جريدة الأخبار – الأربعاء 5 ديسمبر  2007
الفقر ... بين الفلسفة والتمكين (19)

المتابع للاعلام المصرى يرى بوضوح تزايد مساحات العناوين والمقالات التى تطرح لموضوعات مثل الفقر ، العدالة الاجتماعية ، الدعم ، التضامن وغيرها ... وقد أشرت فى مقال سابق عن سعادتى عن حزم وحسم الرئيس مبارك فى وضع العدالة الاجتماعية على اجندة العمل القومى المصرى . واتسائل هل ما نسمعه من بعض المسئولين يتناسب مع حجم واولوية ترسيخ العدالة الاجتماعية فى المجتمع المصرى التى ينادى بها الشعب المصرى ورئيس الجمهورية ... الاجابة الواضحة هو لا . البعض على مستوى الحدث ونسبة ليست بقليله ليست لديها وعى بمتطلبات هذه المرحلة من رؤيه ومعرفة وادراك وقدرة على سرعة تحقيق اهداف المرحلة . وهذا الزخم من اللقاءات والبرامج والفتاوى التى نتابعها بها جوانب موضوعية ولكن بها ايضا لغط وصوت عالى واجتهادات سطحيه ... واسمحوا لى أن نتسائل ما هو هدفنا ... هل هو تحقيق العدالة الاجتماعية ؟ أم هو تخفيض حده الفقر ؟ أم هو القضاء على الفقر ؟ أم تحقيق اهداف الالفيه التنموية (الواضحة) ؟ أم هو القضاء على الدعم لغير مستحقيه ؟ أم هو تخفيف معاناة الجماهير ؟ أم هو رفع مستوى الخدمات ؟ أم هو وقف الاستغلال والانتهازية ؟ أم هو مواجهه الفساد والافساد واستغلال المجتمع ؟ أم هو السيطرة على الزيادة فى الاسعار ؟ أم هو تخفيض حدة الاتساع بين الغنى الفاحش والفقر المدقع ؟ أم هو العمل على فتح ابواب العمل والامل للمجتمع ؟ أم هو بناء المجتمع المتوازن ؟ أم هو تأكيد مسيرة وتجانس مجتمع ليبرالى يعمل بآليات وضوابط السوق الحر ؟ به عشرات (البليونيرات) والآف المليونيرات ومئات الالوف (انصاف المليونيرات) وملايين من لديه ثروات تزيد عن مائة الف جنيه وهكذا ... ولكن لا يوجد فيه فقر مدقع ... ولا يوجد فيه استغلال أو تخصيص لثروات المجتمع (دون عدالة وتكافؤ) لحفنه قليله على حساب الـ 75 مليون مصرى . أجندة ترسيخ العدالة الاجتماعية وتخفيض فجوات الفقر هى أهم اولويات مصر ... وهى اجندة سياسية واقتصادية واجتماعية متعددة الابعاد .

وسؤالى الحاكم ما هو برنامج العمل القومى لترسيخ العدالة الاجتماعية (السلمى) ... أين هو ؟ اذا كان هو فى موضوع الدعم فهذا اختزال كبير فى تحدى هيكلى هو جزء من - ولاشك فيه - القضية الاكبر ... نريد اولا : برنامج قومى واضح يعكس احتياجات المصريين ويصادق عليه ويعبر عن طموحاتهم من خلال المؤسسات والاحزاب الوطنية ، وثانيا : نريد عرض خريطة الفقر المصرى على المجتمع وعلى هذه المؤسسات وهى الخريطة التى تم اعدادها فى منتصف التسعينات فى مركز المعلومات ودعم القرار كى يشارك كل المصريين فى تحديد الاولويات والقضاء على فجوات التنمية واتمنى أن توضع فى الاستخدام الفورى حيث اسمع أن بعض المسئولين يريدون صياغة مشروعات تستغرق من 3-4 سنوات لاعداد خريطة جديدة للفقر ... هذا كلام غير مسئول ولعب بعمر وطموحات واهداف وآمال مصر وشغل للمسئولين عن القضايا الرئيسية ، وثالثا : نريد برامج ومشروعات حول اهداف الالفيه تعلن نتائجها كل ثلاثة اشهر على المجتمع المصرى واتصور ان هذا هو الشغل الشاغل للمجتمع ، ورابعا : الاستمرار فى برامج تشجيع الاستثمار والتشغيل من اجل خلف فرص عمل ، وخامسا : التطوير الجذرى للتعليم لادخال المواطن المصرى كمنافس فى المنطقة العربية والعالم بدلا من التهميش ، وسادسا : الارتقاء الجغرافى بالخدمات (فى كل المحافظات) وبناء على خريطة المعلومات الدقيقة بحيث تقل الفوارق فى الخدمات (الفرق بين ما يقدم فى القاهرة والمحافظات ذات المعاناه) فى الصحه والمياة والتعليم وبنيه التشغيل وفرص العمل حتى رغيف الخبز والرياضة ، وسابعا : تخفيض معدل الزيادة فى السكان ، وثامنا : تمكين المرأة والطفولة ، وتاسعا : مواجهه الفساد والمفسدين ، وعاشرا : ترسيخ واحترام القانون وتأمين الشارع المصرى ، وحادى عشر : ترسيخ الديموقراطية ، وثانى عشر : نشر ثقافة ... الأمل ... وللحديث بقية .