جريدة الأخبار – الأربعاء 6 مارس  2013
أدارة الأولويات ... ومشروع التقدم والبناء(4)

المصريون عشاق لمصر ... الوطن والأرض ، والتاريخ والمستقبل ، والأهل والولد ، والنهر والخير ، والأمن والأمان ، والمحبة والسلام ... حالة الغليان اليومية التي يعيشها الشارع المصري سياسيا ، ويعانى منها أبنــاء مصر اقتصاديا ، وتتسبب في تغيير جوهر الحياة اجتماعيا قد وصلت إلي درجة من الحراك ستحدث تغييرا ايجابيا لخير مصر وأبناء مصر ... وقد استعرضت في ثلاثة مقالات سابقة الحديث عن "أدارة الأولويات ... ومشروع التقدم والبناء" ... وتحديدا في أن هناك أهمية كبرى بدءا من الآن أولا : أن نحدد كمجتمع رؤية وأهداف وأولويات واضحة للعشرين عاما القادمة ، وثانيا : وأن نشارك ونتفق كمجتمع على ترتيب هذه الأولويات وكيفية معالجة كل منها من خلال سياسات وبرامج ومشروعات واضحة وأن نتعمق أكثر في منهج العمل ولا نقف فقط عند مستوى العناوين ، وثالثا : أن ننتقل من التركيز على الشخص والكرسي ، إلي الفريق ونتائج العمل ، ورابعا : أن نبنى على ما هو جيد ، ونطور ما يجب أصلاحه ، وأن نغــير كل ما هو سيئ وفاسد . وخامسا : أن نصنع المناخ السلمي القادر على أخراج أفضل ما لدينا كمجتمع وأن نحتضن الاختلافات والتوافق لأجل التقدم ، وسادسا : أن نتفق على هدف واضح هو التقدم والبناء لمصر ولسعادة المصريين ... وأن كلا من مفاهيم "التقدم والبناء" و"السعادة" يتطلب نقلة نوعية مما نقــوم به حاليا ... ولاشك أنه في خضم هذا الحراك والعراك السياسي من جهة ، وغليان وفوضي الشارع المصري من جهة أخري فأنه علينا أن نحكم العقل وحب الوطن والأمانة نحو الأجيال القادمة ... بل أنه علينا أن نرسخ ونؤكد علي المفاهيم التالية : (1) الديمقراطية السليمة والممارسات السياسية المعاصرة في مصر . ونلاحظ أن المسافة لازالت بعيدة للغاية في كافة الأحزاب دون استثناء بين الممارسة الديمقراطية والحديث عنها . (2) التشخيص – التاريخي - للمجتمع للزعامة الفردية والتي عرفها المصريين من عصر الفراعنة بدلا من المفهوم المؤسسي لاختيار الفريق الأفضل من خلال أحزاب وممارسات حزبية منشودة تعرض أفضل ما في المجتمع " مفهوم الفريق المتميز بالبرنامج المتميز " . (3) الهيكل السياسي للمجتمع من حيث اختيار فرق قوية تتنافس وليس فريق واحد قوى وفرق أخرى ضعيفة الإمكانات أو الفكر أو كلاهما معا ... فهل حان الوقت أن نسعى كمجتمع لبناء أحزاب قوية تمثل اتجاهات مصرية بتنوع واختلاف وتوافق ولنرى أيهما الفائز بصوت الشعب وثقته ... وأيهما القادر على تلبيه أحلامه وطموحاته . (4) بناء القيادات ... لقد آمنت ومارست بأن أهم رسالة للإنسان وللمؤسسة وللوطن هو إعداد وبناء القيادات ... والاستثمار فيها تعليما وتدريبا ... إعدادا وتوجيها ، حبا وعطاءا ، رحمة واحتضان ... بالقيادات المستنيرة تتقدم الأمم ، وبالديمقراطيات الحقيقية تحميهم من الإفساد والفساد . (5) بناء الشعب ... بالتعليم المتميز الذي يصل بهم إلي مصــاف قمة دول العالم لأفضـــل عشرة بدلا مما وصلنا إليه من ترتيب بين الدول إلي 129 من 134 ، وبالقضــاء على الأمية تمامــا في خلال خمسة سنوات ، وبالرعاية الصحية الجيدة المتكافئة لكل المصريين وفق مفهوم "الخدمة الشاملة" في كل محافظات مصر ، وبثقافة التقدم والسلام والوحدة الوطنية والوسطية الدينية دون تعصب أو تطرف أو حكر فكرى . (6) حماية حرية الإنسان وحرية المجتمع وحرية الوطن وحرية الأديان دون استغلال أو إسفاف أو إرهاب . (7) ترسيخ العدل والعدالة وقانون يطبق على الجميع . (8) تأكيد تكافؤ الفرص والعدالة الاجتماعية . (9) نشر المعلومات والشفافيــة وحــق المصـــري أن يعـــرف ويعلم . (10) نشر الأمــن الاجتماعي والأمن القــومي ... وإعادة آمن وآمان المواطن والأبناء والأم والأب والجد والجدة ... وبدقة وبوضوح أدعو إلي عودة الوعي واليقظة للضمير نحو حـق المجتمع وحــق الأجيــال القادمة فـي حياة أفضل ... لـ"التقــدم والبنــاء"... " والسعادة " .