جريدة الأخبار – الأربعاء 11 فبراير  2001
شعبية الانترنت (1)

نشر الإنترنت على كل المجتمع المصرى هو هدف حتمى وأولوية لبناء مجتمع المعلومات المصرى ولدخول مصر كمشارك ورائد فى مجتمع المعلومات العالمى. فهى كهرباء العصر الجديد تنير للمواطن المصرى واقع المجتمع وما يرتبط به فى مجتمعات العالم دون حواجز جغرافية أو سياسية بل وتساعده فى استطلاع آفاق ما يحدث وما سيحدث من تغيرات الإنترنت فهى معرفة وتعليم وثقافة وتجارة وخدمات أفضل بأساليب أسهل فى عصر جديد. دخولنا فى هذا العصر هو مشاركة وريادة وعدم الدخول فيه – الآن – سيحدث انقساماً بين من يعرف ومن لا يعرف ... ويسمى هذا الانقسام الرقمى "DIGITAL DIVIDS".

كانت مصر – منذ عشر سنوات – سباقه فى دخول الإنترنت فى المنطقة العربية بل وأفريقيا وساعدت على نشره على الأقل فى 11 دولة عربية ووصل عدد المستخدمين إلى حوالى 350 ألف مستخدم من خلال ما يقرب من 75 ألف مشارك "دافع للاشتراك" حتى ديسمبر 2000 وتم إضافة سعات من خلال مبادرات لشركات رائدة وصلت السعة المتاحة للمشاركين فيها إلى مليون مشارك – فى أقل من عام - ساهمت فى تخفيض أسعار الإنترنت إلى أكثر من 75% فى فترة زمنية لا تزيد على عام.

ولكن أين المواطن المصرى والموظف المصرى من استخدام الإنترنت عملياً؟ فى الولايات المتحدة 110 ملايين مستخدم من 280 مليون مواطن أمريكى بنسبة استخدام تصل إلى 40% فى السويد أعلى دول العالم استخداماً للإنترنت 44% من مواطنى السويد يستخدمون الإنترنت. وفى كندا 42% من المواطنين الكنديين يستخدمون الإنترنت.

ولو أردنا أن يكون المواطن المصرى والموظف المصرى متكافئاً مع رواد الإنترنت فى العالم – أكثر ثلاث دول - يجب أن يصل الإنترنت إلى 25 مليون مصرى. بالطبع هناك تحديات جوهرية وعقبات اقتصادية لتحقيق هذا الهدف فى القريب العاجل. (1) القدرة الاقتصادية للمواطن المصرى . و (2) توفر الحاسبات أو الأجهزة الطرفية لديه. و (3) توفر وسيلة الاتصال الرخيصة بشبكة الإنترنت محلياً له وليس عن طريق طلب مكالمة – ترنك – مما تزيد أعباؤه. و (4) توفر الوعى والإدراك بأهمية استخدام الإنترنت. و (5) توفر البيانات والمعلومات "المحتوى" القابلة للاستخدام. و (6) توفر التطبيقات وما يسمى بمقار استخدام هذه المعلومات عملياً بالنسبة للمواطن. و (7) توفر الشركات القادرة على توفير الخدمات التى يحتاجها المواطن. و (8) توفر المنافذ لتوزيع الإنترنت للمواطن القادر وغير القادر. و (9) توفر السياسات المشجعة وليست المحبطة والمتخبطة للشباب والعقول الواعدة للمشاركة فى بناء مجتمع المعلومات. و (10) توفر العزيمة للسوق والعمل الجاد – وليس لتوهم أن البناء يمكن تحقيقه بالأحلام فقط أو بإدعاءات وشعارات عصر المعلومات.

هذه تحديات عشرة لفتح الحوار المجتمعى حول قضية حتمية لتحقيق شعبية الإنترنت بالإضافة إلى تحديات اجتماعية أخرى مثل الأمية، اللغة، مقاومة التغيير، الاحباط ... الخ بكل المصداقية هناك جهود بدأت لمواجهة بعض هذه التحديات ولكن جهوداً مضاعفة يجب أن تبذل يمكن أن تساعد فى تحقيق هدف استخدام 25 مليون مصرى للإنترنت … وللحديث بقية.