جريدة الأخبار – الأربعاء 26 أكتوبر  2005
احداث محرم بك

ما حدث فى محرم بك – بالاسكندرية – غير مقبول ؟ لا يمكن أن نقبل ان مصر السلام الاجتماعى والسماحه الدينية أن يتحول جزء فيها الى مظاهرات ومصادمات لاسباب طائفية . واسمحوا لى ان اتسائل – فانا لا اعلم الحقيقة – هل سبب ذلك اشاعة أم أن هناك جزءا من الحقيقة فى اسباب ما حدث ؟ وهل رأى من شارك فى هذه التظاهرات بل ومن الضحايا المسرحية التى يشيرون اليها ؟ فاذا كان ذلك لا أساس له من الصحة فنحن فى خطأ فادح وان كان للتظاهرات اسباب حقيقية فنحن فى خطأ اكبر حيث وجب أن يتصدى بالحكمة والحسم رجال الدين العقلاء لهذا الحدث واعتباره طائشا وغير مسئول . ويجب أن نعترف بما اننا نعيش فى الحياة فهناك العاقل وهناك الطائش . وهناك المسئول وهناك المتطرف … ووجب على العقلاء الا يقفوا فى موقف المتفرج اذا ما وجدوا طائشا أو متطرفا يحاول أن يمس أيا من الاديان سواء مسيحى أم مسلم … وهناك طائشون ومتطرفون وارهابيون فى كل دين على الارض ولكن لا يمكن السماح لهم بالمساس بحرية وامان المجتمع بل وتقدمه وتواصله وتعايشه . الرسالة هنا الى القيادات الدينية من الطرفين بالتدخل السريع مثل ما فعله فضيلة المفتى الدكتور/ على جمعة وشجب كل ما يحاول العبث بمقدرات الامة أو بث الروح الطائفيه بين المسلمين والمسيحين أو اتلاف الممتلكات وأن كل من يستمر فى هذه الاحداث فهو أثم . وبالمثل صدر من قيادات الدين المسيحى ما يسعى لتجاوز ما حدث . واهمية التدخل السريع للقيادات الدينية هو اجهاض الفتنة التى يحاول اشعالها البعض الجاهل أو الثائر دون علم أو معلومات أو بصيرة … سأظل اكرر انه لا تقدم ولا مجتمع دون أمن وسلام اجتماعى ودون رعاية للأمن القومى . وقد رأينا جميعا تجاوزات من البعض غير المسئول وفى مجالات عديدة تهدد الامن القومى لمصر وكان دائما التدخل السريع والواعى والمتعمق بل والهادئ هو الاساس دائما لتجاوز محن ارض الشدائد . فحتما وجب تجاوز احداث محرم بك … ومن المفارقات لهذا الاسبوع اننى دعيت على افطار من عائلة مسيحية فاضلة بالقاهرة ولعدد لا يزيد على خمسين فردا وكان فضيلة شيخ الازهر على رأس المدعوين وحين حانت صلاة المغرب اعد مضيفنا المسيحى سجاد الصلاة والتى شارك فيها الرجال والسيدات خلف الامام الاكبر فى نموذج للمحبه الوطنية والوحدة الوطنية على أرض بيت دعوته هى رمز للوحدة … وتلا ذلك احاديث دينية متعددة يتسابق الرجال والسيدات للاسئلة والحوار فى الدين مع فضيلة شيخ الازهر . ويوم الجمعة الماضى قرأت مقالة للدكتور/ محمد عمارة بجريدة الاخبار عنوانها " مشروع حضارى للاصلاح بالاسلام مائة عام على وفاة الاستاذ الامام " وفيه يعرض الرأى الآخر لكتاب الاسلام واصول الحكم للشيخ على عبد الرازق الصادر عام 1925، والذى يدعو فيه أن الاسلام دين … لا دولة … ورسالة … لا حكم , الحوار العاقل والبناء والهادئ مطلوب . ودعوتى اليوم هى اذا كنا نسعى لعصر ومجتمع المعرفة فأساسها المعرفة … واذا كنا ندعو الى التطوير والاصلاح … فوجب اصلاح الخطاب الدينى اعدادا لمجتمع المعرفة . ما يحدث من تطرف واحداث وارهاب وقهر فى الشرق والغرب يتطلب الدعوة الجادة لقيادات رجال الدين العقلاء لاصلاح الخطاب الدينى بل والمؤسسة الدينية لتحمل مسئوليتها ولخلق مجتمعات اساسها السماحه والسلام والمحبه والتعاون بين ابناء المجتمع الواحد بل بين العالم الجديد … من اجل التنمية والتقدم والرخاء للبشر والانسانية . وأن يكون " الدين لله … والارض للوطن " قولا وفعلا … ادعو فضيلة المفتى وفضيلة شيخ الازهر وقداسة البابا للدعوة الايجابية للقيادات الدينية الواعيه فى الاسلام وفى المسيحية لاصلاح الخطاب الدينى والمؤسسة الدينية والخطاب الاعلامى الدينى ومواجهه الخطاب والممارسات غير الصحيحه على صفحات الصحف وعلى شاشات التليفزيون … وفى الشارع المصرى … وللحديث بقية


  595
ارسل بالبريد الالكتروني
طباعة
المقالات من الأحدث إلى الأقدم المقالات من الأقدم إلى الأحدث
جريدة الأخبار – الأربعاء 26 أكتوبر  2005
احداث محرم بك
ما حدث فى محرم بك – بالاسكندرية – غير مقبول ؟ لا يمكن أن نقبل ان مصر السلام الاجتماعى والسماحه الدينية أن يتحول جزء فيها الى مظاهر ...
جريدة الأخبار – الأربعاء 2 نوفمبر  2005
الخطاب الدينى وعصر المعرفة
الحمد الله لصحوه وطن سيسجل للمصريين وقوفهم صفا واحدا واجهاضهم لشرارة فتنة كان يمكن ان تكون لها اثار سلبيه للغاية . لو حدثت فى مجتم ...
جريدة الأخبار – الأربعاء 9 نوفمبر  2005
التقدم ... والمركز والحلم بعد 20 عاما
هل يمكن ان يتحول حلم الى حقيقة ؟ هل يمكن أن تبنى مؤسسة عصرية ؟ هل يمكن للشباب المصرى أن يتفانى لبناء بلده ؟ هل يمكن ان تتحول رؤيه ...
 صفحة:  <<السابقة 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18
بحث جميع المقالات
2015
2014
2013
2012
2011
2010
2009
2008
2007
2006
2005
2004
2003
2002
2001
 
الموقع الرسمي للدكتور هشام الشريف
جميع الحقوق محفوظة ©