جريدة الأخبار – الأربعاء 11 مارس  2001
دخول المصريين لعصر المعلومات (4)

الدخول لعصر المعلومات بدايته مواطن يمكنه الدخول على جهاز سواء يملكه أم هو متاح فى مكان عام مثل مكتبة القرية أو مراكز القرن الحادى والعشرين أو فى مدرسة تفتح بابها للمجتمع لتدريبه بالإضافة إلى تعليم أبنائه ... نريد 2 مليون كمبيوتر إضافى للمصريين هذا العام لتحقيق النقلة النوعية ... لكل المجتمع.

الحمد لله ... لا يختلف الآن أحد على أهمية الدخول لعصر المعلومات بل أصبح هذا حديثاً للمجتمع وللحكومة وللقطاع الخاص وللمجتمع المدنى خاصة لأبناء مصر من شباب وتلاميذ.

لكن من الأسئلة الصعبة هو كيف يحدث هذا؟ وما دور الحكومة ودور القطاع الخاص ودور المجتمع المدنى سواء كانت جمعيات أهلية أو عائلية مصرية؟. أولاً: توفير الحاسبات فى متناول المواطنين يجب أن تقوم الحكومة بتوفير التمويل لاستكمال إنشاء ونشر 4000 مركز ل4000 قرية فى صعيد ودلتا مصر ويجب فتح المراكز المتاحة بالمدارس للمجتمع ... وبالطبع يمكن تشغيل كل هذه المراكز بأجور رمزية ... يجب أن يتم هذا خلال هذا العام ... فى الثمانينيات والتسعينيات لم يكن هناك الاهتمام الحالى بالتكنولوجيا غزت مراكز المعلومات المدن والقرى ووصلت الحاسبات وبدأت مسيرة المعلومات رغم معاول الهدم والإمكانات المحدودة ... اليوم لدينا رئيس وزارة مؤمن بالتكنولوجيا وأجندة عمل وزارية أولها التنمية التكنولوجية ووزارة ووزير للاتصالات والمعلومات ... كل هذا يتطلب منا سرعة توفير المراكز خاصة للمناطق المحرومة ... المطلوب 4000 مركز فى ال18 شهراً القادمة. ثانياً: يمكن للقطاع الخاص تحفيز الشركات على المشاركة فى نشر الحاسبات فادعو الشركات على المساهمة فى إنشاء النوادى المجتمعية للمناطق المحرومة سواء بأجهزة وحاسبات جديدة أو مستعملة وهناك أمثلة عديدة لدى رجال وشركات مسئولة ساهموا فى بناء العديد من المراكز فى صمت. ثالثاً: الجمعيات الأهلية: لدينا 14000 جمعية أهلية منهم الكثير الفعال والعطاء وهم بامكانات محدودة غيروا ويغيرون فى خدمات اجتماعية متعددة على أرض الواقع. ولو ساهم 10% من هذه الجمعيات فى إنشاء مراكز للحاسبات والمعلومات ستدخل أكثر من 1500 قرية عصر المعلومات. رابعاً: الحوافز هل ممكن أن نفكر بأسلوب غير تقليدى؟ نريد حاسبات فى متناول يد أكبر عدد من المواطنين من جهة ومن جهة أخرى موارد القطاع الأكبر منهم محدود.إذا كانت الضرائب هى إحدى أدوات التنمية وإذا كان دخول المصريين عصر المعلومات هو التنمية وعدم دخوله سيؤدى به للتخلف فى العالم هل ممكن أن نعطى حافزاً ضرائبياً متدرجاً لكل من يشترى حاسب وحزم برامج ويتدرب للعصر الجديد ويمكن تحقيق ذلك من خلال آلية الضرائب الخاصة بالمؤسسة أم الفردية؟ أنادى الحكومة بإعطاء المواطن والشركات حوافز ضريبية متدرجة لكل من يشترى حاسباً وحزم برامج ويتدرب للعصر الجديد ويمكن تحقيق ذلك من خلال آليات الضرائب المختلفة أم الفردية؟
أتذكر أنه عند الإصلاح الهيكلى للتعريفة الجمركية فى منتصف الثمانينيات وضعنا مع الأخ محمود محمد على رئيس هيئة الضرائب على المبيعات أقل تعريفة ممكنة على الحاسبات وكانت آنذاك 5% ساهمت فى تحقيق طفرة فى ذلك الوقت.

وسيبرز صوت متوقع وسريع "هو إحنا لاقيين ..." أمال هانبنى طرق ومستشفيات ومواصلات ازاى؟ لدينا ردود هادئة بالعقل والموضوعية تزيد الحصيلة للدولة وتدخل المجتمع بسرعة إلى عصر المعلومات نريده أن يدخل بطرق المعلومات السريعة لهذا العصر وعلينا كمجتمع أن نوفر الطريق ونوفر وسيلة الانتقال وتعليم وتدريب المجتمع كيفية القيادة والريادة على هذا الطريق الجديد ... والناتج هو قيمة مضافة أكبر للمجتمع وإنتاج أكبر لمصر ... وللحديث بقية.