جريدة الأخبار – الأربعاء 25 يناير
2004 الشراكات الذكية ... واهداف متجددة (4)
الشراكات الذكية " Smart Partnerships " هدف أدعو له مع بداية 2004 والشراكة الذكية هي التي تساهم في تنمية مصر : المجتمع والصناعة والفرد والعائد والدخل والشراكة الذكية هي التي تزيد على الدخل القومي ودخل الفرد وتزيد من رأس المال البشري والفكري والعلمي والتقني للمجتمع بل أيضاً الشراكة الذكية هي التي تزيد من انتاجية الفرد والصناعة والمجتمع . فهل نجحنا في عقد شراكات ذكية . أم لا في الدول النامية والعربية ممارسات متعددة للشركــات منهـــا سيطــرة الدولة على أدوات الإنتــاج ، ومنهــا سيطرة البعــض " الخاصة " على الأسواق ، ومنها سيطرة أو احتكار الشركات المتعددة الجنسيات على الأسواق ، ومنها سيطرة أو احتكار الشركات متعددة الجنسيات على الأسواق المحلية ، ومنها تشجيع للقطاع الخاص كقاطرة للتنمية في سوق حر شفاف ، ومنها مجتمعات غير واضحة في سياساتها وكذا في نتائجها .
ويتحدث اليوم في مصر " بيل جيتس " أسطورة صناعة التكنولوجيا في العالم في مؤتمر أقليمي لأكبر شركة – للبرمجيات – في العالم . وزيارته لمصر لها عدة دلالات أولها أن مصر لها تقديرها كدولة وسوق وشعب ، وثانيهما أن المنطقة العربية واعدة بالتقدم في صناعة المعلومات وتقنياتها إذا ما قورنت بمناطق أخرى سبقت أو تخلفت عنها . وطبيعي على الشركات متعددة الجنسيات أن تنظر الى ما هو واعد . وليس لديها وقت لما هو غير ذلك . واتمنى أن نستثمر هذا اللقاء عملياً لتحقيق شراكة حقيقة مع من سبقنا في بناء صناعة ناجحة عالمية . واشير هنا الى اتفاق كان قد تم صياغته كخطوة أولى وأعدت مذكرة تفاهم مع أكبر شركة عملاقة في هذا الاتجاه عام 1998 وباركه الدكتور / عاطف عبيد آنذاك . واني واثق انه يمكن تحقيقه بجهد الأخ والزميل أحمد نظيف وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات . ترى هل ممكن أن نرى استثمارات مباشر من ميكروسوفت لبناء قاعدة تطوير للبرمجيات في مصر ؟ وبديهي أن الشركات متعددة الجنسيات لا ترغب " عادة " في شراكات في دول العالم النامي بل ولا تحتاج له .. وكانت مصر وصلت – من قبل – لاطار شراكة مبدئي – وكان ذلك قبل إنشاء وزارة للاتصالات والمعلومات – وكان يشمل بناء مركز لتنمية صناعة البرمجيات ومعهد التدريب فهل يمكن أحياء موضوع الشراكة في بناء صناعة وطنية وعربية مرة أخرى ؟ أنا أعرف أن القيادات العليا بالشركة وصاحبها بيل جيتس متفتحون للغاية لكل ما ينجح ، وأؤكد من الممكن تحديد شراكات ذات قيمة مضافة للاقتصاد القومي المصري والعربي وفي إطار احترام وحماية للملكية الفكرية . واثق وأؤمن أن مصر والمنطقة العربية لديها الكثير لاضافته في شراكات ذكية حتى مع شركات كبرى . وهل من الممكن أن نرى بيع للمنتجات بأسعار تتناسب مع دخل الفرد في المجتمع المصري والعربي ؟ قد يكون مفيداً ايضاً الاستفادة من حدث اللقاء في اعادة تعبئة التواجد على خريطة الشركات العالمية بمستواها الرفيع وأيضاً " بعائدها المرتقب " غير متصور بالطبع ان يحقق لقاء واحد نقلة نوعية للتنمية ... لكننا نريد أن نكون مثل الصين وماليزيا ودبي ومنطقة للتحول والتنمية ... هذا يتطلب عشرات بل مئات اللقاءات والملتقيات... والشراكات الذكية ... وللحديث بقية