جريدة الأخبار – الأربعاء 16 نوفمبر
2003 الملتقى العالمى 2003 وصياغة للمستقبل (1)
عقد الملتقى العالمي لهذا العام بروما يومي السادس والسابع من نوفمبر الاسبوع الماضي والذي شارك فيه نخبة عالمية من السياسيين والصناعيين والقادة والخبراء . وقد عرضت في هذا الملتقي عدد من التحولات الكبيرة التي يشهدها العالم – وإضافة لما ذكرته في مقالة الأسبوع الماضي – من تحولات فإننا نتابع ونرصد ونلاحظ ما يلي : (1) السرعة الكبيرة للعالم المتقدم بالنسبة لنا في مصر ، والعالم العربي والعالم النامي ، (2) الدور الكبير للاستثمار في تكنولوجيات المعلومات والاتصالات والذي يصل الى 50% من أسباب زيادة الدخل القومي وزيادة الانتاجية في العالم المتقدم ، (3) تركيز الدول النامية والعربية على شراء المعدات والأجهزة دون استخدامها كأداة للتقدم والتطوير والقيمة المضافة (4) محدودية الرؤى وعدم تجانسها (أ) مع الاحتياجات المتجددة للمستهلك والمواطن محلياً (ب) التطورات في السوق المحلي والخارجي (ج) ديناميكية التغير في احتياجات المستهلك والأسواق والانتاج العالمي مثل ما يحدث في سوق الموبيل العالمي ، (5) واستراتيجيات التنمية والتقدم ومنها الموضوعي ومنها الورقي وتأخرها .
ويشهد العالم أيضاً – خاصة من يتقدم ويعي منه – تحولات منها : (1) التحول من الأسواق التقليدية للبضائع والخدمات إلى الأسواق الإلكترونية ، (2) التحول من مؤسسات ومنافذ العرض الى مؤسسات ومنافذ المعرفة ، (3) التحول من ضغوط العولمة الى فرص تحقيق المكاسب من توطين التكنولوجيا والتصنيع والتقدم ، (4) التحول من القبول والاستسلام للانقسام "الانشقاق" الرقمي بين الدول الصناعية والدول النامية الى الابداع لتحقيق التكامل الرقمي للمجتمع لادخال الفئات المهمشة والمحدودة ضمن مسيرة التقدم ، (5) التحول من استخدامات التجارة الالكترونية كمظهر للتقدم في الدول الغنية الى وسيلة للتغلب على الفقر في الدول النامية ، (6) التحول من البحث العلمي التقليدي – واساليبه – البحثية والانتاجية الى نماذج جديدة لنشر البحث العلمي وتطويعه على مستوى الشركات المحلية والعالمية ، (7) التحول من استخدام واسع للغة الانجليزية الى توسع وتعددية لاستخدامات اللغات عالمياً بل والقدرات المصاحبة لاستخدام تعددية اللغات مثل الانجليزية والفرنسية والعربية والاسبانية ، (8) التحول لدور الحكومات من التخبط في صياغة السياسات عامة وحماية المستهلك خاصة الى دورها احياناً في التدخل في آليات الاستثمار وإدارة الأسواق الى دورها الواجب والرئيسي في تنظيم العلاقات بين (أ) الحكومة وقطاع الأعمال التقني (ب) قطاع الأعمال بعضه وبعض (ج) المستهلك وكل منهم من الحكومة وقطاع الأعمال ، (9) أننا نعيش في عالم متغير وبالتالي كل استراتيجيات التقدم يجب أن ترتبط بمسلمات هذا التغيير ، (10) التحول من فرضية حياد التمويل بالنسبة للتقدم المتواصل الى إمكانيات فتح اسواق المال للحفاظ على التقدم المتواصل .
لقد برزت وتبرز يومياً ولادة ونمو عالم جديد بفكر جديد وعمل جديد وهو مختلف عما كنا نراه في الثمانينات والتسعينات وليس من المنطقي أن نعيش فكر الماضي في عالم يتغير بسرعة في تفاصيله وأصبح أكثر وضوحاً في جزئياته – فقد أيضح جلياً أن المستقبل القريب لتقنيات السعات الكبيرة - وأكثر عنفاً في مناخه - وقد اتضح أيضاً جذوره الاستقرار والسلام الدولي لتحقيق طفرة مطلوبة للاستثمار التقني وسؤالنا الهام ماذا يجب ان نفعل نحن تجاه هذا العالم المتقدم الأسرع ... الأكثر تجدداً ... الأوفر امكانات ... الأقوى سلاحاً ... الأفضل تنظيماً ... والأصفى رؤية ... الإجابة هي ضمنية في السؤال فيجب أن نكون منافسين ولسنا اتباعاً ... قادرين وليس عجزه مشاركين عالمياً ومطورين محلياً ... ولكن هل يمكن هذا ... نعم بالرؤية وبالتخطيط والتنظيم والتنفيذ والسرعة وبروح الفريق وبتشجيع النجاح وبالاستثمار بالمعرفة ... وبمراعاة الله والدعاء له بالتوفيق ... وللحديث بقية