جريدة الأخبار – الأربعاء 30 يناير
2008 الفكر والثقافة ... قاطرة العصر
ما الذى يقود المجتمع ؟ هل الثقافة هى قاطرة المجتمع ؟ هل هو الفكر والرشد ؟ أم انهم تابعين لقاطرة اخرى ؟ أم انهم مهمشين ؟ ... وفى حالة وجود قاطرة اخرى ، هل هى التكنولوجيا ؟ أم الصناعة ؟ أم السياحة ؟ أم رأس المال ؟ أم القوى العسكرية ؟ أم المؤسسات الدينية ؟ ... دعيت لمعرض الكتاب لادارة حوار حول الموضوع ورغم ضيق الوقت فلبيت الدعوة لاعتبارين اولهما لان معرض الكتاب هو أحد الصروح المضيئه التى تشع على المجتمع بالابداع الفكرى محصله لنتاج الادباء والناشرين فى المجتمع يعتقد الكثيرين بأنه اصبح اهم الاحداث الثقافية - السنوية - فى العالم العربى على الاطلاق وثانيهما لاعزازى بالدكتور/ناصر الانصارى وهو أحد المخلصين للعمل فى كل المواقع التى شغلها من الاوبرا حتى هيئة الكتاب (المنظمة للمعرض) وفاعليته وعندما وصلت وشاركنى حلمه الحالى ان يضيف لمعرض الكتاب سوقا للملكية الفكرية وهى اضافه نوعية جديدة تساعد على وضع قواعد وأسس للحماية الفكرية للادباء والمفكرين والناشرين ويساهم السوق المرتقب فى دفع صناعة الكتاب وهى أهم ركائز ثقافة ورشد المجتمع . وعند وصولى سعدت باستعراض مع د/ناصر الانصارى كل ما هو جديد فى النشر واعجبت بنتاج الناشرين والكتب وايضا بالحيوية والتباين الفكرى بين الكتب وهى عنوان لنهضة وتقدم المجتمع . وتوقفت امام اصدارات مكتبة الاسرة والموضوع والمعنى والرمز والشكل والتنوع وسعدت بأن أرى الاختيارات ... المتميزة لكل سلسلة (باللجنه التى يقودها د/فوزى فهمى) والانتاج الكبير الذى تقوم به هيئة الكتاب بلون مميز وصورة للوحة جميلة لفنان مصرى لكل كتاب والذى يتم توفيره بسعر رمزى متاح لكل المصريين ... وطبع من كتب مكتبة الاسرة فى رحلة مبادرة القراءة للجميع اربعين مليون كتاب فى شتى المجالات ... قادت نهضة التنوير والنشر لكل المجتمع السيدة الفاضلة/سوزان مبارك واعتقد أن هذه المبادرة هى أهم عمل ثقافى واجتماعى تنويرى معاصر فى مصر واذا توقفنا عند المعرض كحدث سنوى والقراءة للجميع ومكتبة الاسرة كنهر يتواصل فى عطائه الثقافى لوجدنا أن هناك ايجابيات يجب أن نتحدث عنها باستمرار ونساهم فى القاء الضوء عليها لانها قاطرة المجتمع ... تساهم فى صنع فكره وصياغة رشده .
والتقينا حول مائدة مستديرة وحوار حول القرن الحادى والعشرين والثقافة والفكر فيه ... وتسائلت عما يقود العالم الذى نراه ونتعايش معه يوميا ؟ هل الـ 6 بلايين من سكان الارض اكثر سعادة فيما يعيشونه الان عما كانوا فى الأمس ؟ هل ما يسيرهم – مجتمعين أو مقسمين فى دول أو جماعات أو مؤسسات عامة أو خاصة – هو الفكر والرشد ، والثقافة والعلم ، والخبرة والتجريب أم ان هناك قوى وايديولوجيات ومطامع ومصالح متنوعه وأطر ونظريات غير ملائمه هى التى تسيرنا فى مجتماعاتنا وفى العالم ...
واتسائل (1) هل العالم يسوده ثقافة السلام أم يقوده آلهه الحرب ؟ (2) هل العولمه اسعدت كل من فى العالم أم جزء منه ؟ (3) هل العالم اكثر قبولا لقواعد التنافس الحر أم انه اكثر للتنافس الغير الحر ؟ (4) هل العالم اكثر رشدا أم اقل مما كان عليه فى القرن العشرين ؟ (5) هل العالم أكثر ترابطا أم أشد انقساما ؟ (6) هــل التقدم التقنى ساهم فى اثراء الرشد ؟ (7) هل العالم أكثر فقرا أم أقل ؟ (8) هل العالم اكثر عدالة أم أشد ظلما ؟ (9) هل نرعى الأرض أم ندمر البيئه ؟ (10) هل توظف التقنيه للتقدم أم للتدمير ؟ (11) هل يصلح اطار الامم المتحدة لمتغيرات العالم الجديد أم أننا نحتاج لاطار جديد ؟ (12) هل المناخ السياسى والتشريعى والاقتصادى والاجتماعى يساهم فى اثراء الفكر والرشد أم هو نتاج لهما ؟ ... وعديد من الاسئلة تتوالى تمثل تحديات لمجتمعات عديدة ... نحمد الله ان الثقافة والفكر على اجندة المجتمع المصرى ... نريدهم دائما قاطرة للمجتمع وليسوا تابعين أو مهمشين ... حين يغيب الرشد والفكر والثقافة والمعرفة ينتشر فقر الفكر ويسود فكر الفقر ... وللحديث بقية .