جريدة الأخبار – الأربعاء 20 فبراير
2008 المعاناة فى شوارع القاهرة
ما هو شعـورك عند خروجك من المنزل ؟ هل تشعر بملائمة وسيلة النقل والانتقال ؟ هل تشعر بجودتها ؟ هل تكلفة الرحلة ملائمة ؟ هل الزمن الذى تستغرقة مناسبا ؟ هل تشعر بالامان على الطريق ؟ وبانسيابيه ؟ هل هناك عوائق بالطرق ؟ هل هناك التزام بقواعد المرور ؟ هل تجد صعوبة فى استخدام النقل العام ؟ هل تشعر بالحرمان من توفر وسائل نقل ملائمة بسعر ملائم وفى وقت العمل ؟ هل يضيع جزء كبير من وقتك فى الانتقال ؟ أم لا يوجد وقت ضائع ؟ وهل يمكنك الاستفادة من هذا الوقت المهدر فى شئ آخر مفيد ؟ اسئلة كثيرة تدور ضمنيا فى اذهان الكثير من سكان القاهرة الكبرى والمترددين عليها يوميا ويصل اجمالى عددهم الى ما يقرب من عشرين مليون ... ينتقلون يوميا على شبكات الطرق وبوسائل انتقال متعددة منها النقل العام سواء كان اتوبيسات أو ترام أو مترو أو مترو انفاق أو شبكات السكك الحديد أو نقل خاص بالسيارات والاجرة وتنقل البضائع باسلوب مشابهه من خلال عربات النقل والسكك الحديدية . هذة الوسائل نراها يوميا ونستخدمها فى النقل والانتقال واصبح سكان القاهرة صباحا وظهرا ومساءا يعانون من قهر الطريق وعذابه وطول زمن رحلة الانتقال سواء ذهابا أو ايابا ... واصبح حديث كل المواطنين من وزراء مصر الى غفراء الطرق الاعتذار عن التأخير ، والزحام ، والمرور وتكلفتة الباهظه لزمن الانتقال ... فما الذى اوصلنا لهذا الحال ...؟ حق الانتقال هو احد حقوق الانسان وتوفير وسيلة الانتقال الملائمة بالسعر الملائم وفى كل وقت ويسمى بالـ " الخدمة الشاملة " هو حق والتزام للدولة والحكومات امام المجتمع لضمان نشاطه الاقتصادى والاجتماعى ... والدولة المصرية كانت رائدة فى توفير الخدمة الشاملة لمواطنيها وكانت من اوائل دول العالم فى ادخال خدمات السكك الحديدية وخدمات البريد والوصول بهما الى اعماق مصر فى القرن التاسع عشر لفقراء مصر واغنياؤها على قدم المساواه ... واذ كان تعداد سكان مصر وصل الى 75 مليون وتضاعف فى الثلاثين عاما الاخيرة فهل تضاعفت بالمثل قدرات النقل فى مصر من طرق ووسائل نقل بل من صناعة يعمل بها القطاع العام والخاص وسياسات تسنها الحكومات للارتقاء بالنقل كركيزة هامة للاقتصاد القومى ... ما لم يدركه البعض ان دقيقة المواطن لها ثمن ... فهل يضيع خمس دقائق من كل مواطن يوميا ؟ أم يضيع ساعة أم يضيع ساعتين أم اكثر ... فى حالة ضياع ساعتين من وقت المواطن فإن ربع الوقت المنتج يكون ضاع (باعتبار ان فترة العمل المقررة قانونا هى ثمانى ساعات) الانتقال فى زمن معقول وبجودة معقولة وتكلفة حقوقية من حقوق المواطن ... واهم ركائز "المواطنة" – دون فلسفة – هو ان يشعر الانسان بتوفر الخدمات والاحتياجات الاساسية له من تعليم وعلاج ونقل وانتقال حتى الرغيف والطعام ... واذ شعر الانسان بالقهر فيما يحدث حوله لن يشعر بالانتماء ولا بالمواطنة ... ويبدأ فى الاعتراض ولفظ كل ما حوله . واذا سجلنا بالصوت والصورة ما يحدث للمصريين واحاديثهم اليومية لرأينا فورا اهمية وضرورة وحتميه التصدى الجاد ... العلمى والموضوعى لقضايا النقل والانتقال للمجتمع المصرى ... ما وصل له المواطن ... والشارع المصرى ... هو للاسف الشديد انهيار بكل المقاييس وثمنه السياسى والاقتصادى والاجتماعى والبيئى باهظ للغاية ... أما ثمنه الانسانى فقد لا نكون مدركين له لتأثيره على الاجيال المعاصرة والشابه والتى اراها تتحول من مشاعر القاهرة الساحرة التى عشنا بها ... الى القاهرة ... القاهرة لابنائها والطارده لمن ينشدها ... نتيجة صعوبة النقل والازدحام الرهيب ؟ والسؤال الذى يثار هل ما يحدث قضاء وقدر ... وهل هناك مسئول علينا ان نحاسبه ... أم ان هناك غياب وعى وادراك عند تطبيق علوم ادارة وتخطيط النقل كما تطبق فى معظم مدن ودول العالم ؟ فقر الفكر والعلم يؤدى لما نحن فيه ... وللحديث بقية