جريدة الأخبار – الأربعاء 19 أكتوبر
2011 أين المعلومات ؟
أين المعلومات ؟ ... ما الذي يحدث علي أرض مصر ... في أوائل التسعينات كانت مصر من أفضل دول العالم الصاعد والنامي في بناء بنية المعلومات ودعم القرار بشهادة العالم وبالتوجه الجاد للإصلاح الاقتصادي والنماء والتطوير في عهد عاطف صدقي رحمه الله ... آخر رئيس وزراء آمن بنشر المعلومات علي كل المصريين ... تلي ذلك عصور من نشر المعلومات المغلوطة أو الكاذبة أو التي تعكس جزء من الواقع أو الحقيقة أو البيانات التي ساهمت ودعمت استمرار وزراء ورؤساء وزراء علي كراسي الحكم قادت سياسات التخصصية والمحاباة والفساد والإفساد ... منذ عهد عاطف صدقي وللآن لم أري رئيس وزراء يقوم بمهامه ومسئولياته في نشر المعلومات الصادقة والحقيقية علي المجتمع المصري ... لازلت أكرر ... المعلومات نور ... المعلومات حياة ... المعلومات تنمية ... المعلومات حاضر ... والمعلومات مستقبل ... أين نحن ؟ وأين سنكون العام المقبل ؟ وبعد ثلاث أعوام ؟ وبعد خمسة أعوام ؟ ... أليس من حق كل المصريين أن يعرفوا أين نحن ... أليس من الضروري أن يطمئن كل أب وأم علي حاضر ومستقبل أبناؤه ... أليس من المهم لكل رائد عمل ورجل أعمال (من الغالبية الشرفاء) أن يعرف أين نحن وأين نتوجه ... أليس من الأهمية لما بقي من الثورة والثوار أن يعرفوا ما الذي تحقق كمكاسب حقيقية للثورة ... وما الذي تم خسارته ممن سرق الثورة ... لماذا لا يخرج السيد رئيس الوزراء علي المصريين ببيان بالأرقام عن حال المجتمع المصري (مثل اوباما أو كاميرون) ... مخاطبا أبناء مصر عن الأسعار وعن البطالة وفرص العمل ومعدلات الإنتاج وحجم الاستثمار ومعدلات السياحة ومؤشرات الخدمات الصحية ومؤشرات الأمن والآمان والجريمة ومؤشرات النقل وبرنامج تطوير التعليم وبرنامج التنمية العمرانية ... ثم معدلات الدين العام والدين الخارجي والاحتياطي الوطني والتأمينات والمعاشات ... وخطط تنمية الموارد (بالإنتاج) والمقترحات الجديدة والخاصة للاستدانة وإغراق مصر بالديون مرة أخري ... متي سيطل علينا رئيس الوزراء بصورة كاملة عن أحوال الوطن في كل المحافظات المصرية في أسوان وقنا وسوهاج وأسيوط وكفر الشيخ والدقهلية والقليوبية والبحيرة ... ما هو حال مصر ومعاناة المصريين في كل مكان علي أرض مصر ... بداية الطريق الصحيح لمصر والمصريين هو معرفة أين نحن ؟ وهي مهمة أساسية لأي رئيس وزراء شريف وأي حكومة أمينة ... وعدم تنفيذها هي خيانة أمانة وجريمة شرف ... ووطن . فالمعلومات حق لكل إنسان وهي بالتالي حق لكل المصريين ... ومسئولية الحكومة ورئيسها أن ينشر المعلومات ويعلم ويعرف ويوعي كل المصريين بحال الوطن ولديه 1500 مركز للمعلومات ودعم القرار تم بناؤهم وقادرين في حالة رغبة رئيس وزراء شريف أن ينشروا المعلومات لكل أبناء الوطن ... ورحم الله الدكتور/عاطف صدقي ... يلى توفير المعلومات عن الواقع ضرورة تحديد أين يجب أن نكون ؟ وهي مجموعة الأهداف والسياسات والبرامج والمشروعات التي ستنقل الوطن مما نحن فيه إلي ما يجب أن نكون ... فأين هذا البرنامج ؟ وأين برنامج أدارة الأزمات التي تسببت فيها الحكومة الموقرة ؟ دور الحكومة هو بناء وتنمية وطن واعلاء شأن أبناؤه بما فيهم الفقراء والضعفاء فيه ... لن يتحقق تقدم مصر دون معلومات ... سياسات الظلام وحكومات الظلام تؤدي لمزيد من الانهيار ... المعلومات حق لكل المصريين ... عدم نشر المعلومات هو جريمة في حق وطن وحق أجيال ... أطالب حكومة مصر ورئيسها بنشر المعلومات الكاملة عن الواقع كي نستطيع أن ننطلق إلي المستقبل .