جريدة الأخبار – الأربعاء 23 يناير
2008 الشرق الاوسط ... وحافة الهاويه
مسلسل الاحداث فى الشرق الاوسط يتجه نحو سيناريوهات اكثر خطورة ليس فقط على أمن واستقرار المنطقة ، ولكن على طبيعة وشكل مستقبل العالم العربى فى السياسية والاقتصادية والاجتماعية بل والثقافية والبيئية . ورغم أنى من مدرسة التفاؤل الموضوعى إلا أنه ما نراه من احداث فى فلسطين ، ولبنان ، والعراق ، والسودان وغيرها يتطلب الدعوة الى طرح تساؤلات عن شكل وطبيعة منطقة الشرق الاوسط بعد خمسة سنوات وبعد عشرة سنوات . ترى ماذا سيكون حال العرب عام 2020 وعام 2030 وهو ما نسميه بالمستقبل القريب ... نعلم ان عدد السكان العرب سيصل الى 430 مليون نسمة بزيادة تقرب من مائة مليون عما كانوا عليه العام الماضى ... نعلم ان هناك بطالة وفقر ... نعلم أن هناك غياب للعدالة الاجتماعية فحقوق المرأة شبه مسلوبه وغالبية ابناء شعوب المنطقة يشعرون ويعيشون غياب للعدالة الاجتماعية ... نعلم أن حال التعليم سئ والبحث العلمى شبه مغيب ، ونعلم اننا فى مصر افضل حالا من العديد من دول المنطقة التى تعانى من عدم الاستقرار أو حكر وتسلط الحاكم سواء كان ملكا أو رئيسا ... فلدينا العزة والكرامة ... والصوت والقلم ... والعزيمة والعطاء . ولكن عربيا أين نحن وأين نحن ذاهبين ؟ ولدت وعشت للآن وأنا اعيش قضية فلسطين ؟ فهل سيتم حل القضية ؟ ومن هم جماعة المستفيدين من بقاء الحال كما هو عليه ... وكما كان لاكثر من نصف قرن ... هل القيادات الفلسطينية المختارة تعبر عن رأى الشعب الفلسطينى ؟ وهل الشعب الفلسطينى المستفيد من اراقه الدماء والتشرد والترمل والتيتم ... من هم المتاجرين فى السلاح ؟ ومن هم الذين يتاجرون فى قوته ؟ وما هى ثروات قادته عبر مرحلة النضال لتحرير فلسطين ... ومن هم فئة المنتفعين من حملة السلاح والدعوة الى الانتفاضيات ... وأين صوت العقل واهل الحكمه وقادة السلام فى خضم فصائل الاقتتال والنضال ، والتضحية والانتحار ... وهل يعقل أن نصل الى استخدام الطفولة كدروع بشرية تحت مسمى انتفاضات الحجارة أو تحت ادعاء غياب الامل ... ومن جهة اخرى هل يمكن ان يسمح الضمير الانسانى بأن تقوم اسرائيل باقتراف ما يعاقب عليه القانون الدولى وما أقره المجتمع العالمى منذ عصبة الامم وتترك لتمارس القتل وسفك الدماء واغتيال شعب باكمله وارهاب اجيال وارتكاب ما يزيد عن جرائم الحرب وما ارتكب احيانا بالانتهازية ... هل يعقل أن يموت الضمير الانسانى ؟ وتغمض العيون عما يجرى ؟ وتنصرف البشرية لتلهو ومسلسل القتل البشرى يتزايد فى المنطقة بمعدلات تزيد عما يحدث فى الغابات . ومن المستفيد فى لبنان من اختزال آمال وطموحات مجتمع وابتسامة ومرح اجيال عاشقه للحياة ... وتبدع وتخترع يوميا مئات المشروعات دون امكانيات حقيقية غير الرغبة القوية والاصرار الشديد على الحياة والتقدم ... الم يكن ممكنا أن تكون لبنان سنغافورا الشرق الاوسط ؟ من المستفيد باختطاف الدولة اللبنانية والشعب اللبنانى بأكمله هل من يحكمون الآن على الساحة اللبنانية أم هو حزب الله ؟ أم المنتفعين من النظام السورى ؟ أم هم اصحاب المصالح من الدول الاجنبية ؟ أم هى اسرائيل ؟ أم هى ايران ؟ من هو صاحب المصلحة من استمرار الحال كما هو عليه ... ؟ وما يحدث على الساحة العراقية هو اسوأ المسارح الدموية فى التاريخ المعاصر من غزو دولة والاعتداء على شعب باسره واقتتال طائفى وانتفاع وانتهاز وسرعة ثروات احدى اغنى الدول العربية ... وما كان يمكن ان تكون اكثرها تقدما ... من هو المستفيد ؟ هل هم حكام العراق المسمى بالديموقراطى هل هو التيار الاسلامى ؟ هل هم القاعدة ؟... هل هم تجار الكويت والخليج ؟ أم الشركات الامريكية والغربية الموردة للسلاح . ولماذا يزداد الاحتقان والارهاب ... وما هو منبعه هل من داخل العراق ؟ أم من ارض العرب ؟ أم من ايران ؟ أم بايادى غربية ؟ ... ومن هو صاحب المصلحة من استمرار ما يحدث ...تداعيات فلسطين ولبنان والعراق وقد يكون السودان ستغير حتما طبيعة المناخ حول مصر ... فما الذى اعدناه ونعده من سيناريوهات للتعامل ما هو محتمل ان يكون ... بالعقل والرشد والتعليم والعلم والمعرفة والمعلومات وبالوحدة نحمى أمن الوطن... وللحديث بقية .