جريدة الأخبار – الأربعاء 26 ديسمبر
2012 حلم الفقراء
هل تحلم بغد أفضل ؟ هل هذا احد الحقوق الطبيعية للإنسان أم أن ذلك منحه أو رفاهية ... ما هو حلمك ؟ منا من يحلم أن ينجح في امتحانه وآخر أن يجد فرصة عمل ، وثالث أن يستطيع أن يزوج ابنته ، ورابع أن يجد عروسه أو أن تجد هي شريك حياتها ، وخامس أن يحصل على قطعة ارض يزرعها ، وسادس أن يسدد أقساط عليه ، وسابع أن يترقى ، وثامن أن يكون غنيا ، وتاسع أن يطعم أبناؤه وأن يعلمهم ، وعاشر بوطن وحياة أفضل لكل المصريين ... وأيا كان حلمك فهذا حقك ، أم حق المجتمع فهو أن تسعي لتحقيق هذا الحلم – أن أردت – بالطرق المشروعة ... وهو أن تكون مواطنا منتجا ومشاركا ، وصالحا ومسالما ، وحقك على المجتمع أن يتيح لك – من خلال الدولة – المناخ والسياسات والبرامج المشروعة التي تساعد الأفراد والشعوب على تحقيق أحلامها ... ومقياس النجاح هنا ليس بتدفق الأحلام في أبراج عاجية أو أوهام غير واقعيه ، وليس بعدد ونوع وصخب وزخم المانشيتات الصحفية لمسئول هنا أو هناك مما يتحقق ، أو لتيار آخر عما يتحقق ، ولكن في مدى تحقيق أبناء الشعب لأحلامهم وآمالهم عمليا وواقعيا . ويتساءل الكثيرون - على مشاكلهم اليومية – بعيدا عن ضوضاء الفضائيات وفوضى الفكر على الساحة العامة ... ومن هذه المشاكل المؤرقة للفئة العريضة من الفقراء مثل التعليم والعلاج والزواج والمسكن ما كاد أن يصبح ويتحول إلى حلم بدلا من أن يكون حق ... والتساؤل الرئيسي هنا هل ستتحول الحقوق إلى أحلام أم نحول الأحلام إلى حقائق ؟ وقد تفاعلت مع احدهم وهو عزيز النفس ومحترم حين قال لي "كيف أعيش وكيف أطعم أبنائي ؟ وحسب لي احتياجاته الأساسية من الخبز" العيش " ومن الأكل ومن الملابس ومن المواصلات ومن التعليم ومن موضة الموبايل وأسعار المكالمات ... وبحساب بسيط لدخله (الغير مناسب) واحتياجاته الأساسية جدا دون اخذ في الاعتبار أي أساسيات (تعتبر رفاهية بالنسبة له) مثل كيلو لحم في الشهر أو دجاج (غير متوفر) أو بديلهم من السمك أو الألبان ... ما لا يرى ولا يسمع على سطح المجتمع هو الآم وأنين الفقراء . بالمعلومات يجب أن نحمى المجتمع من الآمة ... بالمعلومات نري وبالمعلومات نسمع ... وفى غياب المعلومات يشقى من لا يحصل عليها ويغتني من يملكها ... توفر المعلومات ونشرها عن احتياجات المواطن المصري واستهلاكه وأسعار السلع المختلفة بالأسواق المختلفة من أسوان إلى رشيد ومن مطروح إلى العريش هي حق من حقوق المجتمع خاصة فقرائه وواجب من واجبات الحكومة ، وضرورة من ضرورات أمننا القومي ... هل يمكن أن تحيى الحكومة مشروع شبكة معلومات الأسعار الجغرافية ؟ من الضرورة والأهمية السيطرة على أسعار السلع بالأسواق وتوفير احتياجات المواطن خاصة الفقراء من طعام وعلاج ومسكن وتعليم . بل من ضرورة العمل على تخفيض أسعار السلع من خلال آليات السوق الحر الحقيقية وليست المغلفة بأدوات احتكارية تؤثر على الفقراء ... من الضروري أيضا تدعيم شبكه الأمان الاجتماعي وحماية الفقراء . يجب إلا تتحول حقوق الفقراء إلى أحلام !!! والتساؤل هنا هل هذه دعوة أن نقيم موائد رحمن في كل قرية هبه وزكاة ؟ ... أرى – على العكس من ذلك – ضرورة أن نقوم بخلق فرص عمل حقيقية منتجه وذات قيمه مضافة وعائد مجزى يستطيع فقراء مصر من تحقيق احتياجاتهم ومن ثم تجاوز الواقع والدخول إلى مجتمع الذين يحلمون بالتطور والتقدم ... الإسراع بالتنمية هو حق لكل المصريين ... ؟ علينا أن نبنى مصانع وننشئ شركات ومشروعات صغيرة وكبيرة إذا أردنا أن نسرع حقيقة بالتنمية علينا أن نوسع قدرة وطاقة من يحلم بمجتمع أفضل ، وان نستثير فيهم القدرة لتحويل الأحلام المشروعة إلى حقيقة لهم ولأبنائهم ولوطنهم الذين يعيشون فيه ويملكونه حاضرا ومستقبلا ... بالمعلومات لكل المصريين ... تتقدم مصر .