جريدة الأخبار – الأربعاء 5 ديسمبر
2004 المرأة والسلام ... ورسالة أمل
عقد في جنيف الأسبوع الماضي ملتقـى دولي كبير لحركة سوزان مبارك الدولية " للمرأة من أجل السلام " وهي حركة تسعى للسلام فتقفز فكرياً بالمرأة من التخلف والتبعية والاستسلام الى المشاركة في إرساء السلام ودعمه بل وبنائه وصيانته فهي - في الفكر – تدعو للقفز من عالم تخلف ويتقاتل الى عالم : أولاً ، يرفض العنف في كل صورة ... ويرفض الحروب . ثانياً ، يشجع البناء والمشاركة والنماء للجميع . ثالثاً ، يحمي المرأة والأطفال أثناء الصراعات والحروب والاحتلال ضد كل أنواع العنف والاستغلال . رابعاً ، يؤمن بمشاركة المرأة بطريقة موضوعية في كل المراحل لبناء المجتمعات المساءلة والآمنة والحفاظ على استقرارها وصيانتها على كل المستويات .
ان مصر التقدم تتطلب التحرك الفاعل اقليمياً ودولياً . وهذه المبادرة الدولية تضيف لمصر رصيداً كبيراً أرجو ان ينضم لها قطاعات المجتمع : حكومة وإعلام وقطاعات أعمال ومجتمع مدني للمشاركة الفاعلة لتقدمها وازدهارها . لقد تضاعفت فكرياً مع نداءات العالم في عشرات السنين وقرار مجلس الأمن رقم 1325 لعام 2000 والذي في جوهره يركز على المشاركة للمرأة والمساواة بينها وبين الرجل ودورها وحقها وحمايتها خاصة أثناء الصراعات المسلحة . فهل تعلم أن هناك عشرة أبرياء يقتلون مع كل جريح في معركة حسب كتاب اصدره مركز هارفارد دراسات " السكان والتنمية " ... ترى كم طفل وأمرأة قتل ويقتل في العراق وفلسطين وأفغانستان ؟ بل كم منهم يعاني في السودان وروندا والكونغو وساحل العاج وسيراليون ؟ ترى متى سيتم القضاء على 110 ملايين لغم خلفتها حروب العالم وعنف بعض قادتها يتكلف كل منها ألف دولار لإزالته ، وثلاثة دولارات فقط لإنتاجه ، تقتل يومياً ما يقرب من 25 فرداً 75% من النساء والأطفال ؟ ترى متى ستقضي البشرية على تجارة البشر الدولية والتي تصل الى أربعة ملايين سنوياً ؟ متى سينتهي عصر الجنود الأطفال والذين يصل عددهم الى 300 ألف طفل مقاتل في ثلاثين دولة ... هذه أمثلة لعالم يزداد جنوناً من جهة ويتطلب العقلاء لترسيخ التحرك والإسراع نحو السلام .. رحلة تواصل في عالم عاش ويعيش يسعى للتحضر والتقدم والرخاء رغم افتراءات الحروب وتداعياتها .
حركة المرأة والسلام في جوهرها آلية لما يسعى له العديد عبر الأجيال : (أ) لغرس السلام . (ب) ولمشاركة المرأة .(ج) ومساواتها . (د) وحماية الأجيال . (هـ) لتنمية المجتمعات .. واذا كان التاريخ قد أنصف – بعض الأحيان – دعاة السلام ومنهم اثنتا عشرة سيدة من عام 1905 وحتى 2004 فإن حركة المرأة من أجل السلام قد خرجت بتفكير غير تقليدي وخارج القوالب التي أسرت العالم للآن الى ما قد يساهم بفكر عالم جديد ... يتهم البعض منهم الرجال بأنهم المسئولون - دون غيرهم - عما وصل له العالم من تطاحن وعنف وانهيار ... وقد يكون مناسباً الآن ان يعترف الرجال بأهمية وضرورة سماع صوت المرأة ليس فقط كأبناء وكزوجات وكآباء ... وأن تأخذ بكل جدية مبادراتهم وأراءهم كقوة فاعلة قادرة على التأثير وطنياً وأقليمياً وعالمياً على الاستقرار والسلام ... بارك الله فيما تضيفه سيدة مصر الأولى لمصر والعالم ... مبادرات كتاب ومكتبة ومعرفة وتقنية وصحة ورعاية ومسكن ومأوى لمحدودي الدخل وثقافة وتعليم ... ومبادرة جديدة للسلام ... كأساس لعصر مجتمع المعرفة بإذن الله ... تحية تقدير لمبادرة المرأة والسلام ... وأرى سوزان مبارك ... نوبل للسلام مصرية ومنارة وكتاب وحاسبات لعقول جيل عصر المعلومات والمعرفة ... بإذن الله