جريدة الأخبار – الأربعاء 2 يناير  2005
ادارة الكوارث والازمات

علم ادارة الأزمات يبحث فى توظيف المعلومات والمعرفة ونتاج علوم الادارة مع الخبرات العملية والتقنية تطبيقيا فى جميع المجالات لمحاولة التعامل الأفضل مع الأزمات والكوارث … وهناك طريقان للتعامل مع هذه الأزمات الأول : السلبى والثانى العملى ، (بادارتها ايجابيا) ، وقد ثبت عمليا وعلميا أن الكوارث تحدث مثل الزلازل والبراكين ولا يمكن منعها ولكن يمكن فى كثير من الأحوال رصدها والتنبؤ بها والانذار بحدوثها وقد يكون هذا الانذار مبكرا أو مفاجئا … وهناك نوع آخر من الأزمات منها الأزمات الاقتصادية أو الاجتماعية والأمنية والعسكرية ومن الأزمات ما يصيب دولا أو مؤسسات أو أشخاصا أو جميعهم … وقد أصاب العالم صدمة لم يكن لها مثيل حين عاش وتابع مع حدث جراء تسونامى والدمار الذى أحدثه فى أندونسيا وسيرلانكا وماليزيا وتايلاند والهند بل والصومال وتنزانيا وغيرها ، وشعر الانسان بضآلته أمام ما يمكن أن تحدثه الطبيعة من كوارث والسؤال المحير: هل ما وصل له العالم من تقدم حضارى وعلمى ومادى وانسانى وتقنى كان يمكن أن يساعد فى التعامل الأفضل مع هذه الكارثة؟ والانذار عنها؟ أم أنه لا يمكن؟ وهل يمكن تصور أنه ستحدث للعالم كوارث أو أزمات فى المستقبل أم أن تسونامى هو آخر الكوارث على الاطلاق … لا قدر الله لا أحد يريد أن يتصور أن يعايش مثل ما حدث على الرغم من أن التليفزيون بفضائياته والاتصالات بالانترنت أتاحت وتتيح معايشة لحظية مع ما يحدث … وحولت العالم من فردية وجنسيات متعددة الى قرية وأسرة واحدة نتألم وتشارك ، ولو معنويا ، فى هذه الماساة الكبرى … وأتذكر فى هذا الاطار الجهد الذى بذل لبناء مركز قومى لادارة الأزمات والذى تم فى أواخر الثمانينات وأوائل التسعينات وصمم له دور وقاعات "بمركز المعلومات ودعم القرار" وكان التركيز فى هذا الى بناء نظام لدعم القرار لادارة الأزمات ، مع التركيز على الأزمات الاقتصادية والاجتماعية ، وشارك فى ذلك العلماء والممارســون من مصــر والعالــم لبناء مركــز فريد فــى نوعــه وتوصيفــه بل أن هنــاك وثيقــة تحــدد ذلك بدقة Building A Crisis Management Strategic Support System والتى تلخص (1) تحديات ادارة الأزمات بالنسبة لاتخاذ القرار الاستراتيجى ، (2) وتلخص أزمات من الواقع المصرى وكيف تم ادارتها مثل ادارة الديون ، وفيضان النيل "والجـفاف" ، التهاب الأسعار ، الزلازل ، الغاء السنة الدراسية "السادسة" واعادتها ، والبطالة ، وغيرها … ويمكن تعميم ذلك الى مواجهة الفقر والارهاب والتطرف … وكان من الأسئلة التى تم الاجابة عليها هو كيفية اعداد وتنظيم وادارة كيان مؤسسى لادارة الأزمات وما هو مكوناته وعناصره بل واسلوب بنائه … وأيضا وهو الأهم دور المعلومات بأنواعها المختلفة ، قبل وأثناء وبعد الأزمة – فى الادارة الأفضل للأزمة ، وفى تحديد من هو قادر من المجتمع فى ادارة أزمة بعينها ، وما هو الفريق المساعد له ، ومن هو المتدرب لها "مثل الجيش المدرب" وما هى سلطاته وصلاحيته ، وكيفية التعامل مع المجتمع موضوعيا واعلاميا لتحقيق الحد السلبى من آثار الأزمات والكوارث … الأزمات تحدث وتتفاقم اما نتيجة عدم الاستعداد لحدوثها أو نتيجة للآهمال فى تصور أنه يمكن حدوثها "مع الفارق" … وقد يصبح الوقت المتاح للتعامل معها أقل من المطلوب ونادرا ، الاستعداد للأزمات هو جزء أساسى من الادارة العصرية … فهل يعلم كل منا ماذا يفعل فى حالة حدوث حريق "لا قدر الله"؟ … أو للتعامل مع أزمة مالية؟ … أو أزمة اجتماعية؟ … أو كارثة طبيعية؟ … الدول والمؤسسات والبشر الأكثر تقدما هم من يستعدون لذلك … مع دعاء الله سبحانه بأن ينجينا من كل الكوارث والأزمات ولنحمد الله أننا خارج حزام الكوارث الطبيعية … ولنفكر كيف نساعد المنكوبين فى آسيا … وكيف نتجنب آثار الأزمات المستقبلية بعلم واستعداد … وللحديث بقية


  5732
ارسل بالبريد الالكتروني
طباعة
المقالات من الأحدث إلى الأقدم المقالات من الأقدم إلى الأحدث
جريدة الأخبار – الأربعاء 2 يناير  2005
ادارة الكوارث والازمات
علم ادارة الأزمات يبحث فى توظيف المعلومات والمعرفة ونتاج علوم الادارة مع الخبرات العملية والتقنية تطبيقيا فى جميع المجالات لمحاول ...
 صفحة:  <<السابقة 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18
بحث جميع المقالات
2015
2014
2013
2012
2011
2010
2009
2008
2007
2006
2005
2004
2003
2002
2001
 
الموقع الرسمي للدكتور هشام الشريف
جميع الحقوق محفوظة ©