جريدة الأخبار – الأربعاء 10 ديسمبر
2014 إبتدينا نحلم
ابتدينا نحلم هي كلمة للأخ محمود فتحي القاضي وهو مصري صعيدي أصيل . شرفت بمعرفته نموذجا لشباب مصر المكافح من أبناء أهلها الكرام ومثال سلالة الفراعنة في صمودهم ... بدأ من 15 عاما مع آخرين مع ابناء مصر وعن قناعة يشاركني إيمان وحلم ضرورة وحتمية تنمية الصعيد ... وإنطلق من الاقصر يقود إدخال الانترنت في بدء نشرها الي كل قرية وكل مدينة وكل مكتب وكل منزل ... أحلام ولدت في التسعينات حين شرفت بقيادة نشرها في أنحاء مصر ... ومع بداية القرن بدأ مع غيره من الشباب أنشاء شركات صغيرة – وضعوا فيها كل ثرواتهم المحدودة – لهذا الفتح العصري الجديد آنذاك ... ولكن بين يوم وليلة قرر وزير بمباركة رئيس وزراء في عصور الإفساد آن ذاك أن تكون شركات الانترنت للكبار فقط وأن تحتكر الشركة الحكومية للاتصالات الانترنت لمن يدفع أكثر ومن يملك أكبر ومن يصل أسرع ... وضاعت شركات الشباب المكافح ومنهم محمود القاضي وضاع أحد أحلامهم وتم مقايضتهم بوظائف في أحدي الشركات التابعة للوزارة ... محمود هو أحد المصريين الصامدين يكافح في صعيد مصر بأحلام كبيرة وإيمان صادق بالله والوطن ضد ضعف الإمكانات وقسوة السياسات وقهر الحكومات ... إتصلت به ردا علي أتصاله الذي يحدث كل عدة أشهر وسالته عن أخباره فرد بإيمانه المعتاد "الحمدلله" . واستطردت في السؤال عن أحوال الناس بالأقصر فأجاب "مثل مصر" و " الناس تعبانه ومديونه مثل البلد " ... ولكن يادكتور "الحمدلله ... إبتدينا نحلم تاني" ... وشعرت بفخر بقوة ووضوح وصدق التعبير عن حال أهل مصر ... ابتدينا نحلم هي كلمة وحالة صادقة لبدء خروج مصر من مسلسل المحن وتوابع الهدم إلي طريق الأمل والعمل ... في الـ 18 شهر الماضية تم فتح شرايين مصر وعادت الدولة والشعب للعمل من جديد ... وبدأ العديد من أهل مصر – ومنهم محمود القاضي – في الحلم من جديد ... محمود يحلم بتدريب وتأهيل المجتمع ويحلم بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية للأهل في كل قرية وكل نجع وبالمشاركة مع الخبرات الشابة المكافحة في بناء مجتمع جديد وعصر جديد . فهل يمكن للمصريين أن نوفر لهم مليون فرصة عمل في 4770 قرية خلال العام القادم ؟ ... نصيب كل قرية مصرية سيكون 250 فرصة عمل يمكن أن يؤثر ذلك علي خمسة ملايين مواطن وأن يبدأ تغيير شكل القرية المصرية من قرية مستهلكة الي قرية مكتفية الي قرية منتجة تطلعا إلي أن تكون قرية مصدرة ... التشغيل وخلق فرص عمل هو حلم أهل مصر "الآن" ... وسيحقق ذلك من خلال خطط تنمية اقتصادية واجتماعية باستراتيجيات واضحة وبرامج عمل محددة تخلق قاعدة اقتصادية كبيرة من الشركات الصغيرة والمتوسطة بل والكبيرة في صعيد مصر والدلتا والمحافظات الصحراوية الواعدة ... هل ممكن أن نحلم بسنغافوريات وماليزيات في كل قرية ومحافظة مصرية في الانطلاق والتقدم وخلق فرصة عمل شركات حرة ملك شباب مصر ... هل يكون أحد الأهداف أن نترجم العدالة التي ثار لها الشعب الي عدالة اجتماعية حقيقية في تعليم وعلاج متميز ومواصلات أدمية وعدالة اقتصادية في مناخ ينمو فيها احلام ابناء مصر الي شركات تعمل وتكبر وتنمو دون هدم حكام العاصمة مثلما حدث وتكرر في الماضي عديدا ... أهل صعيد مصر لديهم ايمان شديد بالوطن ورغبة قوية للمشاركة في بناؤه ، ودعاء لله أن يبعد عنهم معاول الهدم وقادة الإفساد ... ابتدينا نحلم لمستها الأربعاء الماضي في زيارة مركز المعلومات ودعم القرار بمحاولة جديدة لاعادة المركز لقيادته وريادته في دعم القرار وصياغة الاستراتيجيات الوطنية وإنارة طريق وطن بالمعلومات ... ابتدينا نحلم لمستها مساء الاثنين الماضي أيضا في لقاء دعيت له لملحمة وطنية للتعاون بين القوات المسلحة ورجال الأعمال بالاسكندرية والغرفة التجارية لتطوير مجتمع عشوائي بغيط العنب بالاسكندرية وتحويله الي مجتمع اقتصادي واجتماعي عصري ... ابتدينا نحلم اراها حقيقة في حفر قناة السويس بمشاركة المصريين وبدء مشروع المليون فدان ... ابتدينا نحلم اسمعها وأراها وأعيشها في كل حديث وكل شاشة وكل جريدة وأحس بها بقلب كل أم وأب وشاب وشابة ... مع البسطاء والفقراء والقادة ... مصر ستعيش وستنهض وتتقدم ... والبداية حلم ... والطريق عزيمة وعمل .