جريدة الأخبار – الأربعاء 24 ديسمبر
2008 الأرض للمعرفة
الأرض للمعرفة مفهوم يجب ترسيخه لانطلاقة مصر للعشرين عاما المقبلة وما تلاها . واذا كان تعريف المعرفة – بالنسبه لى - هو تعليم وتدريب وتقنية وثقافة فإننا تحديدا نعنى بذلك المفهوم ترسيخ الأرض للتعليم ، والأرض للتدريب ، والأرض للتكنولوجيا ، والأرض للثقافة ... هناك سته دوافع لهذة المقالة أولها الاحساس بالقلق الشديد على حاضر ومستقبل التعليم فى مصر وضرورة – بل حتمية – احداث نقلة نوعية حقيقية له بدلا من مشروعات ومبادرات – أشهد بأن بعضها متميز – ولكنها جزئية تعطى نماذج للتطوير ولكنها لا تحدث التغيير الحقيقى ، والدافع الثانى هو احتياج المجتمع وحقه فى تعليم أكثر تميزا ، وتدريبا اكثر كفاءه ، وثقافة اكثر انتشارا، وتقنيه اقل تكلفة ... المعرفة كالماء والهواء حق للجميع وفى قدرة الجميع وفى اطار من التنافس الشريف والعادل ، والدافع الثالث أن مصر – تنفتح كل يوم – ويكتب لحكومة مصر الحالية والسابقة الاقدام على تغييرات كانت من قبل من المحرمات مثل تخصيص أرض لبناء القرية الذكية - وهى لاشك اضافة - وطنية لتقدم مصر ، وتخصيص أرض لجامعة النيل وتخصيص أراضى للظهير الصحراوى لبناء قرى وتخصيص أرض للقرى الجديدة وتخصيص اراضى للاسكان بل لمدن خاصة وغيرها ، والدافع الرابع هو مناقشة مشروع تعديلات قانون الجامعات الخاصة والذى دعيت له من د/شريف عمر فى جلسة حضرها د/هانى هلال ونخبه وطنيه والتى بادرت الحكومة بصياغة مادة تجيز فيها مساهمات الحكومة واقترح أن يضاف للمساهمات التى تقدمها الحكومة كلمة الاراضى فى "المادة 14" من التعديل المقترح ، والدافع الخامس هو معرفتى – وإعادة قراءة - لأحدى أسس نهضة التعليم فى امريكا والتى استندت على قانون " منح الاراضى " والذى صدر عام 1862 والذى خصص اراضى للمؤسسات التعليمية التى تقوم بتدريس الزراعة وعلوم الميكانيكا والاقتصاد (المنزلى) ، والعلوم العسكرية ، بالاضافة الى العلوم الاخرى والمعاهد . ثم بعد ذلك لدراسة العلوم الطبية والهندسية كان هذا القانون اساس انشاء مئات الجامعات بالولايات المختلفة والذى شكل بعد ذلك قاعدة التقدم فيما نعرفه الآن بالولايات المتحدة ، والدافع السادس هو اقتصاديات التعليم فى مصر وما تضيفه الارض للتكلفة الاستثمارية لتعليم تلميذ فى حضانة ومدرسة ومعهد وجامعة ... وتأثير ذلك على سياسات التعليم والتعليم للجميع وتكافؤ الفرص والعدالة الاجتماعية وغيرها ...
مصر لديها 80 مليون عقل وصحراء مليون كم مربع معظمها صحراء مطلوب تخصيص مدن وقرى لتكون قرى المعرفة ومدن المعرفة اسوه بالظهير الصحراوى وعلى التوازى معها بمحازاه نهر النيل والبحر المتوسط والبحر الاحمر ، مطلوب مائة مدينة وقرية للمعرفة بها 100 جامعة عالمية المستوى مصرية التوجه وخمسين الف مدرسة نموذجية و 250 الف حضانة متميزة تنقل مصر نقلة الى ما تستحقه لتكون من افضل عشرة دول تعليما وتدريبا وتقنيه وثقافة ... هل هذا ممكن ؟ الاجابة نعم ولكن بفلسفه وروح بناء السد العالى وابطال اكتوبر أم بغير ذلك فلن تتعدى جهودنا ما نقوم به حاليا بدعوة فقر الامكانات وفقر القيادة وفقر الارادة وفقر المعلم ولكنها من فقر الفكر ... عدونا الرئيسى هو فكر الفقر ... غنى مصر فى عقول ابنائها وفى صياغة واعداد وتنفيذ المشروع القومى المنشود " للمعرفة " لاحداث نقلة لمصر تحقق بين عام 2030 وعام 2050 دخول مصر دائرة التنافس العالمى الحقيقى ... الأرض للتعليم والأرض للتدريب والأرض للتقنية والأرض للثقافة ستساهم كأحدى ركائز المشروع القومى المنشود نريد مصر من العشرة الاوائل واذا لم نستطع فلتكون من العشرين ... سيتوقف ذلك على صياغة دقيقة وعملية وتنفيذية لما اتصوره لمشروع مصر القومى... لعصر اولادنا واحفادنا يكونوا قادة وليسوا تابعين أو مهمشين فى عالم سيكون اكثر منافســة واشد ضراوة ... فمتى سنرى تنفيذ اول عشر مدن وقرى المعرفة ؟ ... وللحديث بقية