جريدة الأخبار – الأربعاء 15 فبراير
2004 اتاحيه المعلومات ... واهداف متجددة
هل لدينا معلومات أم لا ؟ البعض يقول لدينا معلومات والغالبية تقول ليس لدينا معلومات ... وكلاهما صحيح فالمجموعة الأولى تتحدث عن انتاج المعلومات في بعض الأماكن والمؤسسات الذين لديهم البيانات والمعلومات الدقيقة والمحدثة ويشمل ذلك مراكز المعلومات ودعم القرار التي بنيت في مجلس الوزراء والوزارات والمحافظات والمدن وبعض القرى ويشمل ذلك أيضاً الجهاز المركزي للتعبئة العامة والاحصاء وهي المؤسسة المرجعية لبيانات أساسية عن مصر ومديرياتها ووزارة التخطيط وجميع الوزارات - كل في مجاله - وقواعد البيانات القومية التي تم بناءها من رقم قومي ، تأمينات ، والعاملين في الدولة والأجور والبطالة ، والموارد الطبيعية ، وقواعد الانتاج والصناعة والخدمات والسياحة والتعليم والكهرباء ، وقواعد معلومات المدن الجديدة والاستثمار وغيرها ، وأيضاً ما هو متاح عن قواعد معلومات الاقتصاد والمال والبنوك في البنك المركزي وسوق المال والبورصة وكل بنك وفرع في مصر ... وغيرها مئات وألوف من قواعد البيانات والمعلومات متوافرة بها بيانات ومعلومات ... واعلم انا كممارس عملي الجهد الذي بنى برجال مصر في كل القطاعات لاعداد هذه القواعد وكنا نفخر بها وذلك لاستخدامها الموضوعي في اتخاذ القرار وفي الإدارة وفي بدء عصر للتنوير بالمعلومات ... ولكن ما يتحدث عن عامة المجتمع بل بعض قياداته - للأسف - عن عدم توافر المعلومات هو " اتاحية المعلومات " فالمعلومات غير متاحة وإذا اتيحت فإن بها كثيراً من التناقضات التي تخلق البلبلة وعدم الثقة وتعيد بالمجتمع الى عصور تصورنا أنها مضت ... والفرق هنا جوهري هو في : (1) المفهوم ، (2) التطبيق والممارسة الاستمرار والتواصل . اما المفهوم فيجب ان نفرق تماماً بين الانتاج للبيانات وللمعلومات وبين التوزيع والنشر للبيانات والمعلومات ... ولتوضيح ذلك نتساءل : (1) لدينا نهر النيل ... فهل يصل لكل مواطن وأسرة كوب ماء نظيف ؟ ، (2) لدينا محطات لتوليد الكهرباء فكيف يصل لكل منزل وكل مصنع الطاقة الكهربية ؟ إذا كانت المعلومات كالماء والنور والكهرباء ... فيجب أن تصل لكل مواطن وكل أسرة في مصر .
يجب علينا أن نلزم كل مراكز المعلومات ومراكز الإحصاء بنشر المعلومات على المجتمع من خلال الإعلام وشبكات الانترنت بل أن علينا فتح كل هذه المراكز للمجتمع المصري للحصول على المعلومات .. هذا كان يتم من عشر سنوات فلا مبرر على الإطلاق من إغلاق الأبواب بعدما بدأ فتحها وغير كاف أن نركز على تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ولا نركز على المعلومات رغم وجوب الإشادة بما يتحقق في هذه البنية الأساسية لتكنولوجيا الاتصالات والمعلومات التي يراها المجتمع في تليفون وموبيل وفي حاسب وفي انترنت ... فالمطلوب إضافة لذلك ان تنشر المعلومات وتوزع على كل المجتمع كالماء والكهرباء : انقطاع المعلومات أشد خطورة من انقطاع المياه والكهرباء لأنه يعني التخبط وضياع الموارد وغياب الوعي وضياع الرؤية وفقدان الذاكرة " للمجتمع والمؤسسة " بل أنه يؤثر على اتخاذ القرار وضياع الفرص لأبناء المجتمع ... اتاحية المعلومات هي قضية مجتمع وهي أساس لعصر المعرفة واساس للتنمية المتواصلة وللعدالة الاجتماعية والديموقراطية والمشاركة والتنافس والمساواة من أجل غد أفضل ... بإذن الله .