جريدة الأخبار – الأربعاء 19 نوفمبر
2014 المعلومات وحلم الإسراع بالتنمية
كيف تحدث النقلات النوعية ؟ كيف تقفز الأمم ؟ ما هو الإسراع بالتنمية ؟ كيف انتقلت مصر من عصر صناعي ورقي إلي عصر المعلومات والانترنت ؟ كيف دخل الانترنت في كل منزل وقرية ؟ كيف تعلمت أجيال مصر علي الحاسبات ؟ كيف يعبر مجتمع إلي عصر المعلومات ؟ ... في هذا الأسبوع - وتحديدا يوم الخميس 13 نوفمبر – مر 29 عاما علي حلم دخول مصر عصر المعلومات ... وبداية الحلم كانت حول المساهمة في بناء وطن عصري وإدخاله لعصر المعلومات والمعرفة للإسراع بالتنمية وتحويل ذلك إلي حقيقة وواقع ملموس نعيشه ... يتساءل البعض كل يوم ... هل يمكن أن يتحول حلم إلى حقيقة ؟ هل يمكن أن تبنى مؤسسات عصرية ؟ هل يمكن للشباب المصري أن يتفانى لبناء بلده ؟ هل يمكن أن تتحول رؤية علمية إلى سياسة لدولة ؟ هل يمكن التحديــث تكنـوقراطيا دون التشدق سياسيا ؟ هل يمكن بناء جيل يتحدث بلغة جديدة ؟ هل يمكن بناء فريق مصري تكنوقراطي بيروقراطي وعلمي للتقدم يحتضن الخبرة وحماس الشباب والوطــن ؟ هل يمكن لمصر أن تقفــز قفزة نوعية في أحــدي المجـالات أو في كلها ؟... ولــد الحلم في الـ MIT (أحدي أكبر جامعات العالم) في دراسة للدكتوراه موضوعها " الإسراع بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية من مدخل المعلومات ودعم القرار" ... وواكب تنفيذ الرؤية والإستراتيجية كل العقبات والإخفاقات والمستحيلات التي تواجه أغلب المصريين ومثلما يعيشه كثير من الشباب والعلماء والقيادات الآن .. وبعد سنتين بدأ التنفيذ في 13 نوفمبر عام 1985 بقرار لبدء مشروع لإنشاء مركز للمعلومات ودعم القرار لمجلس الوزراء ... تحول إلي بناء مجتمع للمعلومات المصري ... كانت أول موازنة هي خمسين ألف جنية مصري ... ومن هذا المشروع بدأ في صمت وبثقة وبحرية وحماس واحد من أهم مبادرات التحديث والنماء والتطوير في تاريخ مصر المعاصر ... وتوالت عشرات البرامج والمشروعات بدأت بفكرة مركز وتحولت إلي بنيه معلومات ودعم القرار وبرامج لدعم الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي والتشريعي والعلمي والتكنولوجي والبيئي والثقافي لمجتمع ... وبدأ العمل (دون مقر للمشروع) في غرفة بالدور الثاني بمجلس الوزراء القديم ثم بمقر مؤقت بالزمالك ثم مقار أخري إلي أن تم بناء أول مركز بمقر مجلس الوزراء هو أول مبني ذكي من نوعه في العالم (منذ أكثر من ربع قرن) . من هذا المبني تم تنفيذ مشروع حصر تخفيض الديون المصرية ، حصر وتنقية التشريعات والقوانين ، ودعم برامج الإصلاح الاقتصادي الأول والثاني ، والانتهاء من مشروع الرقم القومي المصري وتنمية وتنفيذ أنشاء مشروعات مراكز المعلومات ودعم القرار بكل وزارة وكل محافظة وكل هيئة مصرية وكل مدينة وكل حي وثلث قري مصر ، وتم أيضا حصر كافة قواعد المعلومات الوطنية ، إدخال ونشر الانترنت في مصر ، وبرنامج لإدخال التكنولوجيا في التعليم وتسجيل المنشآت في مصر وحصر قواعد الإنتاج الوطنية والنشاط الصناعي وبناء القاعدة القومية لمعلومات العمالة والأجور ، وبرنامج التنمية التكنولوجية الذي أثمر عن القرية الذكية والمناطق التقنية ، وبرنامج تحديث وتطوير الحكومة المصرية وبناء أول مركز لإدارة الأزمات وبرنامج حصر التراث الوطني ومبادرات حماية الملكية الفكرية ومركز المعلومات الجغرافي الوطني والمركز الإقليمي والمعهد الإقليمي ومعهد تكنولوجيا المعلومات ومراكز التكنولوجيا بالقرى والمحافظات وبناء صناعة وطنية للانترنت والبرمجيات ومراكز القرن الحادي والعشرين ومبادرات مجتمع المعلومات ومجتمع المعرفة وتصدير الخبرة والمنتجات وغيرها ... ومشروعات وبرامج " وجيش من شباب وقيادات وخبرات وطنية " وضعت مصر منذ عشرين عاما علي المرتبة الأولي في المعلومات والإدارة وبحوث العمليات والريادة عربيا وأفريقيا وبالعالم النامي والصاعد بل المنافسة مع أفضل عشرة دول بالعالم في مجالات كان يري البعض استحالة ذلك ... ما تم تنفيذه يؤكد أن المستحيل يمكن تحقيقه بعطاء شباب متعلم ومتميز وأبناء وطن قادر ، وحين يدعي شباب مصر لشرف العطاء فأنه يمكن أن يصنع القفزات والنقلات النوعية للمجتمع ... وإحداها إلي عصر المعلومات ... تحية وطن لكل رجال وشركاء بناء العصر الجديد ... تري هل يمكن لمصر أن تحقق نقلات وقفزات نوعية جديدة للإسراع بالتنمية ؟ .