جريدة الأخبار – الأربعاء 14 فبراير  2007
الرأى العام ودعم القرار

المعلومات تنمية...توفير المعلومات لمجتمع يعنى وضوح الصورة عن الواقع ، وتحليل هذه المعلومات تعطى فرصة لوضوح الطريق لتحسين هذا الواقع والتوجه للمستقبل . وقد اسعدنى فكرة مؤتمر استطلاعات الرأى العام واتخاذ القرار ، النظرية والتطبيق ، والذى دعى له مركز المعلومات ودعم القرار فى الفترة من 6-8 فبراير 2007 . وتحية واجبه لفريق مركز المعلومات ودعم القرار برئاسة د/ماجد عثمان فى اختياره للموضوع ولمبادرته لوضع استطلاعات الرأى العام على اجندة المجتمع ... واهميتها فى نظرى انها أضافة هامة وجوهرية لتعبيرها عما يراه المواطن مما يجرى من احداث حوله . والفرق بينها وبين وصف مصر بالمعلومات ان الاستطلاع يعكس " رأى" أما الوصف فيعكس الحقيقه ... والرأى يحتمل الصواب والخطأ ، أما الحقيقه فيفترض انهـا لا تحمل الخطأ . وقد عاشت مصر تبنى ركائز " الحقائق " مما سمى ببنيه المعلومات من قواعد البيانات ونظم معلومات وبلغ ما تم تنفيذه من جهد غير مسبوق فى مصر بل وفى العالم الى 900 مشروع والف وخمسمائه مركز للمعلومات ودعم القرار كانوا أساس للانطلاق لفكر النهضه والاصلاح والتحديث والتطوير ... أما فى استطلاعات الرأى فأنى أرى فيها اضافة جوهرية لرحلة تقدم المجتمع المصرى حيث انها تضيف رأى ورؤيه " الناس " لما يجرى ويحدث حولها ... وهذا يمثل اداة قوية للتوجيه والعمل السياسى والاقتصادى والاجتماعى اذا ما تم تناولها بوعى واستيعاب . وتعتبر اداه خطيرة اذا تم تناوله بجهل سياسى أو اجتماعى أو اعلامى . لقد انشأ مركز المعلومات ودعم القـرار بمجـلس الوزراء " مركز استطلاع الرأى العام " للمساهمة فى تحقيق التحولات الديموقراطية والاصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية كونها أحدى آليات تعزيز الديموقراطية وتعميق الاصلاح والتعبير على الرأى العام للتعرف على أراء واتجاهات ورغبات المواطنين باعتبارهم " شركاء " فى عملية صنع القرار وصياغة السياسات . وعلى الرغم من انشاء مركز استطلاع الرأى فى يوليو 2003 بهدف احاطه متخذى القرار بشكل سريع ودورى بأراء المواطنين واتجاهاتهم نحو القرارات المختلفه والقومية الى أن اعداد أول مؤتمر لاستطلاع الرأى فى 2007 يعنى فرصة التوجه بهذه الاستطلاعات للمجتمع ككل ولدعم القرار المجتمعى ولتوجيه حيث يريد فى مسار ورحلة التنمية والتقدم بدلا من ان يخدم فقط متخذ القرار... فالكل شريك فى التنمية ... وفى نظرى نجاح هذه المبادرة ممكن أن يحقق عائد كبير لمصر اذا ركز على " شركاء التنمية " ولـن يحقق النتيجة المرجوه اذ ركز على احد اطرافه . والخروج الى عصر استطلاعات الرأى يعنى (1) استكمال لمسيرة مجتمع المعلومات والتى تستلزم نشر المعلومات والشفافيه والوضوح والمراجعة والتقييم الدورى وغيرها ، (2) يعنى ايضا انتهاء عصر تجريم وتحريم استطلاع الرأى واعتباره مساسا بالنظام أو بأمن وأمــان المجتمـع . (3) يعنــى ايضــا ترسيخ لاداه هامـة للديموقراطيـة لـ " شركاء التنمية " فى تنميه وتقدم مصر . (4) يعنى الخروج الى استطلاعات الرأى ايضا بداية لتوعيه وتعليم المجتمع للمشاركة وللقراءة والتحليل . (5) يعنى عصر استطلاعات الرأى أن المواطن كلمه ولرأيه ثقل ومشاركته ضرورة . (6) استطلاعات الرأى تعنى ايضا " ضوابط تحمى " شركاء المجتمع ... ضد التشويش أو المهاتره أو الارهاب الفكرى ... وللحديث بقية .