جريدة الأخبار – الأربعاء 12 مارس
2008 الاصلاح العربى والاعلام والديموقراطية
دعيت للمشاركة فى المؤتمر الخامس للاصلاح العربى والذى يعقد فى مكتبة الاسكندرية هذا العام بعنوان الاعلام والديموقراطية والمسئولية المجتمعية . وتذكرت المؤتمر الاول والدعوة للاصلاح العربى وفق رؤية ابناء العرب والذى دعى لها فى المؤتمر الاول للاصلاح السيد الرئيس محمد حسنى مبارك منذ خمسة اعوام وافتتح بها آنذاك أحد أكثر المنابر العربية التى تمارس حرية الفكر والحوار والتعبير ... اتذكر الامل حين ولد منذ خمسة سنوات مضت وما اثاره حينذاك بين جبهات التأييد وجبهات المعارضة وبين دعاة الانفتاح والتقدم وبين جهابذه الرفض والتخوييف . اتذكر كيف بادر رئيس مصر وفى كلمته مناديا لاهل الفكر والاصلاح بالعمل على صياغة رؤية للاصلاح لعالمنا العربى يحترم خصوصياته ويمنع التدخل فى شئونه ... وبعد خمسة اعوام اتسائل اين نحن ؟ هل حدث اصلاح عربى ملموس ؟ هل بدأ ؟ أم ان الامر اقتصر على اجتهادات لافراد ومؤسسات عربية أو قطرية ؟ أم انها لم تتجاوز رؤى لبعض القادة العرب وللبعض من شعوب الدول العربية ؟ الاجابة الصادقة – فى نظرى – واغلبية المهتمين معى بشأن الاصلاح والتنمية أن الاصلاح المنشود لم يتحقق ... والتنمية المستدامة لم نصل اليها ... ولكن من الانصاف ايضا – وفى رأى – ان جهود الاصلاح قد بدأت بمبادرات قادة ومؤسسات بل وبضغط الشعوب احيانا ... واحيانا بمحاولات للتدخل من الخارج باسم الديموقراطية تارة وحقوق الانسانية تارة اخرى ... ونرى ما يحدث من تداعيات للتدخل الامريكى الحاد أو الاوروبى المستمر ... والكل يسعى لمصالحه سواء للهيمنه الاقتصادية أو الامنيه أو العسكرية أو لحماية اسرائيل أو للسيطرة على النفط ... والسؤال الذى يطرح نفسه مرات عديدة هو ما الذى نريده نحن كعرب ؟ ... وهل هناك حقيقه ما نجمع عليها ؟ أم هل افكار دافئه لصالونات فكرية ؟ وهل يوجد شئ يسمى بالاصلاح العربى ؟ ... المشهد العربى الحالى يثير اولا : الحزن والاسى بين قتلى وجرحى كل يوم وكل ساعة على ارض العراق والتى غزتها امريكا بدعوى الاصلاح الديموقراطى والسياسى ، وفلسطين والتى يقتل على ارضها عبر سنوات ابنائها ويتقاتل لاول مرة بشراسه جناحين لها للسيطرة والتسلط بدعوة الشرعية والديموقراطية والاصلاح ... وثانيا : سياسيا نرى على أرض المنطقة العربية تباين للنظم السياسية والحكم والتسلط والديموقراطية ... وثالثا : نرى طفره اقتصادية وناتجا اجماليا تضاعف فى خمسة اعوام ويقترب من الف وخمسمائة بليون دولار (واحد ونصف تريليون دولار فى اخر عام) ... يساهم فى انطلاقة استثمارية داخل السوق العربى وخارجه ... ونرى ظاهرة خروج الاموال العربية للشراء ايضا فى الخارج من اسيا الى اوروبا بالاضافه الى الغرب الامريكى ... ورابعا : اجتماعيا نرى صور ومشاهد متباينه فى انطلاقة شبابيه ومجتمعات متعددة الجنسيات يغلب عليها الطابع الاسيوى فى دول الخليج الى دول تطاحن عرقيا وايديلوجيا مثل العراق ولبنان الى دول تعيش شعوبها فى الفقر المدقع وتعانى من الغلاء فى الاسعار والتضخم ويرى ابناء العرب انفسهم من المطحونين فى مناخ افتقروا فيه بسياسات حكوماتهم من جهه وبفلسفه سلفيه لا تحث على العلم والتعلم والابداع والتقدم من جهة اخرى ... وخامسا : بيئيا ونرى على المشهد العربى تشويه وتدمير بيئى – غير مسبوق – فى الثلاثة قرون الماضية بدوافع الجهل والجشع والاهمال والاهدار ... وفى مؤتمر مكتبة الاسكندرية تسائلت ، (1) هل الاعلام هو مرآة للمجتمع أم ان المجتمع هو نتيجة للاعلام ؟ (2) هل الدعوة لاصلاح المجتمع ؟ ام لاصلاح الاعلام ؟ أم لاصلاح ما بينهما ؟ (3) هل الدعوة لاصلاح الخطاب الاعلامى أم المؤسسة الاعلامية أم الاعلاميين ؟ (4) هل الحوار يقوده الاعلاميين لاصلاح المجتمع أم انه قادة من المجتمع لاصلاح الاعلام الحر أم انه فريق مشترك ؟ (5) على اى اعلام نتحدث الاعلام الحر أم الاعلام الموجه ، الاعلام العصرى أم الاعلام السلفى والدينى والمبتذل والرجعى والايديلوجى أم اعلام الاستهلاك المحلى أو الاعلام الذى يخاطب العالم . (6) هل تسبق الديموقراطية الاعلام أم يسبق الاعلام الديموقراطية ؟ (7) ما هو حجم مساحة الحرية للاعلام فى المنطقة العربية ؟ (8) هل العنف الاعلامى هو انعكاس لعنف المجتمع أم انه سبب لهذا العنف ؟ (9) كيف يواجه العرب نتائج اعلام ما بعد 11 سبتمبر ؟ (10) هل لدينا من يصنع صوتا ورأيا ورشدا ؟ وما هو حجم المعلومات والمعرفة اللازمة للاعلام المستنير والديموقراطية الرشيدة ؟ وللحديث بقية.