جريدة الأخبار – الأربعاء 25 نوفمبر
2001 المعلومات وضوح الرؤية
المعلومات هي نور.. توفر المعلومات يعني وضوح الواقع مثل الرؤية في وجود الشمس أو في وجود مصابيح الإنارة .. المعلومات تعني الواقعية عن الحاضر وكيف وصلنا له مقارنة بما فعلناه بالأمس.. وهي الأساس للتوجه نحو المستقبل.. ولهذا فان توفر المعلومات لدي الفرد ولدي المؤسسة ولدي الدولة والمجتمع هي أولوية أولى بل هي أساس لأي تنمية وتطور يحدث علي أي من هذه المستويات.. وغياب المعلومات هو ظلام ودافع للتخلف والفشل بل وللانهيار السريع في معظم الأحيان .. لأن الإنسان حين لا يري يتخبط مع محددات الواقع وقيوده مثل تخبط الإنسان إذا ما حاول السير في حجرة مظلمة أو إذا حاولت الجيوش الحرب ليلاً دون أجهزه رؤية ليلية أو الطائرات قتالاً دون أجهزة توجيه أو مساعدات ملاحية.
تري هل لديك المعلومات التي تكفيك للعمل والحياة والتقدم .. إذا كانت الإجابة نعم فإنه من الضروري توظيف المعلومات لمزيد من التقدم ويأتي هنا دور رؤيتك لهذا المستقبل وطريقك الذي اخترته للوصول لما تراه من أهداف.
وإذا كان هذا مرتبط بالعمل أو بالمجتمع فأنه بالمثل يتطلب تحديد الرؤية للأهداف الواضحة وخطة برنامج العمل للوصول إلي هذه الأهداف... فمثلاً لا توجد شركه ناجحة دون معلومات .. فالحظ وحده لا يدير المؤسسات ولا يحافظ علي تقدمها المستمر.. بالعلم والعمل والمعلومات... يتحقق النجاح.
هناك تحديات بل وحواجز لوضوح الرؤية نحو التقدم ..وللأسف منها عيوب مزمنة لدي البعض من الأفراد ... بل إنها تمتد لمؤسسات ولشعوب منها ومن هذه العيوب والتحديات:
عدم التحديد: والتخبط .. وعدم الوضوح
تغير الرؤية بمعدلات كبيرة في فترات زمنية قصيرة.
عدم التفرقة بين الرؤية والأحلام.. الرؤية هي الأساس لبدء صياغة أهداف واستراتيجيات للتقدم.. والحلم هو جزء من نوم الفرد ينتهي مع كل يوم جديد.
الندرة في توفر الرؤية الصائبة .. وهي نتاج علم وخبرة وممارسات وتفاعل مع الحياة والمجتمع .. وهي أيضاً هبة وموهوبة يتميز بها البعض خاصة عندما تصقل في رحلة الحياة.
العمومية: أن هناك رؤية واحدة عامة تناسب كل الموضوعات والأوقات.
الرفض والتحيز ويشمل رفض ومحاربة النجاح أو إجهاض الرؤية المناسبة لدوافع شخصية مهما كان الأساس والمعلومات.
الكل أم لا شئ : تصور أن الحياة هي إما الحصول علي كل شئ أو لا.
تضخيم الأمور: وهو النظرة السوداء أو تهويل السلبيات ورفض للإنجازات.
التبسيط هو الاستهانة بالأمور وتجاهل ما هو متاح من معلومات.
العناوين الخاطئة وتعني التحريف باستخدام المعلومات أو بدونها أو بوضع رؤى تعتمد علي معلومات جزئية أو خاطئة أو متحيزة.
كل ما سبق .. للأسف .. يتسبب في ضياع الرؤى الصائبة ... وعدم وضوح الفكر.. وتغييب دور المعلومات.. وإذا كان هذا يحدث فعلينا أن نغيره.. وسنغيره بإذن الله فلا يمكن أن يقف أحد أمام إرادة الإنسان والشعوب في التقدم.