جريدة الأخبار – الأربعاء 28 نوفمبر
2004 الملتقى العالمى 2004
شرفت بالقاء الكلمة الرئيسية في الملتقى العالمي لعام 2004 والذي عقد بالسويد وكان عن التقدم نحو مجتمع المعلومات ومجتمع المعرفة وكان معي في اللقاء اقطاب من العالم والحقيقة أن المرء يزداد تعلماً ووعياً وادراكاً إذا ما تابع واصغى وتعلم لما يحدث خاصة إذا ما كانوا في مستوى مخترعي التقنية وصانعي استراتيجيات الشركات الكبرى ومتخذي القرارات الحكومية ومنسقي البرامج والمشروعات للمؤسسات المتعددة الجنسيات . وظهر بوضوح (1) ان التقدم التكنولوجي ما زال يسير بسرعات أكثر بكثير من قدرة المجتمعات خاصة النامية على استيعابها . (2) ان الانقسام الرقمي يزداد ويصاحبه - وهذا في منتهى الخطورة - انقسام فكري وسياسي واقتصادي واجتماعي بل وايديولوجي .
وكانت مداخلتي في هذا اللقاء حول العالم الذي نعيشه نحن الستة بلايين والمقسمين جغرافياً وسياسياً الى أكثر من 220 دولة لكل منها نطاقها السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي والتشريعي لقد بشرنا وسعينا الى بناء مجتمع عالمي للمعلومات ومجتمع عالمي للمعرفة . ولكن هل حقيقة أننا نقترب من هذا المجتمع أم نتباعد عنه . لقد بني هذا الادعاء بأنه سيتحول العالم الى مجتمع عالمي للمعلومات ثم لمجتمع عالمي للمعرفة على فرضية كان أساسها التقدم المذهل في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وعلى أساليب استخدام هذه التقنيات لتحويل وتطوير المجتمعات وفي أبسط صورها الإنسان والشركات والمؤسسات والحكومات للتحول مما كانت تقوم به في العصر الصناعي - عصر ما قبل الحاسبات والاتصالات وتزاوجها - الى العصر الجديد بل الى تحولها الى المجتمعات المتشابكة والى شبكات للأعمال والعلاقات عبر الدول والحواجز الجغرافية والسياسية والاقتصادية والاختلافات الاجتماعية .
وقد أثرت ثلاث نقاط الاولى حول العولمة والتقارب ، والثانية حول طبيعة التحول نحو مجتمع المعلومات ومجتمع المعرفة ، والثالثة حول التحديات والعقبات للتحول من العصر القديم الى العصر الجديد ... ولعل المشاهد بحلول عام 2004 أن هناك مظاهر تقنية للتحول الى العالم الجديد نشاهدها في تليفزيون وفضائيات غزت المنازل في معظم الدول تنقل الأخبار والموضوعات وتؤثر سلباً على معظمة بنقل اخبار الحروب ونزاعات وقتل ودمار على مزاج وحالة المشاهدين وتضيف ايجاباً بعض الأحيان فيما يحبه البشر من ترفيه وتنمية وتجارب وخير في بعض الأحيان ونشاهده ايضاً من ثورة في ترابط الحاسبات والاتصالات من خلال شبكات الانترنت غزت العالم المتقدم بنسب كبيرة وتغزو وغزت العالم النامي بنسبة أقل واصبح العالم من خلال التليفزيون والانترنت دون حواجز سياسية واقتصادية ولا يحتاج لجواز سفر العبور مما يحدث من دولة او مدينة الى أخرى او حتى الانتقال من المنزل أو المكتب.
وللتعرف الأدق على العولمة يتطلب التدقيق في تعاريفها وهي متعددة على الأقل خمسة ، وتشمل : التدويل " دولية " Internationaization ، التحرير Liberalization ، العالمية Unirersalization ، والتطوير " بمعناها الغربي " Modernization / Westernization اللاحدود Deterritorialization ولمحدودية هذه التعاريف على أرض الواقع فإنه قد يفيد التعرف عليه عن قرب أكثر وهل هو عالم واحد أم عالمين أم أكثر ... وللحديث بقية