذ القرار ... حين تستخدم تتقدم الأمم وتنهض المؤسسات وتكسب الشركات ويتطور الأفراد، وحين لا تستخدم تتوه الحقائق وتتخلف الأمم وتفشل المؤسسات وتتعثر الشركات ويتوه الأفراد.
والمعلومات هى أساس اتخاذ القرار وهناك تحديات هامة للمعلومات واتخاذ القرار خاصة فى مجتمعات مثلنا بدأت فى نشر المعلومات لكنها لم تصل بكاملها للمجتمع ولم تتحقق للآن شعبية المعلومات الصادقة: (1) دقة المعلومات. (2) توفرها فى الوقت المناسب. (3) تحليل المعلومات. (4) وجود متخذ القرار المتقبل للحقائق. (5) نشر المعلومات. (6) اتخاذ القرار. (7) تنفيذ القرار. (8) تقييم العائد من اتخاذ القرار. (9) تحديث قواعد البيانات وتطويرها. (10) الإعداد للمرحلة التالية لاتخاذ القرار التالى .