جريدة الأخبار – الأربعاء 19 فبراير
2014 قيادة أمة المظاليم
هل يمكن أن يتحقق لمصر كل أحلامها ؟؟ ... مصر هي أمة المظاليم ... ضاعت وتضيع اجيال بسبب سوء القيادة وسوء الحكم وانعدام الديمقراطية ... كان الله في عون أي مخلص سيقود مصر الآن ... وكان الله في عون أي مخلص ذو فكر وعزيمة يسعي ويعمل لانتشال مصر والمصريين مما هم فيه والانطلاق بهم لما يجب أن يكون ... شعب مصر اصبح أمة المظاليم ... سبعة ملايين فرصة عمل مطلوبة ، ثلاثين بالمائة يعانون الأمية بعد ستين عاما من ثورة 1952، وترتيب عالمي وصل إلي 139 من 144 في جودة التعليم ، وأربعين بالمائة فقر في كافة أنحاء مصر ، واختناق وصعوبه نقل تجاوزات كل المؤشرات العالمية ، وعلاج غير متاح للغالبية ، وغلاء في الأسعار غير مسبوق وفاتورة موبيل واتصالات تلتهم دخل المواطنين هي من اغلي ما في العالم ، وفساد لازالت جذوره في قطاعات ومجالات تعددت ، وأخلاق اختلفت ، وقيم تغيرت ، وإنتاجية تدهورت ... أمة المظاليم هي ضحية لما فعلته بنفسها وما فعل بها قادة وقيادات عبر الزمن ... ثارت أمة المظاليم ثلاث مرات في 9 يونيو 1967 حين تعرضت لنكسة عسكرية مدمرة وكانت ثورة ضد الهزيمة ومن أجل النصر ، وثارت في 25 يناير 2011 حين انفجر بركان الغضب علي نظام أضاع وطنا في 30 عاما نظام حكم ، وثارت في 30 يونيو مرة أخري حين واجه حكم الأخوان وبعد عام من تجربة الإسلام السياسي الفاشلة ... أمة المظاليم هي مصر المطحونة التي لازال يتطلع أطفالها وأبناؤها إلي حياة أفضل من التي عاشها آباؤهم وأجدادهم ... جيل الأجداد عاش حرب 67 وجيل الآباء عاش ثلاث عقود من الوعود بحياة أفضل ... والسؤال المطروح علي الساحة هل يمكن أن تحقق قيادة وحدها للمصريين كل آمالها ؟ اجابتى لا ... لا يمكن لأي قيادة بمفردها القيام بذلك ... ولكن يتحقق التقدم بقيادة ولفريق وطني مخلص ذو علم وخبرة ( حكومة وقطاع أعمال ومجتمع مدني) ولشعب عازم أن يحقق المستحيل ... " إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم " صدق الله العظيم ... الأساس لمشروع البناء والتقدم معادلة ثلاثية هي قيادة وطنية وفريق وطني وشعب منتج وهي أركان ثلاثة لانطلاقة التقدم ... فهل يمكن أن تتحول أرض المظاليم إلي واحات للسعادة ؟؟ ... نعم يمكن ذلك إذا سعت ثلاثية التقدم جميعها نحو تحقيق التنمية والسعادة . السعادة تتولد من راحة الإنسان ورضاه ونجاحه وحل مشاكله ... كيف تحول أمة المظاليم التي تعاني في الانتقال والمواصلات والعمل والعلاج والتعليم والمعاملات اليومية ورغيف الخبز والبوتاجاز إلي حالة الأمل ثم الارتياح ثم الرضا ثم السعادة ... لن يتحقق ذلك بقيادة وحدها مهما كانت وطنيتها أو قدراتها ولكن سيتحقق بثلاثية التقدم حين تعمل بتكامل وإخلاص حول رؤية دقيقة وواضحة للإسراع بالتنمية ... كيف ومتى يتحقق التحول التدريجي نحو الأهداف المرتقبة هو سؤال الساعة ... !! فهل يمكن أن تصبح مصر من أفضل عشرة دول في التعليم في 15 عاما ؟ وهل يمكن أن تصبح مصر من أفضل عشرة دول في السياحة في عشرة أعوام ؟ وهل يمكن أن تصبح مصر من أفضل 30 دولة اقتصادية في 30 عاما ؟ وهل يمكن أن تصبح مصر من أفضل 25 دولة في العلاج في 25 عاما ؟ أو هل يمكن أن يكون متوسط سرعة السيارة في المدن المصرية أكبر من 25 كم في الساعة ؟ أو هل يمكن أن تكون مصر من أقل دول العالم إرهابا وأكثر استقرارا وسلاما ؟ أو هل يمكن أن تكون مصر أقل عشرة دول فسادا؟ وأفضل عشرة دول ديمقراطية ... التحول من أمة المظاليم إلي أمة السعادة يتطلب ثلاثية التقدم القيادة الحكيمة والفرق الواعية والشعب العازم علي الإسراع بالتنمية والانتقال من أرض المظاليم إلي أرض السعادة .