جريدة الأخبار – الأربعاء 23 فبراير
2003 اليوم التالى
هل تخيلنا اليوم التالى لما سيحدث مع العراق فى حالة نشوب حرب ؟ اجهزة الاعلام العالمية والغربية تتسابق بالتركيز على احداث واخبار كلها تقود الى ساعة الصفر ، وهى بهذا تتماثل ما كان يحدث تاريخيا من ضرب طبول الحرب ولكن أين اصوات وانغام السلام . اجدها مشغولة بتأجيل الحرب بضعة ايام أو اسابيع . ونحن شعوب العالم الراغبة فى السلام ، نريد ان نعيش فى سلام وبسلام وهذا هو ارقى توظيف لما منحه الله للانسان من ايمان وعقيدة وعلم وخبرة واحساس وروح … ومن المفروض انه كلما ازداد الانسان قوة فانه يزداد حكمه ولكن الحياة علمتنا ان ذلك يحدث حينما تمتزح القوة والحكمة ، ويتزعزع حينما يحدث خلل بين القوة والحكمة … ويضيع حينما تضيع القدرة.
اليوم التالى حتمى ؟ … فهل عشنا يوم بلا نهاية أو مساء بلا صباح ؟ ما يحدث وما سيحدث من تغيير فى شكل وانماط الحكم والتحكم فى العراق اصبح حتمى . فاما أن يحدث هذا عسكريا ، أو ان يحدث دون حرب . وقد اجمع الكثير فى الاشهر والاسابيع والايام الماضية ان احتمالات الحرب تزداد تدريجيا … !! ولكن هناك كما نرى جميعا جهود مستميته لحكماء من قادة وسياسيين للبعد عن شبح الحرب مثل الرئيس حسنى مبارك وجاك شيراك … ولايجاد طريق آخر … وهذا يشبه ما حدث من تأثير فى ازمة خليج الخنازير (الازمة الكوبية) أو ابان الحرب الكورية والتى واجهت الاصوات القوية التى كانت تسمى لاستخدام السلاح النووى آنذاك .
ولو نجح دعاة السلام فى جهودهم وتأجل أو الغى قرار الحرب … فان هذا لن يلغى قرار التغيير . وسيكون سيناريو انهيار الاتحاد السوفيتى وحائط برلين هو الاكثر احتمالا ولكن بصورة مختلفة . ابعدها الثورات الشعبية مثل ما حدث فى تشيكوسلوفياكيا والمانيا الشرقية ورومانيا … وغيرها . ولكن اكثرها هو التخلص الدكتاتوريات الباطشه على خريطة العالم … فهى للبعض ادت دورها ولم تصبح صالحة للادوار أو المصالح المتجددة . واذا نفذ قرار الحرب فماذا عن كل مسالم من شعب العراق ؟ ماذا عن كل اطفال العراق ؟ وماذا عن كل محبى السلام والخير والحق ؟ .
بعد اليوم التالى سيعيش العراق ما عاشت البشرية ، مثل كل المجتمعات التى تعيش بعد الحروب والازمات وستبدأ صفحة جديدة فى التاريخ … ونأمل ان يكون العراق اكثر تقدما وسعادة وخيرا لاهله … فالعراق لديه 11% من الاحتياطى العالمى المؤكد للبترول والذى يصل الى 1050 بليون برميل على مستوى العالم منهم 116 بليون برميل احتياطى مؤكد على مستوى العراق ويمكن ان ينتج 3 ملايين برميل يوميا (لو سمح له) وفعليا انخفض انتاجه الى اقل من 3 مليون برميل يوميا . هذا يعنى ان العراق حاليا يمكن ان يكون دخله 60 مليون دولار يوميا (لو اخذ سعر البرميل على 20 دولار) أو يتراوح بالزيادة والنقص حسب السعر وما يحدده العرض والطلب . أين تذهب هذه الثروة وما نصيب تقدم العراق وحياة وعلم وتعليم وصحه وطعام اطفال العراق من هذا ؟ واين نصيبهم من الاعداد للعالم الرقمى وثورة المعلومات ومجتمع المعلومات العالمى والعربى ؟ ما يحدث فى العرق يؤثر على شعبه وعلى العالم العربى والدولى .
فى اليوم التالى ستستيقظ العراق والعالم سياسيا واقتصايا واجتماعيا … ترى ما شكل هذا المجتمع ، وما دور ابناء العراق فى تحديد هذا ؟ ومتى هذا التاريخ ؟ وماذا سيكون … بالتالى حال وشكل المجتمع العربى سياسيا واقتصاديا … وما هو موقعه على خريطة العالم ؟ كى ننتقل مرة اخرى للبناء والتنمية الاقتصادية والاجتماعية … بدلا من ادارة الازمات وازمات الحروب … وللأسف فإن دعوتنا المستمرة لمجتمع المعلومات والمعرفة تتأثر بما يحدث … فأدعوا الله ان يرشدنا لما فيه خير الانسان والانسانية … وللحديث بقية