جريدة الأخبار – الأربعاء 30 نوفمبر
2011 الأنتخابات بين أمل التقدم وشبح الانهيار
هل ستصنع الانتخابات مصر التي يحلم المصريون بها ؟ ... يحلم أهل مصر بالتقدم والرخاء ، والعدل والحق ، والمواطنة والتكافؤ ، والأمن والآمان ، والصحة والستر ... يحلم المصريون بحياة أفضل لأبنائهم وحياة أكثر سعادة للأجيال القادمة ... يحلم المصريون بتعليم ينافس عالميا وبعلاج يغطي كل المصريين وبمسكن لكل عائلة وبدخل عادل يلبي الأحلام والأحتياجات ... يحلم المصريين بمظلة أمن وآمان ، ومعاش وتأمين ، ورعاية وخدمات ... هناك ثلاثة اسئلة حاكمة الأول هل ستصنع الانتخابات مصر التقدم ؟ ، والثاني هل ستصنع الأنتخابات مصر الديمقراطية ؟ ، والثالث هل ستصنع الديمقراطية مصر التقدم والسلام ... وهل سيتم ذلك بكل أطياف المجتمع وكل الاتجاهات السياسية فيه ؟ ... هل ستأتي الانتخابات بالخير الحقيقي للوطن وبإتحاد وبتعاون وتنافس أبناء الوطن بكافة انتمائهم وعصبياتهم وعقائدهم وتوجهاتهم السياسية ؟ ... هل سيتنافس المصريون من أجل مستقبل أفضل لمصر من خلال مشروع أو أكثر للتقدم ؟ ... والسؤال الجوهري هل ستصنع الديمقراطية التقدم من منطلق النماذج الغربية سواء كانت الأسكندنافية أو الأمريكية واستراليا أو لنماذج الدول النامية مثل الهند وشيلي ... أم أنها ستكون ديمقراطية جوفاء المعني والجوهر ، بمعني أنها لن تحقق طموحات التقدم والبناء والرخاء ... والسؤال الأخطر والذي يشغل قطاع كبير من المصريين هل ستأتي الانتخابات "بالديكتاتورية الرابعة " ؟ وهل بسبب ذلك سيتقاتل المصريون دفاعا علي الحرية والديمقراطية والمواطنة والدين مثلما رأينا خلال هذا العام فيما يشبه بشائر الحرب الأهلية ... المشهد الوطني يمتزج بين الألم والأمل ، وبين العزيمة والقلق ... شاركت الآم المصريون جميعا بأكثر من 48 شهيدا هذا الشهر ورصيد تعدي الـ 2000 من الجرحى وتبعات البركان السياسي والوطني خلال الأيام الماضية والتي يلهبها إعلاما انقساميا يساهم في تغييب العقل الوطني والانقسام السياسي أكثر ما يساهم في بناء الرأي القومي والوحدة الوطنية ... قلبي يدمي لشهداء الوطن ولوحدة الوطن ولأمن الوطن ولاستقراره ولأمان أهله ... وعقلي يستنكر الدمار الاقتصادي والانقسام الاجتماعي الذي حدث في مصر بحكومات المفروض أنها تمثل ثورة الأمل ... وروحي مع التحول السلمي للديمقراطية ... ذهبت للانتخابات بروح الأمل لمصر أكثر تقدما من خلال دولة القانون ترتكز علي الديمقراطية ولديها مشروع لتقدم الوطن ... نعلم جميعا أن كل ذلك غير موجود اليوم ولكن علينا أن نصنعه سويا لغد أفضل ولجيل أحق ... نعلم جميعا أن الانتخابات لا يوجد بها تكافؤ بين القوي الوطنية في المال والعتاد والإعداد الزمني والدعم ومصادر التمويل (الغير مشروعة) والسلاح والمليشيات والاختراق والتحالفات ... ومن دواعي تفاؤلي الخاصة أنني حصلت علي بيان اللجنة الانتخابية والدائرة الانتخابية من الانترنت بإدخال رقمي القومي – مثل معظم المصريين – واستخدمته أيضا عند التصويت ... وتحقق بذلك جزء من حلم توظيف الرقم القومي والانترنت لخدمة انتخابات ديمقراطية ... وتذكرت رحلتي في خدمة الوطن وما شرفت به من قيادة تنفيذ مشروع الرقم القومي ومن إدخال الانترنت لمصر ... وكيف تستخدم الآن قاعدة البيانات وشبكة المعلومات بالتليفون وأجهزة الحواسب للمساندة في تسهيل ودعم انتخابات الوطن بل في الانتخابات نفسها ... تذكرت فريق وجيش من بناة الوطن شرفت معهم بهذه النقلة النوعية منهم لواء/احمد زعتر (ورجاله) والأخ يحيي العطفي (وفريقه) والذي اتصلت به لاحيه مع مئات والآف لما قاموا به وأخيرا مع هيئة الأحوال المدنية والتنمية الإدارية ووزارة الاتصالات وشركات الانترنت ... بنية معلومات ومؤسسات ووطن ساهمت في تحويل حلم الأمس لأداة اليوم ولتقدم الغد ... الوطن تواصل عبر الأجيال ... وتعاون بين الأجيال ... شاهدت مصر أيضا بأطيافها يمينا ويسارا ووسطا وأخوانا في طابور الانتخابات ... نأمل لغد أفضل لمصر ... لكل وبكل المصريين .