جريدة الأخبار – الأربعاء 26 يناير
2003 البنوك والمال وقيادات عصر جديد
التقدم قيادة ومعرفة وتجديد وتطوير. وقد تعرضت في الاسبوع الماضي لملامح ومظاهر نقلة نوعية جديدة في صناعة البنوك والمال تواصلا مع ما تم بناؤه – بكل تقدير – واستفادة من اخطاء الماضي بكل امانة ويتطلب تحقيق هذا التطوير بل والانطلاقة كما ذكرنا، (1) سياسات معاصرة واولويات متجددة. (2) قيادات وعاملين علي مستوي عالمي. (3) نظم واليات بنكية حديثة. (4) بنية تكنولوجية. (5) قواعد بيانات محدثة ومتكاملة. (6) خدمات مميزة ومتنافسة وشفافة للمستهلك.
وقد بلغت اجمالي الودائع لدي الجهاز المصرفي (خلاف البنك المركزي) في اكتوبر الماضي 351 مليار جنيه (منها 55 مليار جنيه ودائع حكومية) من الذي يدير ويستثمر هذه الاموال ؟ وقد يتفق معي الكثيرون ان القيادة والادارة لقطاع البنوك والمال هي اهم ركائز التقدم واساس اي نجاح لدينا بالطبع عناصر متميزة فنحن دولة عريقة بكل المقاييس وغنيه في مجالات عديدة واهمها البشر. ولكن هل صناعة البنوك والمال المصرية منافسة عالميا ؟ الإجابة الصادقة بالطبع لا وقد بذلت مصر جهودا كثيرة – كما اوضحت من قبل – منذ عام 1974 للنهوض بهذا القطاع الذي عاني من عثرات ايضا عدة ولعل من اهم الدروس المستفادة هو ضرورة اعداد القادة وتنمية القدرات والمهارات الادارية والعملية بل والتكنولوجية للعاملين في هذا القطاع الحيوي فلا يمكن ان نتنافس عالميا ونرتقي محليا دون ان يكون لدينا في عام 2003. (1) من يعمل بالحاسبات والانترنت ونظم المعلومات. (2) من يجيد اللغة الأجنبية والمصطلحات المهنية. (3) الادوات التقليدية والجديدة في صناعة البنوك والمال. (4) الاتقان والجودة بمفهومه الشامل وكذا المرتبط بكل خدمة ومنتج. (5) تفهم كامل لدورة (الخادم) في تقديم ارقي الخدمات للمستهلك وبشفافية. (6) من يستخدم المعلومات لزيادة الانتاجية الادارية وسرعة اداء العمل وكذا استخدام المعلومات لاتخاذ قرار افضل. (7) من يعمل في فريق بأسس الاخلاق والطهارة وبدون خوف أو اداء مرعوش. (8) من يفهم القانون ويمارسه واللوائح وتطبيقها.
نريد الارتقاء بإعداد القاعدة البشرية بكل البنوك والمؤسسات المالية(بأسلوب غير تقليدي) بحيث تبرز نوعيا مصر علي خريطة العالم المنافس.. واقترح ان تتبني بنوك مصر مجتمعة (الـ54). اولا: تمويل منح سنوية للماجستير في ادارة الاعمال لعدد مائة في التخصصات الفرعية للمال والبنوك وفي ارقي جامعات العالم ومائتين بجامعات ومعاهد مصر. ثانيا: ان تتبني انشاء معهد متميز عالميا رفيع المستوي مثل هارفارد اروارتون وهناك مشاريع لهذا موجودة ومطلوب همة القادة الجدد في تمويل هذا الصرح.
ثالثا: الارتقاء والنهوض والتدريب الشامل لكل من يعمل في هذه الصناعة (وفق اولويات بالطبع) وباستخدام البنية المؤسسية المتوافرة في المعهد المصرفي والذي انشأته بنوك مصر وجامعاتها ومعاهد متخصصة اخري وكذا الجامعة الامريكية والمعهد الاقليمي لتكنولوجيا المعلومات و الاكاديمية العربية للعلوم الادارية.. وغيرهم. رابعا: خطة للتعاون مع المعاهد والتجمعات الرائدة مثل معهد نيويورك للتمويل والجمعية الامريكية للبنوك والمعهد البنكي الانجليزي. خامسا: خطة تنمية بشرية للتميز والتنافس العالمي وليست للاستهلاك المحلي.