جريدة الأخبار – الأربعاء 25 يناير
2012 مشروع النهضة... ومفترق الطريق
صباح الخير لمصر والمصريين ... صباح الخير لأهل وشعب مصر ... صباح الخير لكل إنسان يحب ويعشق مصر والخير لأهلها ومستقبل أفضل لابناءها ... صباح الخير لكل من يبني ويعمر ، ويعلم ويطور ، ويصنع ويزرع ، ويخدم ويروي ، ويدافع ويحمي ، ويعدل ويؤمن مصر والمصريين ... صباح 25 يناير هو ذكري وحاضر ومستقبل ... هو ذكري ثورة شعب وحاضر يذكرنا بأعظم أيام مصر المعاصرة ومستقبل ينادي للبناء والتقدم والتنمية والرخاء والوحدة والمحبة ... سجل التاريخ أن 25 يناير هو يوم ثورة الشعب المصري ... ويتساءل المصريون عن الأمس واليوم وغدا ... عما يحدث ويحدث وعن مستقبل الوطن وأبناءهم ... وأين ستكون مصر بعد عام ؟ عامين ؟ وخمسة أعوام ؟ وهل ستكون أفضـل أم أسوأ ؟ ... عن الأمس واليـوم يتساءل المصريـون عن طعامهم وشرابهم ، وملبسهم ومسكنهم ، وعملهم وانتقالهم ، وتعليم وعلاج أبنائهم ... يتساءل المصريون عن الأسعار وعن رغيف الخبز وعن أنابيب البوتاجاز وعن توفر البنزين والسولار ... يتساءل المصريون كل ليلة وكل نهار عن أمنهم ... يتساءل المصريون عن من قتل أبنائهم وعن الشهداء والدماء وعن من هدم السجون والشرطة وعن من يحجب المعلومات عن المصريين ... يتساءل المصريون عن التظاهرات اليومية والفئوية وعن الفلول والبلطجية والجيش والأخوان ، والسلفيين والليبراليين ... يتساءل المصريون عن الأزهر والكنيسة ، والوحدة والمحبة ، والوسطية والسلام ، والأمن والآمان وعن مصر المحروسة أين ذهبت بعد مئات السنين لم تفقد فيها الهوية الوطنية أو الشخصية المصرية ... يتساءل المصريون عن من يعطل الحياة اليومية وعن الخسائر المادية والاقتصادية التي حدثت وصلت إلي لما يقرب من أربعمائة مليار جنية ؟ يتساءل المصريون عن العلاقـات بين القوي مثل المجلس العسكري والأخوان المسلمين والأحزاب وبعضها ؟ ... ويتساءل المصريون عن نتائج الانتخابات ... وهل تعكس الإرادة الوطنية ؟ هل تعبر عن حقيقة الوطن ؟ هل هي نتيجة الانتخاب بالقائمة ؟ هل هي نتيجة التفوق السياسي والمالي والتنظيمي للتيار الإسلامي علي تيارات وأحزاب الثورة المصرية باختلاف تنوعها ؟ هل هي نتيجة مباشرة لتراكم خبرة تسعين عاما أمام أحزاب ولدت قيصرية لم تستكمل تسعة أشهر ؟ . يتساءل المصريون وثوار 25 يناير تحديدا هل تحققت أهداف الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية والتكافؤ ... هل ما نراه هو الديمقراطية المنشودة أم دكتاتورية جديدة وهل ما نراه هو صدي نداءات ميدان التحرير السلمية والمدنية والديمقراطية ... يتساءل المصريون اليوم عن انقسام وطن بدلا من وحدته ، وانهياره بدلا من تقدمه ، وعن الخوف بدلا من الأمل ، وعن الإقصاء بدلا من التكامل وعن النكسة بدلا من النصر ... ويتساءل المصريون عن الطريق للخروج مما نحن فيه ... ويتساءل المصريون عن المستقبل ... لدينا اختيارين أما طريق التقدم والبناء ، والتنمية والرخاء وأما طريق الهدم والانهيار والفقر والتخلف . الطريق الأول يصل بمصر إلي نماذج مثل تركيا وماليزيا ، والطريق الثاني يصل بنا لنماذج مثل إيران والعراق . مفتاح القيادة الآن – لكافة الأسباب العملية – السياسية والبرلمانية هي في يد الأخوان المسلمين وتحالفاتهم المعلنة والغير معلنه ... وبهذا فأن الأخوان المسلمين أمام مسئولية تاريخية أما لتقدم الوطن أو – لاقدر الله - بضياع الوطن ... فهل سينجح الأخوان في مهمة تقدم مصر ... نجاحهم هو النصر الحقيقي لمشروع الأخوان وفشلهم يعني خراب الوطن ونكسة أخري أكبر مما نحن فيه ... مفتاح مشروع التقدم والنهضة الآن في يد الأخوان المسلمين ... فما الذي يحملونه لمصر ... الخير أم الانهيار ... التقدم أم التخلف ... التعليم أم الأمية ... العمل أم البطالة ... السلام أم الحروب ... الفرح أم العزاء ... الحب أم الكراهية ... السعادة أم الشقاء ... الدكتاتورية أم الديمقراطية ... مبروك للإخوان علي عيدهم ... وعزاء للشهداء في قبورهم ... ودعاء للثوار لكل آمالهم ... وتحية للجيش وجنوده في ثكناتهم ... وعاشت مصر لكل المصريين .