جريدة الأخبار – الأربعاء 23 يناير
2005 المعلومات وتكنولوجيا المعلومات (2)
المعلومات علم وصنعة وخبرة واحتراف … كم عدد الذين قابلتهم يستخدمون المعلومات؟ وكم عدد الذين يصنعون ويوفرون هذه المعلومات؟ وكم عدد الذين يصممون النظم اللازمة لتحويل البيانات ، وهى الخام ، الى معلومات؟ وكم عدد الذين يحدثون ويصونون البيانات بصورة دورية بحيث تتوافر المعلومات بصورة تلقائية أو حين تطلب؟ وكم عدد الذين يراجعون على البيانات ويتأكدون من جودتها؟ وكم عدد الذين يراجعون على تقييم العائد من هذه النظم؟ ويتأكدون من قيمتها وعوائدها على الاستثمار؟ كل من يمارس – أو يسعى لممارسة – الادارة العصرية يعلم أهمية الترابط بين المعلومات والعمل ، ويشمل ذلك ، أولا: اتخاذ القرار ، وثانيا: الادارة بالمعلومات ، وثالثا: فى تنفيذ الأنشطة الدورية واليومية ، وفى المجال الأول وهو بطبيعته استراتيجى تستخدم نظم دعم اتخاذ القرار لمساعدة ومساندة ودعم مراحل اتخاذ القرار . وأضع خطا تحت مراحل لتأكيد أنها ليست لحظة أو لقطة وانما كل متخذ قرار يحتاج وبصورة مستمرة ودورية لما يدعمها بالمعلومات والبدائل والتوصيات بأفضل هذه البدائل فى ضوء المعلومات والتوصيف والتحليل والافتراضات المتاحة … بل تغيير التوصيات اذا ما تغيرت الظروف … وفى المجال الثانى تستخدم نظم المعلومات الادارية والقطاعية لتلبية الاحتياجات الدورية للمؤسسات أو الشركات والناتجة من أداء الأنشطة المختلفة والترابطات بين هذه الأنشطة دون احتياج لتدخل بقرار أو بفرد ويستخدم الـ Management Information Systems كمنهج وأسلوب للتصميم والتنفيذ لتحقيق الاحتياجات للمؤسسات … ولمن نضج من هذه المؤسسات تستخدم الهندسة الادارية ، والعكسية Business Process Engineering فى تحقيق اعادة صياغة الأنشطة الادارية للمؤسسات ويشبه ذلك تصميما للجهاز العصبى والعظمى للمؤسسة . وله يمكن تخيل انسان دون جهاز عصبى أو دون جهاز عظمى؟ … بالمثل لا يمكن تخيل أو تواجد مؤسسة دون نظم ادارة معلومات أو دون هندسة ادارية للنظم العصرية . فكم منا فكر ويفكر فى احتياجاته لتحقيق التنافسية؟ وكم منا ترجم هذه الاحتياجات الى نظم؟ وكم من هذه النظم صممت بنجاح وحسب أصول الصنعة؟ وكم من هذه النظم شغلت بالفعل مثل ماكينة النسيج يدخلها غزل ويخرج أقمشة ، فيدخل لهذه النظم بيانات ويخرج منها معلومات تستخدم؟ … أو ثالثا فهى نظم التشغيل وهو أول ما يتعلمه تلاميذ المعلومات فى تصميم وتنفيذ النظم للمرتبات والمخازن والمحاسبات وغيرها ويصطلح عليها بالـ .Data Processing Systems
ومع تقدم الزمن والممارسة والعلم والتقنية تغيرت الادوات والتطبيقات للتعامل مع البيانات فظهرت مجمع البيانات Data Warehousing هندسة البرامج Software Engineering ، النظم الذكية Intelligent كأمثلة لأدوات تساهم فى التعامل الرأسى والأفقى ، والشبكى والمنطقى مع المعلومات بهدف واحد تحقيق المزيد من تطوير الانتاجية الادارية ، والصناعية والخدمية ، وذلك لمحاولة تحقيق المزيد من التنافسية … كل ما ذكر هو الوجه الآخر لعملة واحدة تم التركيز على وجه واحد فيها فقط فى السنوات الأخيرة وهو تكنولوجيا المعلومات والذى يعنى كومبيوتر وتليفونا وسلكا بينهما وبرامج لتشغيلهما ، للتبسيط على القارىء … تكنولوجيا المعلومات دون معلومات لا تحقق تقدما هى سيارات دون بنزين وماكينات دون خام واستثمارات دون عائد … هو جهد مطلوب ومشكور وحققت مصر فيه تقدما يسجل ، لكن ليس كاملا ، فى الثمانينات والتسعينات تحقق التوازن وشوهدت الانطلاقة بوجهى التقدم المعلومات وتكنولوجياتها ، هذا الجهد المطلوب هو جهد مجتمع وليس جهد فرد أو وزارة أو حكومة أو شركة أو عمل تطوعى أو قلم ، مطلوب فريق مصرى لعصر المعلومات أن يعيد توظيفها لتحقيق تنافسية مصر المتواصلة … وللحديث بقية